المطران كفوري: الحضور المسيحي في حاصبيّا حضور عريق وعتيق
صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم /
راعي أبرشية صور وصيدا ومرجعيون المطران الياس كفوري “لموقعنا” :
نحنُ أبناءُ الرّجاء وحاصبيّا نموذج لجماليّة التّركيبة الوطنيّة
يُعتبر الحضور المسيحيّ في حاصبيّا حضورًا عريقًا ضاربًا في عمق تاريخ هذه المدينة الوحدوية، فهي التي كانت تسمّى تاريخيّا”أم السّبع كنائس”، وقد قام كثر من الذين رحلوا إلى الحياة الأخرى بوضع مدماك أساس لهذا الحضور، أبرزهم نسيب أفندي غبريل،ونجيب بك الأميوني، والدكتور أسعد قطيط والوجيه سليم الرّيس وسواهم.
راعي أبرشية صور وصيدا ومرجعيون المطران الياس كفوري الذي كان له الفضل الكبير في النّقلة النوعية للحضور المؤسّساتي المسيحي في المنطقة، يقول في حديث خاص “لجنوبيات” اليوم في دار مطرانية حاصبّيا، أنّ بصيصَ النور يتمثّل بالرّجاء، ونحن ننظر إلى القبر المقدّس حيث يشعُّ النور الالهي ليعطينا الالهام لنتفاءل بالمستقبل، ولبنان سوف يخرج من هذه المحنة، وذلك لأن ثمة طاقات بشرية هائلة، وإيمان بالخالق الذي تعتبرُ معونته هي السّلاح الفتّاك، والصُّمود يكون بالتّعاون والتّعاضد والحفاظ على الوحدة الوطنيّة، فحيثُ تذهب في العالم ترى اللُّبنانيّ في مواقع مُتقدّمة، وما ينقصنا هو تعزيز الوحدة وثقافة تضافر الجهود، انطلاقًا من المقولة التي تربّينا عليها والتي تقول أنَّ في الاتحاد قوة.
الحضور المسيحي في حاصبيّا حضور عريق وعتيق، وفي هذا الصّدد يقول كفوري أنّ الحضور المسيحي ضارب في تاريخ هذه المنطقة والجنوب، وهناك مقولة شعبيّة تقول عن حاصبيّا”أمّ السّبع كنائس، وقد أعطت حاصبيّا رجالات معروفة في تاريخ لبنان وليس فقط في تاريخ الكنيسة، والمهمّ في حاصبيّا هو العيش الجميل بين المكوّنات المُشكّلة لهذه الفسيفساء الوحدويّة، وقد رأينا بأم العين تكاتف وتضافر الجهود في الحروب التي حصلت، ولعلّ آخرها حرب ال 2006.
يؤكد المطران كفوري أن الاغتراب اللبناني هو رئة أساسيّة للكيان اللبناني، وما يدعو للفخر هو هذه العلاقة الوثيقة بين لبنان المقيم ولبنان المغترب، ويجب أن ينعكسَ نجاح ل”بنان المغترب” على المشهد الوطنيّ برمته، ونحن سنسعى بكلّ الجهود لتوطيد العلاقة بين لبنان المقيم والمغترب.
يشكر المطران كفوري كلّ من ساهم في بناء وترميم المطرانية، ويخصّ أبناءنا المنتشرين خارج لبنان وخاصّةً نخصّ بالذّكر السيد جوهان متري، وكذلك مقرّ راهبات دير صيدنايا في حاصبيا الذي تبرّع في بنائه السيد غسان قنتيس، ونحن على صعيد الكنيسة نعمل بشكل يومي على توكيد وتوطيد هذة الرابط، وهذا المشهد يجب ان ينعكس على كل تفاصيل الحياة اللبنانية، بشتّى تجلّياتها.
ينهي المطران كفوري حديثه مؤكّدًا أن إرادة الحياة عند اللبنانيين، ستنتصر على كل العوائق والمصاعب، فوحدة الوطن هي الأهم، فهذه الوحدة هي المرتكز والأساس لكلّ فكرةٍ أو بناءٍ وطنيٍّ مقبل.
زياد العسل_خاصّ “جنوبيّات”