الصبّار يستعيد عافيته في العرقوب ومرجعيون.. بعد حشرة المنّ القطني
الصبّار، أو «التين الشوكي»، كان حتى الأمس القريب يزرع كسياج وحام للحقول والبساتين من الماشية الشاردة والحيوانات البرية. لكن اليوم، ما من بستان أو حقل في قرى العرقوب وحاصبيا إلا وتجد فيه بعضاً من الصبّار المزروع كفاكهة صيفية للعائلة، ومنهم من حوّل قسماً كبيراً من حقله للصبار لما يلاقيه من إقبال على شرائه، ومصدر رزق مقبول خلال فصل الصيف. إلا أن حشرة المن القطني التي قضت على نحو 80 في المئة من الصبار في هذه المنطقة، والتأخر في إيجاد الدواء لمكافحة هذه الحشرة، حدا بالمزارعين إلى تيقن أهمية هذه الزراعة التي لا تحتاج إلى أي عناية، والطلب يزداد لفوائدها الصحية وعدم حاجتها إلى الرش بالمبيدات أو المواد الكيماوية بشكل دوري.
البعض أفلح في القضاء على هذه الحشرة ومنهم ما زال يحاول، في ظل غياب الإرشاد الصحيح لكيفية استخدام تلك الأدوية والطريقة الأنجح لذلك. ويؤكد معلوف «أن الحشرة التي تقضي على المن القطني لا تضرّ بصحة الإنسان على الإطلاق ويبقى مذاق الصبار والمواد الغذائية فيه. وهذه الحشرة جديدة وغير معروفة في لبنان، إنما يمكن معالجتها بأدوية الحشرات الجهازية، وفترة الأمان للدواء طويلة بمعنى أنه لا يمكن قطف ثمار الصبار قبل مرور شهر من رش الدواء».
ويقول رضا شبلي، الذي كان لديه حقل صبّار يؤمن له مورد رزق صيفاً: «تأخرنا كثيراً لمعرفة نوعية حشرة المن القطني والدواء المكافح لها، ووجدنا الدواء بعد فوات الأوان، لأنها قضت على كل الصبّار الذي كان مورد رزق لي»، مضيفاً «المطلوب من وزارة الزراعة إرشاد المزارعين ومواكبتهم في مواسمهم واطلاعهم على كل جديد من حيث الأدوية والمبيدات الحشرية، لأن غالبية المزارعين في المنطقة يعملون في الزراعة بالطرق التقليدية».
أبو عفيف الصفدي، وهو مزارع عتيق شارف على التسعين من العمر، يقول: «لم نعرف في السابق هذه الآفة التي ضربت الصبار. ولكن الناس عادت تزرع من جديد. وحين يتوافر دواء فلا خوف». أبو يوسف البطحيش اعتبر أن «ما أصاب الصبار على مدى السنوات الماضية قضى على القسم الأكبر منه في المنطقة، ولكن بسبب الطلب، عاد الكثير من المزارعين لزراعة الصبار». أبو يحيى شبلي، يُشير إلى أنه «رغم رش الأدوية والاعتناء به، ما زال كوز الصبار غير ناضج كفاية في بعض الحقول. وما زالت حشرة المن القطني على بعض ألواح الصبار، ولكن مع الوقت يمكن القضاء عليها نهائياً»، مضيفاً «هناك مشكلة زراعة الصبار مجدداً في ظل تخوف من أن يعود المرض مجدداً، إضافة إلى أن الإنتاج لا يبدأ إلا بعد نحو خمس سنوات من زراعته».
عمر يحيى (المستقبل)