سنشكل الحكومة خلال 10 أيام… الحريري​: من اليوم فصاعداً لن اسكت وسأسمّي الامور باسمائها

 

قال رئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​ انّ “الجميع يجب أن يضحي في لبنان من أجل تأليف الحكومة فالبلد لم يعد يستطيع التحمل اقتصاديا”، معتبراً أنه “يجب ان ندخل بنفسية تعاون ولا يجب ان يدخل احد الى الحكومة بروحية خلق اشكال او صدام وأنا مستعد أن اضحي بوزارات من حصتي من اجل السير بالحكومة لاجل البلد”.
الحريري​ وفي مقابلة عبر قناة الـ “أم تي في” ضمن برنامج “صار الوقت” مع الإعلامي مارسيل غانم، رأى أن “الحكومة يجب ان تضم كل الفرقاء لكي تتمكن من العمل وحكومة الاكثرية غير واردة، و الحديث مع فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون كان ايجابياً جداً”، مضيفاً: “يجب ان نجلس الى الطاولة لنحل المشاكل وانا “شغلتي” ان اجلس مع الجميع وأن أتأكد من انهم راضون، وعلاقتي برئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ايجابية جداً”.
و توجه الى “جميع الأحزاب اللبنانية”، قائلاً: “يجب أن نتعاون لانقاذ لبنان، انا ادق ناقوس الخطر لان الوضع الاقتصادي صعب”، مشدداً على أنّ المهم هو “ان يمشي البلد وان كان على حساب حصّتي” .
وفي سياق متصل، أكد أنه “يجب على “حزب الله” او اي فريق سياسي أن ينظر الى مصلحة البلد اولاً واخيراً”، موضحاً: “لا نمانع أن يتسلم “حزب الله” وزارة الصحة ولكن إن استلم الحزب وزارة ممولة من البنك الدولي فقد نواجه مشكلة”.
ونفى الحريري وجود “ضغوط خارجية علينا في تشكيل الحكومة، ولم يتصل بي احد من الخارج من اجل فرض رأي ما في موضوع تشكيل الحكومة”، معتبراً أن “مشكلة الحكومة الاساسية هي انها تأتي بعد الانتخابات وكل فريق يريد ان يوسّع حصّته”.
وأشار الى أن “نائب رئيس ​مجلس النواب​ ​ايلي الفرزلي​ يمثل نفسه والامور التي يقولها حول موضوع التشكيل لا تعكس كل رأي الفريق الذي ينتمي اليه”، مضيفاً: ” اذا اراد احدهم ان يؤزّم الامور في البلد فنحن لها”.
وتابع: “من واجبات رئيس الحكومة ان يجول على الاحزاب وان يلتمس اراءها وان يوفّق بين الجميع، وانا مقتنع بالتسوية التي حصلت (التيار والقوات) وضمانتي هي رئيس الجمهورية”.
من جهة أخرى، رأى رئيس ​الحكومة​ المكلف أنه “حينما تكون العاصمة بيروت بخير يكون كل لبنان بخير”، موضحاً: “احبّ بيروت واهلها كما كان يحبّها والدي الشهيد رفيق الحريري، إذ أن بيروت تضم كل الناس وهذا وجه جمالها”.
وعن ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أكد أنه لم يفرّط بـ “قرار المحكمة الدولية بل نحن أردناها ان تكون لوقف مسلسل الاغتيالات بحق كافة الشخصيات وأن نكتشف الحقيقة وعلينا أن نصبر”، مشيراً الى أن “المجتمع الدولي يطلب من لبنان الاستقرار سواء في الاقتصاد او الأمن”.
وأضاف: “لست الطرف الوحيد الذي لديه مشكلة مع سوريا بل هي مشكلة اقليمية ودولية وعلينا الانتظار للحكم على الامور”، موضحاً: “لمن يريد ان يقول انني اعمل ضد مصلحة لبنان فالأحداث في سوريا بدأت في العام 2011 فهل أقفلت الحدود؟… واهم ملف مع السوريين اليوم هو النزوح واليوم روسيا وضعت يدها على الموضوع وأنا أرسلت موفداً لروسيا من أجل مصلحة البلد”.
وتابع: “سعد الحريري في العام 2010 هو غيره سعد الحريري في العام 2018 وأنا تغيرت من أجل مصلحة لبنان”، مضيفاً: “يجب ان نستفيد من فتح المعبر السوري ولكن ما يحصل اليوم هو نوع من ابتزاز في العلاقة”.
وسأل الحريري: “أنا أعتمد سياسة النأي بالنفس وأنا أؤمن بها، فهل من الحكمة أن نتهجّم على دول الخليج التي يعمل فيها حوالي 400 ألف لبناني وفي المقابل يُطلب منا الحوار مع سوريا؟”، متابعاً: “أتفهم خلاف البعض مع دول الخليج وأتوقع من الآخرين ان يتفهموا موقفي من النظام السوري”.
وشدد على وجوب “بحث الاستراتيجية الدفاعية على طاولة حوار وإبقائه على طاولة حوار لتجنّب تناوله في الإعلام، وطاولة الحوار تهيئ الأرضية للتسوية الإقليمية للسلاح”.
وفيما يتعلّق بالملف المالي، رأى أن “مؤتمر سيدر ليس عبارة عن مشاريع واستدانة فقط بل كيفية معالجة مشكلة الَّدين أيضاً. وضعنا دقيق في الاقتصاد ويجب ان نشخّص المرض وان نعرف الحل في الموضوع الاقتصادي”، موضحاً: “يجب أن نحسّن الواقع الاقتصادي وأبرز الامور ملفات لها علاقة بالكهرباء والمياه والبنى التحتية”.
ومضى قائلاً: “نحن نعرف تماما مشاكلنا وعلى لبنان مساعدة نفسه في تطبيق الإصلاحات المطلوبة منه”، سائلاً: “من غير المسموح ان يكون هناك 250 – 270 ألف موظف في الدولة اللبنانية؟ فهؤلاء يخدمون من؟”.
وأكد على أنه “من اليوم فصاعداً لن اسكت على من يعطّل المسار الاصلاحي في البلد وسأسمّي الامور باسمائها”، مشيراً الى أن “هناك من يستهدف الليرة اللبنانية ولكنني اقول لهم: وضع الليرة اللبنانية بألف خير”.
وبشأن بواخر الكهرباء، قال: “نحن بحاجة لكهرباء مؤقتة ونريد الحل للحصول على كهرباء 24/24”.
وأضاف: “يجب ان نعمل بموجب نتائج مجلس الخدمة المدنية ومن ينجح يجب ان يوظّف ولكن يجب ايضاً تنظيم مسألة الامتحانات وتوزّع الناس جغرافياً”.
من جهة أخرى، نفى كل الكلام عن “احتجازه” في السعودية، قائلاً أن “السعودية هي بلدي الثاني ويجب وضع الملف في الماضي، وانا اعتبر نفسي حين اسافر للسعودية اني اسافر الى بلدي”.
وختم الحريري قائلاً: “اي لقاء بين اللبنانيين واي حوار بين الفرقاء السياسيين مرحّب به، وموضوع رئاسة الجمهورية مبكر ومن المؤسف ان يقوم احد بالمعركة الرئاسية من الان، وصحيح أن الوضع صعب ولدينا مشاكل ولكن فلنقارن بكل ما حصل حولنا، لبنان قدرنا ان نحافظ عليه وامامنا فرصة كبيرة للقيام بالبلد. لا يجوز ان نتخلى عن بلدنا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى