كويكب “بينو” سيصدم الأرض عام 2167.. هل هي نهاية العالم؟

نشرت صحيفة “فيلت” الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن كويكب “بينو” الذي يقترب من مسار الأرض، والذي من المحتمل أن يصطدم بكوكبنا في غضون 150 سنة.

وقالت الصحيفة إن وكالة ناسا الفضائية تراقب الكويكب بحذر شديد، وستتدخل إذا لزم الأمر لتغيير مساره. وفي الوقت الحالي، يقع الكويكب على مسافة 100 مليون كيلومتر من الأرض.

وأشارت الصحيفة إلى أن وكالة ناسا أكدت أن هذا الكويكب يمثل خطرا يداهم كوكب الأرض، ولذلك، بدأت في دراسة وزنه وتركيبته، حتى تستطيع تغيير مساره في الوقت المناسب. ومن المفترض أن يصل المسبار الفضائي التابع لوكالة ناسا، أوزيريس-ركس إلى الكويكب قريبا.

وأفادت الصحيفة بأن تكلفة تلك الرحلة الفضائية تبلغ حوالي مليار دولار. لكن السؤال هو: لماذا اتجهت ناسا لدراسة هذا الكويكب، على الرغم من وجود نيازك تضرب الأرض يوميا ولا تقوم الوكالة بدراستها؟

حيال هذا الشأن، قال نائب مدير المشروع، العالم جوزيف نوت: “نحن نرغب في إحضار عينة من ذلك الكويكب، دون أن تتلوث بفعل الغلاف الجوي للأرض، على عكس أغلب تلك النيازك التي قد اختلطت بمواد عضوية من الأرض”.

وأضافت الصحيفة أن مشروع أوزوريس يعمل على دراسة نشأة المواد الموجودة في المجموعة الشمسية، والحصول على عينات من الحطام الصخري الموجود في الفضاء. ويقول عضو بعثة أوزوريس-ركس، والأستاذ في جامعة سنترال فلوريدا، هامبرتو كامبنس، إن “هذه الكويكبات الأولية تحمل نسبة كبيرة جدا من الجزيئات العضوية”. 

وأبرزت الصحيفة أن ذلك لم يكن السبب الوحيد لدراسة كويكب بينو، حيث يقول رئيس البعثة، دانتي لوريتا، إن “سبب اختيارنا لكويكب بينو هو قربه، فضلا عن أننا لن نزود أوزوريس-ركس ببطارية نووية”. في الواقع، يعتمد مسبار أوزوريس-ركس على الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة. وعند وصول المسبار لحزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، تصبح الطاقة الشمسية ضعيفة.

وأفادت الصحيفة بأنه ليس هناك حتى الآن معلومات دقيقة حول بينو، ولكن ما رصدته أنظمة الرادار والتلسكوبات البصرية الموجودة على الأرض تتمثل في أن قطر الكويكب يبلغ 500 مترا، ويتخذ شكلا دائريا. ومن المتوقع أن يصل مسبار أوزوريس-ركس إلى الكويكب في منتصف آب. وفي الأشهر الثلاثة الأولى، سيدور المسبار مع الكويكب في مداره حول الشمس. ومن ثم، سيطير المسبار عدة مرات فوق القطب الشمالي والجنوبي للكويكب حتى يصبح على بعد سبعة كيلومترات منه.

وأوردت الصحيفة أن التلسكوب المصغر “بولي كام”، الموجود على متن المسبار، سيبدأ في رسم خريطة للكويكب. ومن المحتمل أن يكون بينو محاطا بقمر صغير. ويستطيع هذا التلسكوب، الذي يبلغ قطر عدسته 20 سنتيمترا، أن يلتقط مواد بحجم الحصى على ظهر الكويكب.

وحسب ما أكده عالم الفضاء الفرنسي من مرصد نيس، باتريك ميشيل، وباحث مساعد في البعثة، فإن دقة التلسكوب ستزداد بعد أن يدخل المسبار في مدار الكويكب، وتستحوذ عليه جاذبية الشمس. وقد أكد ميشيل أن “أوزوريس-ركس سيدور في مدار فوق كويكب بينو بنحو 1500 مترا، ومن المتوقع أن يحدث ذلك في كانون الأول المقبل”.

ونقلت الصحيفة على لسان ميشيل أن البعثة ستنتظر مدة سنتين، قبل أن تأخذ عينة من الكويكب. وبالطبع، سيعمل المسبار طوال تلك المدة على تحليل الكويكب ورسم خريطة له، لمعرفة المكان الأنسب لأخذ العينات. كما ستعمل البعثة على قياس قوة جاذبية الكويكب، وستتأكد ما إذا كان الكويكب يتكون من كتل صخرية ضخمة أم هو عبارة عن جسيم نافذ مركب مع الكثير من الغبار الكوني.

وفي حال اقترب هذا الكويكب من الأرض، وأوشك على الاصطدام بها، فيجب معرفة كتلته الصخرية من أجل التدخل وتغيير مساره، بعيدا عن الأرض. وبالتالي، يمكن تحديد القوة والسرعة التي يجب ضرب الكويكب بها لينحرف عن مساره بالقدر الكافي.

وفي الختام، قالت الصحيفة إنه من المتوقع أن يضرب كويكب بينو الأرض سنة 2167، باحتمال قدره 1:2700. وحتى ذلك الحين، على مهندسي الفضاء دراسة الطريقة التي سيتدخلون بها في الوقت المناسب من أجل تغيير مسار بينو بعيدا عن الأرض.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!