وزير لـ”النفايات”.. ووزارة لـ”الأموات”!

 – 

مجرّد التفكير في معضلة انقطاع التيار الكهربائي في لبنان، تعود بك الذاكرة تلقائيّاً، الى مشهد الوزير الياباني الذي انحنى أمام شعبه عشرين دقيقة، اعتذاراً على انقطاع التيّار في بلاده لمدّة 20 دقيقة فقط.. إن صحّت تلك الصورة أم لا، وفي حساب بسيط لأزمة كهرباء لبنان، ومن دون آلة حاسبة، لو قدّر لأي وزير لبناني في بلاد الأرز أن يحذو حذو نظيره الياباني، يفترض أن ينحني كلّ حيّاته إعتذاراً عن تقصيره في معالجة أبسط أمر الناس.

طبعاً لا مجال للمقارنة بين لياقة أمير خليجي، تراه يتخلّى عن كرسيه خلال المباراة النهائية لكأس العالم مانحاً إياه إلى عقيلة الرئيس الفرنسي ليعطيها فرصة المشاهدة بجوار زوجها، وبين تعجرفٍ يعيشه زعماؤنا المتمسكون بكراسيهم.. فإن صودف مرورك في الطريق أمامهم، قد تجتاحك وتسحقك مواكبهم الضخمة في لمح البصر.. وإن كتب الله لك النجاة، تطاردك نظرة غاضبة لـ”بادي غارد” مفتول العضلات، وتصاب بالصرع وتلوث سمعي عميق ناتج عن أبواق سيارتهم الرباعية الدفع.

من راقب تصرفات رئيسة كرواتيا خلال توزيع جوائز المونديال، التي رقصت وغنت وبكت وفرحت وتفاعلت وصفّقت وقبّلت اللاعبين والمدربين والحكام وكادت تقبّل الجهور كلّه، دون أن تمتعض من المطر الذي بلّل هندامها وأفسد تسريحة شعرها، تشعر بالهوة المتسعة بين مسؤولي بلدنا و”شعب لبنان العظيم” ، وتتمنى لو وُلدت في بلاد “الهونولولو” بدلاً من لبنان.

شواهد لا تُحصى تشعرك بأنّ المسؤول في لبنان يحتاج لإعادة تأهيل نفسي ومعنوي وأخلاقي، من أجل أن يرقى الى المعنى الفعلي لكلمة مسؤول، في بلدٍ كهرباؤه دائماً مقطوعة، مياهه ملوّثة، طرقاته محفورة، الجرائم حدّث ولا حرج، معدل الإنتحار الى تزايد، السعادة للأغنياء، الأهميّة للمناصب والحقائب السياديّة، الزعيم لديه قصر والمواطن يبحث عن غرفة صغيرة تأويه و”عالإسكان كمان”، نجل المسؤول صاحب شركة والشباب عاطلون عن العمل .

لقد اعتدنا في بلدنا الصغيرعلى الإختلاف الكبير في الرأي دائماً ، لكن باستجماع الآراء في الجلسات الخاصّة أوعلى وسائل التواصل الاجتماعي، يبدو جليّاً أنّ اللبنانيين يجتمعون على مجموعة من الطلبات العاجلة وفي طليعتها استحداث عدد من الوزارات:  

“طالما صرنا بالـ 2018 وما في كهربا بدنا وزير للإشتراك”..

“طالما بدنا نكيّف بالحشيشة بدنا وزير للسعادة”..

“طالما ما في شغل بدنا وزير للعاطلين عن العمل”..

“طالما عم نموت عأبواب المستشفيات بدنا وزير للأموات”..

“طالما عم تمثّلوا علينا بدنا وزير للمسرح”..

“طالما عايشين بالدّين بدنا وزير للتقسيط”..

“طالما طامرتنا الزبالة بدنا وزير للنظافة”..

“طالما المسؤولين عم بفرقونا .. بدنا وطن يجمعنا”!!

“طالما ما حدا سائل عنّا.. رح نصير كلنا “منتشرين”!! .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى