علماء يحذرون: “عصر الأمطار والفيضانات”.. بدأ!
وقال جيابو يين، من جامعة ووهان الصينية: “حاولنا كشف الآلية الفيزيائية التي توضح لماذا أصبحت ظاهرة الفيضانات والأمطار الغزيرة تتكرر على الأرض. وكنا نعلم أن الظواهر الشاذة ستحدث وتتكرر في المستقبل، وعلينا فهم ما الذي يجب عمله للحماية منها. وتوصلنا إلى نتائج تسمح لنا بالتحضير لمثل هذه التنبؤات”.
وتعد الظواهر المناخية الشاذة من عواقب ارتفاع درجات الحرارة في العالم، كالدفء في الشتاء والبرودة في الصيف، وهطول الأمطار الغزيرة على مدى أسبوع أو أكثر، أو الجفاف لفترات طويلة.
ووفقا للعلماء، سوف تزداد هذه الظواهر وتتكرر مستقبلا بسبب استمرار ارتفاع درجات الحرارة، ما سيؤدي إلى ازدياد حاد في الوفيات لأنها ستغطي مساحات أوسع، حيث سيتسبب ارتفاع الحرارة درجة واحدة بزيادة الوفيات بنسبة 5%. فقد تسبب ارتفاع درجات الحرارة في نفوق آلاف الخفافيش في أستراليا والأسماك قبالة سواحل كاليفورنيا.
وقرر يين وفريقه معرفة سبب تكرار هذه الظواهر الشاذة التي كانت نادرة في الماضي. من أجل ذلك، درس الباحثون ما يسمى بدورة “لورينز”، وهي دورة الطاقة في الغلاف الجوي وعملية تحويل الطاقة الكامنة للحرارة إلى طاقة حركية للكتل الهوائية، والتي اكتشفها عالم المناخ الأمريكي، إدوارد لورينز.
وحلل الباحثون بيانات محطات الأرصاد الجوية المنتشرة في مختلف أنحاء العالم خلال 50 سنة.
وساعدت هذه المعلومات الفريق العلمي في استنتاج معادلات رياضية تسمح بالتنبؤ بكيفية تغير الأوضاع مستقبلا إذا استمر ارتفاع درجات الحرارة، مع الأخذ بالاعتبار تأثير تقلبات الحرارة في “دوامة الطاقة”. وقد اتضح للعلماء في نتيجة عملهم أن الفيضانات المفاجئة والأمطار الغزيرة ستتكرر أكثر في السنوات المقبلة.
وقد أظهرت حسابات العلماء أن المناطق التي ستشهد الفيضانات هي مناطق شمال وغرب أوروبا وجنوب كندا وبعض مناطق الصين، وأن الأمطار الغزيرة في بعض المناطق ستزداد بنسبة 40% عند ارتفاع الحرارة درجة واحدة.
أما بالنسبة لروسيا، فقد بينت حساباتهم أن مستوى سقوط الأمطار والثلوج سيستمر في الانخفاض، ولكنها ستتعرض إلى موجات جفاف وعواصف ترابية.