تفاصيل أول رحلة سرية للموساد الى عُمان: هذا ما حصل من 39 عامًا حتى مقتل خاشقجي

بعنوان “عُمان هي صلة إسرائيل بالشرق الأوسط”، نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية مقالاً تحدثت فيه عن الزيارة العلنيّة الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى سلطنة عُمان ولقائه بالسلطان قابوس بن سعيد.

وسردت الصحيفة رواية قديمة أشارت فيها الى أنّه في خريف عام 1979، وصل إسرائيليان يحملان جوازي سفر أجنبيين على متن رحلة إلى مسقط، عاصمة عُمان، أحدهم كان روفن ميرهاف، وهو مسؤول كبير في الموساد يتعامل مع المسائل المتعلقة بالشرق الأوسط، والذي كان سيصبح فيما بعد المدير العام لوزارة الخارجية. وكان الآخر عضوًا في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، اللواء مناحيم  مارون. بعد الهبوط، تم نقل الاثنين إلى فيلا فاخرة في مسقط ومن هناك على متن طائرة ملكية للقاء السلطان قابوس في معسكر خارج العاصمة. وبحسب الصحيفة فقد كانا فرحَين لأنّ الحمام على متن الطائرة مثلاً، بما في ذلك المرحاض نفسه، كان مصنوعًا من الذهب.

ووفقًا لـ”يديعوت أحرونوت”، فقد امتدّت المناقشات حتى الليل، وبعد ذلك ذهب الضيفان في زيارة سرية إلى  رأس مسندم الواقع عند  مدخل مضيق هرمز، بوابة النفط العالمية، بحسب تعبير الصحيفة.

وبعد مرور هذه الأعوام، قال ميرهاف يوم السبت “إنّ أهمية هذا الاجتماع كانت تكمن في وجوده، فهناك روابط مباشرة، رغم كونها سرية، مع بلد عربي مهم في موقع استراتيجي بالغ الأهمية”.

وأشارت الصحيفة الى أنّ ذلك اللقاء كان واحداً من بين العديد من الاجتماعات التي عُقدت منذ أوائل السبعينيات بين كبار المسؤولين الإسرائيليين والعُمانيين، وقد فُتح الباب منذ ذلك الوقت أمام علاقات سريّة مهمة مع دول عربية أخرى.

كما كشفت أنّ التحضير لزيارة نتنياهو استمرّ لأربعة أشهر بقيادة الموساد، وقالت الصحيفة: “يمكننا القول إنّ رئيس الموساد يوسي كوهين زار مسقط لوضع التفاصيل النهائية لتلك الزيارة”.

وتابعت الصحيفة أنّ بعض المسؤولين الإسرائيليين المنخرطين في العلاقات السرية مع عُمان لا يسعهم إلا أن يتساءلوا عن سبب رغبة السلطان المفاجئة في إبراز هذه الزيارة وتغطيتها من قبل الإعلام، مشيرةً الى أنّ الإجابة تكمن بأنّ السلطان قابوس أراد إظهار جانب مختلف من بلاده للغرب “إنه جانب أكثر ليبرالية وتسامحًا”، بحسب الصحيفة التي أضافت أنّ “زيارة نتنياهو كانت مقررة قبل قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، لكنّ هذا الحدث الرهيب خدم بالتأكيد احتياجات السلطان في الإظهار للعالم أنّ عمان مختلفة”، أمّا إسرائيل فتستفيد من السلطنة كونها وسيطًا نزيهًا ويمكن أن تفتح الباب لإقامة علاقات مع دول أخرى في المنطقة.

وتأمل إسرائيل أن تحذو الدول الأخرى حذو السلطنة وتكشف روابطها السرية مع إسرائيل.

وأخيرًا، بالنسبة لنتنياهو، فإن إعلان العلاقات مع عُمان يشكل خطوة أخرى في إستراتيجيته الشرق أوسطية، والتي تتضمن إنشاء تحالفات سرية، أو عامّة كلّما أمكن، مع دول عربية، في محاولة لتقويض سلطة طهران الإقليمية. 

لبنان 24 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!