صحف عالميّة: نتنياهو في حضرة “السلطان”.. “الموساد” سبقه وأسرارُ قد تفتح أبواب إيران وسوريا!

علّقت بعض الصحف الصادرة اليوم السبت 27 تشرين الأول على الزيارة الأولى الرسمية والعلنية التي قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عُمان التي لا تربطها علاقات دبلوماسية مع اسرائيل ولقائه بالسلطان قابوس بن سعيد.
شبكة “NBC” الأميركية وصفت الزيارة بـ”التاريخية”، مشيرةً الى أنّ هذا اللقاء هو الأول بين مسؤولين عماني وإسرائيلي منذ العام 1996، كما كان رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين قد قام بزيارة السلطنة عام 1994.
وإذ ذكرت الشبكة أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس قام بزيارة إلى سلطنة عمان استغرقت ثلاثة أيام في 21 تشرين الأول الجاري، لفتت الى أنّ للسلطنة دوراً مهمًا في تعزيز المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وكانت قد دعت علنًا إلى ضرورة قيام دولة فلسطينية “مع الاعتراف أيضًا بالحاجة إلى دولة إسرائيلية”.
وعلّق المستشار الأكاديمي لمركز الأهرام للدراسات السياسية جمال عبد الجوادعلى الزيارة بالقول: “تستفيد اسرائيل من وجود صلة مباشرة مع دولة عضو بجامعة الدول العربية ويستفيد الفلسطينيون من مساعدة العُمانيين في التواصل مع الاسرائيليين بدون أي تنازلات مباشرة”.  
كما أشارت الشبكة الى موقع عمان الجغرافي، إذ تقع على الطرف الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية، وتحدّها المملكة العربية السعودية من الشمال وإيران من الشرق، ولديها سجل طويل كوسيط هادئ في المنطقة، وعلى الرغم من أنها عضو في مجلس التعاون الخليجي، إلا أنها لم تنضم إلى المملكة في مقاطعتها لقطر ولم تشارك بالحرب في اليمن.
من جانبها، نقلت صحيفة “دايلي تلغراف” عن الحكومة الإسرائيلية إشادتها بالزيارة باعتبارها “خطوة مهمة” في سياسة نتنياهو المتمثلة في “تعميق العلاقات مع دول المنطقة والاستفادة من خبرة إسرائيل في مجال الأمن والتكنولوجيا والمسائل الاقتصادية”.
ورأت أنّ زيارة الرئيس الفلسطيني لعمان قبل عدة أيام من زيارة نتنياهو، تثير احتمال أن يحمل السلطان رسائل بين الجانبين، مضيفةً أنّ عمان قد عملت في كثير من الأحيان كوسيط بين الدول، وعلى سبيل المثال، فقد عُقدت أول محادثات سرية بين الولايات المتحدة وإيران قبل الاتفاق النووي في عمان عام 2013.
من جانبها، نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” عن محلل شؤون الشرق الأوسط سيغورد نويباور قوله: “لطالما كانت عمان محايدة، لكن ذلك لا يعني أنّها غير مبالية، فقد قدم العُمانيون الدعم الدبلوماسي النشط لعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية إضافةً الى المحادثات مع إيران”.
صحيفة “هآرتس” تحدثت من جانبها عن الزيارة الإسرائيلية الى عمان، وربطتها بزيارة “أبو مازن” الى السلطنة للدفع بعملية السلام، إلا أنّها تطرقت أيضًا الى الزيارة الرسمية الأولى لرئيس أركان القوات المسلحة الأذربيجانية، الجنرال نجم الدين صادقوف، الأربعاء إلى إسرائيل، للقاء نظيره الإسرائيلي غادي أيزنكوت. 
ولفتت الصحيفة الى أنّ أذربيجان وهي الجارة الشمالية لإيران حافظت على علاقات وثيقة مع إسرائيل في السنوات الأخيرة، وإسرائيليًا يُنظر إلى قرار إرسال رئيس الأركان الأذربيجاني بأوّل زيارة رسمية على أنه رسالة واضحة تُرسل إلى طهران.
وفي السياق نفسه، أشار إيهود يعاري محلل الشؤون العربية في قناة “هداشوت” الإسرائيلية إلى أنّ “عمان تريد أن تكون وسيطًا بين إسرائيلوالفلسطينيين إلا أنّ لها دورًا آخر يتمثل بكونها خط أنابيب إلى طهران”، وفقًا لما نقله عنه موقع “تايمز أوف إسرائيل”
وأضاف يعاري أنّه “في حين أن نفوذ سلطنة عمان على إسرائيل والفلسطينيين محدود، إلا أن موقعها الإقليمي الفريد قد يمكّنها من لعب دور أكبر في التوسط بين إسرائيل وإيران”، ورأى المحلّل أنّ مسؤولي الدول يزورون السلطنة إذا كان لديهم رسالة يريدون توجيهها الى إيران.
هذا الأمر تحدثت عنه صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أيضًا، حيثُ نشرت مقالاً رأت فيه أنّه بالنسبة لنتنياهو، فإن تحسين العلاقات مع عمان يمكن أن يوفر قناة خلفية للتواصل مع بعض أعداء إسرائيل في المنطقة، بحسب تعبيرها. وأوضحت الصحيفة أنّ بعض التكهنات في إسرائيل توقعت يوم الجمعة بأن عمان يمكن أن تكون بمثابة قناة خلفية بين إسرائيل وإيران “العدو اللدود لتل أبيب”.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ زيارة نتنياهو تأتي في أعقاب تقارير تفيد بأن إدارة ترامب قد تقدم قريبًا خطتها للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
والجدير ذكره أنّ وزارة الخارجية الإيرانية انتقدت زيارة نتنياهو إلى عمان، وقال المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي: “لا ينبغي للدول الإسلامية بالمنطقة أن تفسح للكيان الصهيوني الغاصب وبضغط من البيت الأبيض بالتحرك لإثارة فتن ومشاكل جديدة في المنطقة.  
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى مطلع على تفاصيل الزيارة، وطلب عدم الكشف عن هويته من أجل مناقشة القضايا السرية في حديث لـ”نيويورك تايمز”، إنه نظراً لصورة عُمان كوسيط نزيه لجميع دول المنطقة، فمن المحتمل أن تفتح هذه العلاقة العلنيّة المزيد من الأبواب لإسرائيل. وقال المسؤول إنه لم يستبعد إمكانية أن تصبح عمان قناة سرية لإسرائيل ليس فقط مع إيران بل أيضًا مع سوريا.
 وأشارت الصحيفة أيضًا الى أنّ “عمان تقيم علاقات جيدة مع “أعداء إسرائيل” الآخرين، بمن فيهم “حزب الله” في لبنان وحماس في غزة”.
وكشف المسؤول الإسرائيلي أنّ الزيارة هي ثمرة 4 أشهر من المفاوضات بين الجانبين العُماني والإسرائيلي، وتأتي بعد سنوات من العلاقات السرية بين الطرفين، التي رأسها السلطان قابوس من جهة والموساد من جهة أخرى.
 توازيًا، قال يول جوزانسكي، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الخليجية والإيرانية في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب: “كانت الزيارة رمزية وغير عادية ومهمة جدًا في الشرق الأوسط.
لبنان 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!