وعلى الرغم من إعلان روسيا رغبتها في تزويد سوريا بمنظومة “S-300” والتشويش عبر الأقمار الصناعية وأنظمة الرادار وأنظمة الاتصالات على الطائرات التي تستهدف منشآت في سوريا من فوق مياه البحر المتوسط، رأت الصحيفة أنّ المسؤولين الروس لم يرسلوا إشارات تفيد بنيّتهم إحداث تغييرات جذرية على مستوى العلاقة مع إسرائيل، التي تمثّل عنصراً أساسياً لجهود الكرملين الهادفة إلى بسط نفوذه في الشرق الأوسط، إذ ذكّرت بتأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي أجراه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الإثنين أنّ المنظومة الدفاعية الروسية تهدف إلى مواجهة أي تهديد محتمل لحياة الجنود الروس. 

وبيّنت الصحيفة أنّ كفة الرئيس السوري بشار الأسد وإيران و”حزب الله” العسكرية ستُرجح أكثر في سوريا، إذا ما تسلّمت الـ”S-300″، موضحةً أنّ هذه المنظومة ستعزز قدرة سوريا على التصدي للطائرات الأجنبية التي تحلق في سمائها المزدحمة، بما فيها طائرات الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، بيد أنّ الهدف الكامن من ورائها يقضي بحماية الطائرات الروسية. 

وبالعودة إلى إسرائيل، لفتت الصحيفة إلى أنّها عارضت بشدة الرغبة الروسية في تزويد دمشق بهذه المنظومة في ظل تمتعها بهامش من الارتياح النسبي أثناء تنفيذها غاراتها فوق سوريا التي تستخدم منظومات دفاعية جوية قديمة الطراز، مذكّرةً بعدول موسكو في أيار الفائت عن هذه الفكرة عقب سلسلة من الزيارات الإسرائيلية إلى روسيا. وعلى نطاق أوسع، قالت الصحيفة إنّ إسرائيل ترى روسياأساسية لحماية مصالحها في سوريا، حيث أنّها تقف في وجه تعزيز القواعد والبنى التحتية المرتبطة ب‍إيران. 

وعليه، أوضحت الصحيفة أن تدهور العلاقات بين روسيا وإسرائيل إلى جانب الوعد الروسي بتسليم روسيا منظومة “S-300” يمثلان عاملين من شأنهما زيادة جهود إسرائيل الرامية إلى “احتواء النفوذ الإيراني” تعقيداً. 

وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن المحلل الإسرائيلي أوفر زالزبيرغ قوله: “قد تضطر إسرائيل إلى الموازنة بحذر أكبر بين رغبتها في وضع حد لإنتاج الصواريخ المتطورة ومنع شحنها والمواجهة المباشرة مع سوريا بشكل أساسي”، وتأكيده: “ستصبح الحملة العالية الدقة التي كانت تنفذها أكثر صعوبة”، في إشارة إلى زعم تل أبيب أنّ الأهداف التي تقصفها هي عبارة عن شحنات أسلحة عائدة ل‍إيرانو”حزب الله”. 

ختاماً، توقع زالزبيرغ حفاظ إسرائيل على قدرتها على التحرك في سوريا التي تعني “الحفاظ على علاقاتها مع موسكو”.