السويداء:أحمد العودة زار الصفا..والدروز يرفضون”مكرمة”الفرقة الرابعة

زين الحلبي – المدن 
انخرط عناصر “الفيلق الخامس/فصائل التسوية” في المواجهات ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في تلال الصفا شرقي السويداء، تزامناً مع تنافس النظام وروسيا لاستمالة المتخلفين عن الخدمة العسكرية بين الدروز.

مئات المقاتلين من “الفيلق/التسوية”، يتزعمهم القيادي السابق في ما كان يُعرفُ بـ”شباب السنة” سامر الحمد ابو صدام، انتقلوا من قواعد قوات النظام شمال شرقي السويداء إلى أحد محاور القتال شمالي الصفا، حيث تتواجد “الفرقة الخامسة”.

ونفّذت الطائرات الحربية الروسية والسورية غارات جوية، هي الأعنف من نوعها منذ بداية المواجهات في آب/أغسطس، وتركزت على محور الصفا الشمالي، الذي شهد محاولات تقدم لعناصر “الفيلق” وقوات النظام، الإثنين، أفشلها “الدواعش” بعمليات القنص والكمائن، ووقع خلالها 5 قتلى من قوات النظام.

قائد “الفيلق الخامس” في درعا، القيادي البارز في صفوف الجيش الحر سابقاَ، أحمد العودة، كان قد وصل السبت إلى الصفا، برفقة ضباط من الجيش الروسي، واطلعوا على طبيعة المنطقة التي ستقاتل فيها “فصائل التسوية/الفيلق”، ما أثار استياء ضباط قوات النظام. وأكدت مصادر “المدن” أن بعض ضباط النظام رفضوا لقاء العودة، وغادروا المنطقة التي تواجد فيها. العودة عاد إلى مدينة بصرى الشام، برفقة الروس.

وتشرف روسيا على عمليات “الفيلق الخامس”، وسط تواجد مستمر لضباط روس في قرية القصر شمال شرقي السويداء التي انطلق منها عناصر “الفيلق/التسوية”. ونفذت الطائرات الروسية غاراتها بناءً على إحداثيات قدمها عناصر “الفيلق” أثناء مواجهاتهم مع “الدواعش”، ما يعكس غياب الثقة بين قوات النظام و”فصائل التسوية”، رغم مشاركتهم القتال على الجبهات ذاتها.

ويقابل ذلك صمود منقطع النظير لـ”الدواعش” في المنطقة، مستفيدين من طبيعتها القاسية، ومستغلين هطول الأمطار الغزير لزيادة مخزونهم المائي. النظام كان قد ركّز مؤخراً على انتزاع مصادر المياه منهم، في المنطقة الصحراوية القاسية. ولا تزال خطوط إمداد “الدواعش” مفتوحة من البادية، رغم إدعاء إعلام النظام إطباق الحصار عليها. ويتخوف عناصر النظام من استمرار المواجهات مع اقتراب الشتاء، ما قد يؤدي لقطع طرق إمداد النظام المؤدية إلى الصفا، لعدم وجود طرق معبدة إلى محاور القتال.

وتتزامن معارك الصفا مع تسابق النظام والروس لضم أبناء السويداء إلى صفوف مليشياتهم. ولم تمضِ 24 ساعة على طرح الروس فكرة انضمام فصائل السويداء المحلية إلى “الفيلق الخامس”، حتى جاء وفد من “الفرقة الرابعة” مكوّن من 4 ضباط من أبناء السويداء بقيادة العميد الركن أيمن العربيد، لطرح عرض قيل إنه مُقدّمٌ من قائد “الرابعة” ماهر الأسد، يمنح جزءاً من متخلفي السويداء عن الخدمة العسكرية “فرصة” الخدمة ضمن صفوف “الفيلق الأول” في المنطقة الجنوبية. ويتألف “الفيلق الأول” من 4 فرق عسكرية؛ الثالثة والخامسة والسابعة والتاسعة، تنتشر في دمشق وريف دمشق والقنطيرة ودرعا والسويداء.

والعرض، بحسب العربيد الذي التقى مع زعماء تقليديين ورجال دين من السويداء في قرية مياماس، الأحد، يقول بإن المكلفين بالخدمة الاحتياطية، أو المكلفين بالإلزامية الذين تتجاوز أعمارهم 35 عاماً، يحق لهم الخدمة ضمن “الفيلق الأول”، في حين يتوجب على بقية المطلوبين للخدمة الإلزامية الالتحاق بشعب تجنيدهم، وبالتالي فرزهم إلى جميع المناطق التي تتواجد فيها قوات النظام. وادعى العربيد، تواجد ميزات أخرى لأبناء المحافظة، في حال التحاقهم، ولكنه رفض الكشف عنها بذريعة أنها تشعر بقية أبناء المحافظات بـ”تميّز أبناء السويداء عليهم”، واصفاً العرض الذي طرحه بـ”المكرُمة”.

ناشط من السويداء، حضر الاجتماع، وقال لـ”المدن”، إن وفد النظام شعر بفشل مهمته، بعد الاستماع لمداخلات زعماء تقليديين معروفين بولائهم للنظام، ممن قالوا إن تحديد مكان الخدمة لن يحل مشكلة أكثر من 40 ألف متخلف عن الخدمة، وسردوا جملة من الأسباب تدفع الشبان لذلك. الحضور، من موالي النظام، قدّموا رسالة واضحة للقيادة، بأن أبناء السويداء “لن يخدموا ضمن منظومة فاسدة تطغى عليها الطائفية”. وأكد المصدر وجود بعض المزاودين في الاجتماع، ممن يُطلقُ عليهم محلياً لقب “زعماء الطبيخ”، والذين حاولوا طمأنة وفد النظام بموافقتهم على العرض. المصدر أكد أن أبناء “زعماء الطبيخ” هم أيضاً من المتخلفين عن العسكرية.

حظوظ الروس لتشكيل مليشيات تابعة لهم في السويداء تبدو أقوى من حظوظ النظام. ويحاول الروس استقطاب الفصائل المحلية المناوئة للنظام، وعرض امتيازات عليها. وأكدت مصادر “المدن” أن “قوات الفهد” وافقت مبدئياً على الطرح الروسي، بشروط بينها الخدمة ضمن محافظة السويداء حصراً، وتحت مسمى جديد لهم غير “الفيلق الخامس”، والمطالبة بحماية عناصرها من ملاحقة النظام. “قوات شيخ الكرامة”، رفضت العرض مبدئياً، وقال أحد ممثليها، لـ”المدن”، إنهم لن يفاوضوا الروس إلا في حال إطلاق سراح المختطفين لدى تنظيم “داعش”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى