السويداء:النظام في ساحة الاعتصام..ويحشد قواته قرب المزرعة

المدن 

(السويداء 24)
علّق أهالي مختطفي السويداء لدى تنظيم “الدولة الإسلامية”، اعتصامهم أمام مبنى “المحافظة”، ليل الاثنين/الثلاثاء، لمدة 48 ساعة، بعد دخول فصائل محلية مسلحة ساحة الاعتصام، ثم احتلالها من قبل قوات النظام، بحسب مراسل “المدن” زين الحلبي.

“قوات شيخ الكرامة” وتشكيلات مسلحة أخرى، كانت قد أعلنت في بيان لها الأحد، مساندتها أهالي قرية الشبكي في وقفتهم السلمية، محملية الهيئات الدينية مسؤولية التخاذل في القضية، والنظام السوري مسؤولية هجمات “داعش”. وأكدت الفصائل بذل الجهود لإطلاق سراح المختطفين “حتى لو جرها الأمر لحرب مفتوحة”.

ووصلت سيارات دفع رباعي تحمل عشرات المسلحين من “قوات شيخ الكرامة”، الإثنين، إلى ساحة الاعتصام. واستفز أحد موظفي “المحافظة” المسلحين طالباً منهم مؤازرة قوات النظام في منطقة الصفا، ما أثار حفيظتهم، ودفعهم لضربه بشكل مبرح. ودار سجال بين بعض المعتصمين والمسلحين، تطور لاعتداء بعض المسلحين على أحد أهالي المختطفين بالضرب، وإطلاق عنصرين النار بشكل كثيف على مبنى المحافظة وصورة حافظ الأسد، ما أدى الى إخلاء الشرطة للموظفين من الباب الخلفي.

إطلاق النار أدى الى انقسام عناصر “قوات شيخ الكرامة” وانسحاب قسم منها، تزامناً مع وصول “قوات الفهد” إلى مدينة السويداء، بسيارات دفع رباعي، لتقطع الطريق المحوري الرئيسي أمام حركة السير، مطالبة النظام بعدم التخاذل في ملف المختطفين.

قائد مليشيا “قوات شيخ الكرامة” ليث البلعوس، ابن مؤسس “حركة رجال الكرامة”، عاد إلى ساحة الاعتصام، ممهلاً النظام بمكبرات الصوت من سيارته، مدة 24 ساعة لإطلاق سراح المختطفين، وهدد باحتلال مبنى المحافظة وقيادة الشرطة بعد انتهاء المهلة، وقال إن النظام نقل “داعش” إلى المحافظة وتسبب بالمجزرة، وعليه إعادة المختطفين. وانسحب البلهوس وبقية المسلحين من المدينة.

“حركة رجال الكرامة” التي يتزعمها الشيخ يحيى الحجار، صرحت لوسائل الإعلام بأنها غير مسؤولة عن حادثة مبنى المحافظة، وأن التشكيلات التي افتعلت الحادثة لا تتبع لها.

مصادر “المدن” أوضحت أن “قوات شيخ الكرامة” و”قوات الفهد” فصيلان منشقان عن “حركة رجال الكرامة”، منذ شهور، ويتزعم ليث البلعوس “قوات شيخ الكرامة” التي تنتشر في بلدتي المزرعة وصلخد، في حين يتزعم سليم حميد “قوات الفهد”، التي تنتشر في بلدتي قنوات ومفعلة.

“قوات شيخ الكرامة” تبنت حادثة مبنى المحافظة، في بيان جديد، قالت فيه إن “عنصرين غير منضبطين” أطلقوا النار، مبررة ذلك بتخاذل النظام والجهات التي تدعي العمل على إطلاق سراح المختطفين.

النظام استغل الحادثة للتحريض على الاعتصام وإفشاله، وأرسل الشيخ عبدالوهاب أبو فخر، مستشار شيخ العقل حكمت الهجري، المقرب من النظام، مطالباً الأهالي فض اعتصامهم، و”انتظار نتائج إيجابية خلال ساعات في ملف المختطفين”. واستجاب الأهالي نتيجة الأجواء المتوترة في المدينة، وعادوا إلى مكان الاعتصام بعد ساعات، ليتفاجأوا بتحويل النظام المنطقة إلى ثكنة عسكرية، ووضع سواتر اسمنتية والدشم فضلاً عن انتشار عشرات من عناصر الأجهزة الأمنية والمليشيات الموالية في ساحة الاعتصام.

أهالي المختطفين علقوا صور أبنائهم مجدداً على مدخل المحافظة، في ساعات المساء، محاولين الاستمرار في اعتصامهم المفتوح. لكن مدرعة مصفحة، تحمل العلم الروسي، أغلقت الطريق المؤدي لقيادة الشرطة من عقدة بنك بيمو، وسط استنفار أمني مشدد، ليل الاثنين/الثلاثاء.

وطلب عناصر النظام من المعتصمين إزالة صور ابنائهم ومغادرة الساحة. حاول الأهالي الرفض، لكنهم تخوفوا من عمليات قمع، فأخلوا ساحة الاعتصام بشكل كامل، وأصدروا بعدها بياناً استنكروا فيه إطلاق النار على مبنى المحافظة وعلقوا اعتصامهم لمدة يومين، تخوفاً من أطراف تسعى لإثارة الفتنة واستغلال وقفتهم.

تعزيزات عسكرية لقوات النظام، وبينها آليات ثقيلة، دخلت السويداء من محافظة درعا، أخر ساعات الليل، وتوجه القسم الأكبر منها إلى بادية السويداء لمؤازرة قوات النظام في المعارك مع “داعش” على مشارف الصفا. وبقي قسم من التعزيزات على حاجز ولغا المجاور لبلدة المزرعة، وقابلها استنفار لعناصر “قوات شيخ الكرامة” تخوفاً من عمل عسكري محتمل ضدها، وسط حالة من القلق تسود المحافظة، ومحاولات للتهدئة من قبل رجال الدين والزعماء التقليديين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!