اعتقال نحو اربعة آلاف إرهابي كانوا موجودين في جرود عرسال في أقلّ من سنة

 

منذ لحظة إعلان الانتصار في معركة الجرود ولغاية الآن ألقي القبض على ما يقارب الأربعة آلاف إرهابي معظمهم من التابعية السورية، كانوا موجودين في جرود عرسال وكانت المخططات الموضوعة انطلاقاً من تلك المنطقة مرعبة وكان مرسوماً لها أن تتمدّد في عمق الشمال لتصيب الاستقرار اللبناني في الصميم، كما ذكرت صحيفة “الجمهورية” في مقال للكاتب جوني منير.
وعلى سبيل المثال، تابع الكاتب، تم القبض على شبكة إرهابية اتّخذت من أحد المنازل في المدينة الصناعية في زحلة مقرّاً لها، وكانت تتحضّر لتنفيذ 15 عملية تفجير دفعة واحدة، بحيث تفصل بين التفجير والآخر دقائق معدودة مستهدِفة مدينة زحلة وقرى في قضائها. وكان المقصود استهداف مناطق سكنيّة ذات انتماءات طائفية متنوّعة بغية إنزال أكبر عدد من الإصابات وإحداث الحدّ الاقصى من التوتر والفوضى لمنع معركة الجرود.

الى ذلك تُبدي أوساط اميركية إعجابها بما تحقق على رغم امكانات لبنان المتواضعة.
ولذلك كثّفت واشنطن من تعاونها الامني والعسكري. فاعتقال نحو اربعة آلاف إرهابي في أقلّ من سنة حصل في اطار التعاون الأمني اللبناني – الأميركي لا سيما وأنّ التقنيات الاميركية المتطورة قادرة على اعتراض التواصل الذي كان قائماً بين هذه المجموعات وقيادتها في الرقة قبل تحريرها من “داعش”.

واضاف الكاتب في مقاله انه وحتى المساعدات العسكرية الاميركية السنوية لم يمَسّ بها بخلاف ما حصل مع كثير من الدول. واضافة الى استكمال برنامج التسليح الذي كان مقرّراً في السابق والذي تضمّن طائرات الـ”سوبرتوكانو” الحديثة، فإنّ برنامجاً جديداً للتسليح جرى وضعُه ويتضمّن هذه المرة مروحيات متطورة ستسلم للبنان قريباً.

لكنّ إعادة بسط سلطة الدولة اللبنانية على تلك المنطقة لا يعني أنّ الخطر قد زال. فمع اقتراب معركة ادلب وما ستؤول اليه، لا بد للبنان أن يكون يقظاً.

فالمسلحون الذين يقدرون بأربعين الفاً باشروا الإعداد لخطة هروبهم وانتقالهم الى مناطق اخرى وبعضهم يحمل أوامر مهمة بتنفيذ عمليات ارهابية وهو ما يفسّر تحرّكَ «الذئاب المنفردة» في اوروبا. وأخيراً قبض على عنصرين فرّا من ادلب الى شمال لبنان بعدما دفع كلُّ منهما مبلغ 2500 دولار اميركي للوسطاء.

ولفت الكاتب الى ان هنالك لبنانيون موجودون في ادلب سيعملون على العودة، وما يساعدهم في ذلك هو أنّ برنامج إحاطة كامل الحدود اللبنانية- السورية بالأبراج المتطورة التي يقدّمها الجيش البريطاني ما
يزال بحاجة لبعض الوقت. وبالتالي فإنّ المسلّحين قادرون على النفاد من خلال الثغرات الموجودة عند الحدود الشمالية والشمالية- الشرقية.

اما ما يضاعف من الخطر، بحسب الكاتب، هو الوضع الاقتصادي الكارثي الذي يزداد تدهوراً، وهو لم يعد بعيداً من الانفجار، ما قد يدفع بالبعض للجلوس في حضن الشيطان.

خصوصاً وأنّ الحرب على العصابات ستستمرّ في البقاع في إطار خطة القضاء على تهريب المخدرات وسرقة السيارات والاعتداء على المواطنين.

ولاحظت تقارير السفارات أنّ نسبة المخالفين للقانون ارتفعت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة وربطتها بالواقع الاقتصادي الخطير الذي يضغط على اللبنانيين.

الى ذلك فان التزام روسيا بإعادة النازحين السوريين سيخفّف من الضغط الحاصل على لبنان إن اقتصادياً أو امنياً، إلّا أنّ هذه الخطة ما تزال مجهولة أو مقتصرة على عناوين عريضة من دون أيِّ برنامج واضح ومحدَّد.

وقد عرضت روسيا إنشاءَ أربعة مراكز في موسكو وقاعدة حميميم وبيروت وعمان يجري ربطها ببعضها للإشراف على العودة. وتابع الكاتب “الواضح أنّ روسيا تريد من خلال ذلك توسيع دورها الإقليمي ليطال البلدان المجاورة لسوريا. لكنّ ثمّة محاذير تلوح في الأفق. فوزير الخارجية الاميركية اعلن صراحة تأجيل العودة لمرحلة لاحقة وقد يكون موقفه مرتبطاً بتعقيدات المفاوضات حول الملف السوري.

والتمويل المطلوب لهذه العودة لم يظهر بعد. كذلك فإنّ النظام السوري يطلب مكتسبات سياسية تطال الاعترافَ الرسمي به وهو ما لا تعارضه موسكو لا بل تتفهّمه، وهنالك تحديداً المناطق التي سيجري اعادة النازحين اليها والتي لا بد أن تتوافق مع الدروس الديموغرافية والسياسية للحرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!