رحلة الرئيس اللبناني إلى نيويورك تعرضت لأكبر خرق امني

 

 إبلاف من نيويورك:

أخبار وشائعات كثيرة لاحقت مشاركة رئيس الجمهورية اللبناني، ميشال عون في الجمعية العامة للأمم المتحدة، من إرغام مسافرين في مطار بيروت على إخلاء طائرة الى الحديث عن وفد ضخم يرافق الرئيس في رحلته الى نيويورك.

السفير اللبناني في الولايات المتحدة، غابي عيسى كشف لصحيفة “إيلاف” عن تفاصيل رحلة الرئيس عون الى نيويورك، وآلية العمل التي تتبعها السفارة عادة في التحضير لهذه الزيارة السنوية، كاشفا في الوقت نفسه عن أكبر عملية خرق امني حصلت خلال الرحلة.

خرق غير مسبوق

عيسى أكد “ان الرئيس لم يكن على علم بما حدث في مطار بيروت وفور وصوله الى مطار نيويورك تبلغ بالاخبار وقام على الأثر باتصالات فورية لتقصي الامر بظل خروج موجة من الشائعات والحملات المركبة المضللة”، معتبرا “انه وبحال حدث خطأ فعلا في بيروت، فإدارة المطار هي المسؤولة لا الرئيس او فريق عمله، لأنها تعلم الخطوات التي يجب اتباعها في جولات الرئيس الخارجية”، وأضاف “ما حدث امر غير مسبوق في تاريخ الدول لناحية الخطأ الأمني الفادح بعد تسريب أسماء الوفد المرافق وتفاصيل الرحلة قبل ان تصل الطائرة الى مطار نيويورك”.

آليات التحضير للزيارة

السفير اللبناني شرح آليات التحضير المتبعة لتحضير زيارة الرئيس في العادة، ولفت في هذا السياق “إلى ان السفارة تبدأ تحضيراتها للزيارة قبل شهر ونصف تقريبا عادة وتعمل على استخراج تصاريح لدخول طائرة الرئيس الأجواء الأميركية، فهي ليست طائرة تجارية بل خاصة يلزمها تأمين استقبال رسمي فور وصولها وتأمين حراسة لها على مدار الساعة”.

استخراج التصاريح

وتابع “السفارة أجرت المعاملات وحصلت على اذن بدخول الأجواء لطائرتين لدواعٍ امنية (طائرة واحد تدخل الأجواء في النهاية)، وبالتزامن مع عمل السفارة تقوم شركة الطيران بحجز طائرتين في مطار بيروت واحدة اساسية والثانية احتياط على ان يستخدم طائرة واحدة في نهاية المطاف، ثم تعود الثانية الى العمل بشكل طبيعي بعد اقلاع الطائرة الرئيسية”.

حقيقة إنزال الركاب

ماذا عن الاتهامات التي تقول إن حرس الرئيس قام بانزال ركاب طائرة بسبب رغبة عون باستخدامها، في هذا الاطار أشار عيسى، “إلى اننا وعندما نقوم باستخراج تصاريح لدخول الطائرة الأجواء الأميركية، نقدم أرقاما متسلسلة للطائرة تُسمى (Tail Number)، وبالتالي فإننا نحصل على التصاريح بناء على هذا الرقم وهذا الامر كافٍ لدحض الأكاذيب عن تغيير الرئيس لطائرته في اللحظة الأخيرة، كما ان الرئيس وصل على متن طائرة قدمنا رقمها بشكل مسبق”.

الوفد “الضخم” كان الأصغر

أما في ما يتعلق بالوفد الضخم الذي رافق الرئيس، أكد عيسى، “ان هذا الوفد كان من اصغر الوفود، والاصغر في تاريخ الوفود الرئاسية السابقة، حيث كان يحضر عادة العديد من الوزراء اما هذه المرة فوزير واحد كان في عداد الوفد، والفريق الامني كان وجوده ضروريا الى جانب الافراد الذين تقدمهم السلطات الاميركية لتأمين الحماية وتدابير تنقل الرئيس بظل الازدحام الكبير بفعل وجود حوالي مئتي بعثة في نيويورك”.

وتابع “مسؤولية التنظيم في نيويورك تقع على عاتق البعثة اللبنانية هناك، ولكن بغية المساعدة توجه فريق من السفارة في واشنطن الى نيويورك على نفقته الخاصة لمساعدة بعثة لبنان في الأمم المتحدة، فالبعثات الدبلوماسية اللبنانية في اميركا تتعاون في ما بينها وتنسق بشكل كامل”.

لقاءات الوفد

في موضوع لقاءات الرئيس عون، قال “ان الرئيس التقى عددًا من قادة الدول واثار معهم الملفات التي تضمنتها كلمته العلنية كالنزوح وقضية فلسطين ونقل السفارة الأميركية الى القدس، وقانون يهودية الدولة في اسرائيل، كما تحدث عن لبنان والملفات الاقتصادية والتجارية، وطرح دعم الدول لجعل لبنان مركزا للحوار بين الأديان والثقافات وقدم أطروحة عن كيفية إتمام هذا الامر، ووجدنا حماسة لدى بعض الدول والامين العام للأمم المتحدة الذي وعد بدعم هذ الخطوة داخل المنظمات الأممية، ورغم ضيق الوقت التقى الرئيس أيضا وفوداً كبيرة من الجالية اللبنانية قدموا من جميع الولايات، وحثهم على العمل من اجل لبنان ورفع اسمه عاليا في الخارج “.

وأضاف “عقد وزير الخارجية لقاءات مع مسؤولين بارزين في الإدارة الأميركية، ووزراء خارجية دول عديدة أيضا”.

حرب مع إسرائيل؟

وفي رده على سؤال حول الصور التي عرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو عن استخدام حزب الله لمنشآت قريبة من المطار لتخزين الصواريخ، والمخاوف من وقوع حرب في المنطقة، اعرب السفير اللبناني عن اعتقاده ان هذه الصور ليست حقيقية، وهناك دائما حديث مع الإدارة الأميركية عن ان لبنان لا يريد حربا، وهم يخبروننا ان إسرائيل أيضا لا تريد هذه الحرب، وهناك تحذيرات دائمة من ان أي تطور قد يشعل حربا بظل وجود خمس او ست قوى كبرى في سوريا. نحن ننقل الرأي الأميركي الى دولتنا ودائما نؤكد اننا لا نريد الحرب ولكن لبنان سيدافع عن نفسه بحال حدوث أي شيء”.

زيارة واشنطن

هل هناك لقاء في الفترة القريبة بين ميشال عون ودونالد ترمب، سؤال أجاب عليه عيسى بالقول “من الممكن ان نطلب مثل هذا اللقاء بحال كانت هناك أسباب موجبة له ولكن يجب ان يكون على مستوى زيارة دولة، ولكي يعرف الجميع فإن زيارة من هذا النوع يستلزم التحضير لها اشهراً. حاليا نحن نتوافق مع الإدارة الأميركية على كثير من الأمور، ولكن هناك تباينات في ملفات أخرى كملف النازحين فلبنان لا يمكنه تحمل هذا العبء الاقتصادي والاجتماعي ولم يعد بمقدورنا الانتظار خصوصا ان لا سبب او خطر يمنع عودتهم الى الكثير من المناطق، ولا نريد تكرار سيناريو النازحين الفلسطينيين قبل سبعين عاما مع النازحين السوريين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!