“المساومة الكبرى”: الكلّ يريد رضا بوتين.. وهذه تفاصيل مقايضة أوكرانيا بسوريا
ترجمة فاطمة معطي
نشرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأميركية تقريراً عن لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يوم أمس الأربعاء، في ظل سعيه إلى إجبار إيران على إخراج قواتها من سوريا أو الانسحاب من المناطق المحاذية للجولان المحتل.
وفي تقريرها، كشفت الصحيفة أنّ بعض الخبراء والديبلوماسيين الإقليميين يشككون في قدرة بوتين أو مصلحته في إقناع طهران بالانسحاب من سوريا بشكل كامل، حيث يُعدّ الروس والإيرانيون بمثابة حلفاء مقرّبين.
وفيما ذكّرت الصحيفة بمطالبة نتنياهو بوتين بمغادرة إيران سوريا وبتصريح بهرام قاسمي، المتحدّث بإسم الخارجية الإيرانية، بأنّ “أحداً لا يمكنه إجبار إيران على القيام بشيء”، رأت أنّ الأطراف المختلفة المعنية بالحرب السورية تغازل الرئيس الروسي في الأيام التي تسبق قمته مع نظيره الأميركي دونالد ترامب يوم الإثنين المقبل في هلسنكي (إذ التقى مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي بوتين في موسكو اليوم).
الصحيفة التي توقعت أن تترأس مسألة الوجود الإيراني في سوريا جدول أعمال الزعيميْن، توقفت عند الدور الإسرائيلي في الحرب السورية، موضحةً أنّ تل أبيب تخشى وصول أسلحة قادرة على تغيير قواعد اللعبة إلى “حزب الله”، ومستذكرةً الضربات الإسرائيلية المتكررة في سوريا.
وفي هذا السياق، لفتت الصحيفة إلى أنّه لم يتضح ما حققه نتنياهو في نهاية لقائه مع بوتين عندما استضافه لحضور مباراة نصف نهائي كأس العالم، ناقلةً عن مصادر ديبلوماسية إسرائيلية قولها إنّ روسيا تعمل على تحييد إيران عن المنطقة المحاذية للجولان المحتل.
ومن جهته، رأى فيودور لوكيانوف، خبير السياسة الخارجية المقرب من الكرملين، أنّ أكثر ما يعني بوتين في المفاوضات هو تحقيق الاستقرار في سوريا والتأكيد على ضرورة الاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية، قائلاً: “ليست الولايات المتحدة اللاعبة الأكبر ولكنها لاعبة كبيرة. وهنا أعتقد أنّ أهداف ترامب وبوتين منسجمة مع بعضها البعض”.
إلى ذلك، كشفت الصحيفة أنّ بعض المسؤولين الإسرائيليين كانوا يعوّمون فكرة حصول “مساومة كبرى” تخفّض بموجبها العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا بعد ضمّها شبه جزيرة القرم في العام 2014 مقابل تقديم موسكو مساعدتها على معالجة المخاوف الإسرائيلية بشأن التحصّن العسكري الإيراني في سوريا.
كما نقلت الصحيفة عن دانييل شابيرو، السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، قوله إنّ أكثر من مسوؤل إسرائيلي كبير اقترح أن تقايض الولايات المتحدة الأميركية أوكرانيا بسوريا، وتعليقه بأنّ حصول ذلك “سيكون بمثابة مساومة كبيرة لصالح روسيا”.
ختماً، حذّر شابيرو من أنّ حصول هذه المساومة من شأنه أن يطلق يدي روسيا في أوروبا، قائلاً: “تُعدّ المسألة، من وجهة نظر الولايات المتحدة، مسألة جنون استراتيجي ولكن لا يمكننا أن ننكر احتمال أن يكون ترامب يعتبرها خطة حقيقية”.
(ترجمة “لبنان 24” – LA Times)