عمر الداعوق .. ودع رفاقه قبل أن يخطفه الموت على دراجته النارية
اسرار شبارو – النهار
تناول العشاء في شارع #الحمرا مع اصدقائه، اتفقوا بعدها على التوجه إلى أحد محلات الكمبيوتر في المنطقة، ركب دراجته النارية وانطلق، وما إن وصل الى تقاطع جان دارك سوراتي، حتى صدمته سيارة، وقع أرضاً غارقاً بدمه، نقل الى مستشفى #الجامعة_الاميركية ثم فارق الحياة… هو عمر زهير الداعوق الشاب الذي خُطف على غفلة، صادماً الجميع برحيله السريع.
صدمة الرحيل
اصدقاء عمر يرفضون تصديق ان رفيق دربهم فارقهم الى الأبد، لاسيما كما قال أحدهم: “نحن مجموعة اعتدنا تمضية الوقت مع بعضنا البعض، نمضي الصيف سوية في بلدة صوفر. صباح امس الخميس قصد عمر بيروت، كنا ننتظر عودته اليوم، واذ بخبر موته يصلنا، لم نستوعب بداية كيف لإنسان عشنا وإياه سنوات طوالاً، يُنتزع منّا في لحظات. وإلى الآن ما زلنا تحت هول الصدمة”.
“عند الساعة الثالثة من فجر اليوم حلّت الكارثة”، قال صديق عمر شارحاً: “بعد ان تناول الطعام مع أصدقائه سبقهم على دراجته النارية الى محل الكومبيوتر، وقبل ان يصل صدمته سيارة تقودها امرأة كانت تسير بسرعة كبيرة، وبدلاً من ان تتوقف لإسعافه هربت من المكان ثم عاودت تسليم نفسها الى القوى الامنية التي فتحت تحقيقاً بالحادث، حضر الصليب الاحمر ونقل ابن الـ22 سنة الى المستشفى، كانت الروح لا تزال في جسده، 10 دقائق واستسلم بعدها للموت، فالضربة كانت على رأسه وكتفه”.
“لن ننساه”
“كأن تصرفات ابن بيروت في الاسبوع الاخير كانت توحي بشعوره بقرب الرحيل، اتصل بجميع اصدقائه، اطمأن عليهم، زار بعضهم، من دون ان نعي سبب اقدامه على هذه الخطوة. وعندما فارقنا الى الأبد فهمنا خلفية الأمر”، أفاد صديقه الذي أشار إلى أن “عمر كان يدرس في جامعة هايكازيان، طالب في كلية ادارة الاعمال، كان يهوى لعبة كرة السلة، ومعجباً جداً باللاعب مايكل جوردن، اضافة الى العاب الكومبيوتر والدراجات النارية”. لن ينسى أصدقاء عمر “ضحكته، روحه المرحة، هدوءه ومحبته للجميع”.
“غداً سيوارى عمر في الثرى في جبانة الباشورة بعد وصول والديه المنفصلين من لندن”. ولفت صديقه الى أنه “سيبقى في ذاكرتنا ما دمنا على قيد الحياة، نعم فارقنا في جسده لكن روحه الطيبة ستبقى معنا”. وكانت غرفة التحكم المروري أفادت “أنه وعند الساعة 3:00 من تاريخ اليوم حصل حادث تصادم بين سيارة ودراجة نارية في محلة الحمرا تقاطع جان دارك سوراتي نتج منه قتيل”.
مدرسة LPS الجناح، نعت عمر بالقول: “فجعت مدرسة LPS الجناح بوفاة تلميذ من تلاميذها وهو في ريعان شبابه … عمر داعوق ذلك التلميذ الممتلئ بالحياة ؛ قضى صبيحة هذا اليوم بحادث سير مأسوي، كل العزاء لوالدتك الزميلة ريما عبد الغفور ولكل عائلتك وأصدقائك وزملائك ولأسرة المدرسة الإدارية والتعليمية”.
لوضع الخوذة
“لم يكن عمر يضع خوذة على رأسه عندما حصل الحادث” بحسب ما قاله صديقه على الرغم من انها كما سبق وشرح الخبير في السلامة المرورية كامل ابرهيم لـ”النهار”: “شيء اساسي جداً لحماية رأس سائق الدراجة، لذلك شدّد عليها في قانون السير الجديد، ومن لا يضع خوذة معرّض للموت بنسبة اكبر بكثير ممن يضعها، لكون اي ضربة على رأسه ستقتله، مع العلم انه تنبغي مراعاة مواصفات الخوذة، لا الاعتماد على المقلّدة منها، التي يجب منع بيعها في السوق”. ابرهيم شرح المادة 18 من قانون السير الجديد، رقم 243، التي تحظر على سائقي الدراجات الآلية والدراجات الهوائية ومرافقيهم، القيادة من دون اعتماد خوذة واقية تحدّد مواصفاتها بقرار يصدر عن وزير الداخلية والبلديات، مربوطة بإحكام تقيهم الصدمات أثناء القيادة.
اما المخالفة فتقع ضمن جدول مخالفات الفئة الثالثة وهي: عدم ارتداء الخوذة، عدم ربطها بإحكام، خوذة غير قانونية، في حين أنّ غرامتها تراوح ما بين 200 الى 350 الف ليرة لبنانية. وعن ملاحقة قوى الامن مخالفات الدراجات النارية، قال: “الامر مرتبط بآلية عملهم، فيتم التشدد في مناطق اكثر من اخرى”، وختم مطالباً سائقي الدراجات النارية عدم الاستهتار بأرواحهم وارتداء الخوذة، كما طالب القوى الأمنية التشدّد بتطبيق القانون، “لا سيما بعد خسارتنا العديد من شبابنا على طرق لبنان، وأيّ حادث مكلف ليس فقط على الضحية، بل على شركائه في المأساة”.