الهجمة الثانية من كورونا قادمة .. إنتظروها …… بقلم زياد الشوفي

 

صدى وادي التيم – رأي رئاسة التحرير

 

كلّ من يُتابع التقارير والتصريحات العالمية والمحلية، الطبية منها والتحليلية يعلم بأنّ موجة ثانية قادمة من كورونا لا محالة. فهذه التحذيرات لا تأتي من العدم بل هي خلاصة تجارب ومعلومات وتحليلات تتقاطع بنفس المعطيات فتُولّد حقيقة وإن كان لا يمكن القسم مئة بالمئة بصحتها .
في الغرب، أثبتت هذه التحذيرات صحتها ودقتها وبرغم الإجراءات الإحترازية إنقضّ كورونا ثانية لينتقم وليشفي غليله من من نجا في الهجمة الاولى .
وبالأمس القريب رأينا على الصعيد اللبناني تحذيرات صدرت من وزير الداخلية ووزير الصحة ومن عدة فعاليات أخرى تحدثت وحذرت بأنّ الانفلات البشري بعد الحجر خطر كبير، فالناس انحجرت لفترة ليست بقليلة وهذا الحجر لم يمرعلى اللبناني حتى في عز الحروب التي شهدها الوطن .
ومما لا شك فيه أنّ فترة الحجر ساهمت في تخفيف عدد الاصابات والعدوى وهي كانت الحل الصحيح لتفادي انتشار كبير تفقد معه وزارة الصحة ومستشفيات لبنان السيطرة على إحتواء التفشي وحتى على إستيعاب العدد الكبير من المرضى والجميع يعلم الامكانيات المتواضعة لمستشفياتنا وطواقمنا الطبية التي عملت فوق طاقتها دون كلل أو ملل حتى إستعادت السيطرة وربحت المعركة الأولى على الفايروس .
إنّ البدء بتخفيف التعبئة العامة وعودة الحياة الى ما يقارب شكلها الطبيعي هو خطر إذا لم نلتزم بالتعليمات وبالوقاية بكافة تفاصيلها … وهذا ما يتم التحذير منه .. فعودة الناس إلى الشوارع والمحلات ودور العبادة دون وقاية هو الخطر بعينه. فيتوجب على الجميع أن يعلم بأنّ كورونا غيّرمن عادات وتقاليد في نظامنا المعيشي لا يمكن العودة اليها.
فإبقاء مسافة بين المتكلمين أصبح واجبًا والسلام باليد أصبح لا ضرورة له، والغمر والتقبيل ربما يصبحان من المحرمات ….
إنخفضت الحالات المكتشفة في لبنان .. لكن انخفاضها لا يعني انتهائها .. فطالما ثمة حالة واحدة يعني بأنّه هناك إحتمال للعدوى … فهذه الحالة قبل اكتشافها لربما تخالطت مع عدد من الناس ستظهر عليهم الحالات المرضية لاحقًا فنعود الى نقطة الصفر وعدد تصادي من جديد وبحث وتقصي عن الاشخاص المعديين .. وتذهب كل الجهود هدرًا ونعود للتعبئة العامة التي يجب أن تكون أقسى وأقوى من سابقتها …وطاقمنا الطبي لم يلتقط أنفاسه بعد … فتأتي الكارثة الحتمية .
أخيرًا وليس آخرًا … إن خففت الدولة إجراءاتها فمن أجلكم .. لكن لا تغدروها .. حافظوا على الوقاية كأننا في اليوم الاول .. عقموا .. لا تصافحوا .. ألغوا التقبيل ….خففوا التخالط … واستغنوا عن الخروج غير الضروري .. والا ستعيدوننا الى نقطة الصفر ..
والهجمة الثانية من كورونا قادمة ولن ترحمنا ….

زياد الشوفي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى