تجنّبوا هذه العادات للحدّ من الأمراض في المسابح
على رغم اجتهاد بعض المنتجعات في المحافظة على المعايير الصحية من خلال تنظيف المسابح بطريقة مستمرة باستخدام المطهّرات، الّا أنّ هذه الخطوة لا تمنع الإصابة.
وبهدف زيادة الوعي في هذا الموضوع، والتعرّف إلى العادات الخاطئة التي تقومون بها والتي تكون سبب اصابتكم، حاورت «الجمهورية» الاختصاصية في الامراض الجلدية الدكتور مايا زيعور التي استهلّت حديثها قائلةً: «هناك سببان قد يفسران زيادة الحديث عن الامراض الجلدية التي تصيبنا عند النزول الى المسابح العامة؛ الاول يرتبط بازدياد عدد الناس في المسابح العامة بدل أن يقصدوا البحر للاستجمام، بسبب ما يتردّد عن تلوّث مياه البحر الابيض المتوسط. أمّا السبب الثاني فهو زيادة وعي الافراد لالتهابات الجلد الجرثومية وهي ليست زيادة حقيقية في عدد المصابين بل إنها تطوّر في تشخيص المرض».
اكثر الامراض شيوعاً في فصل الصيف، الالتهابات الجرثومية في الدرجة الاولى، ليتبعها الحرق الجلدي في الدرجة الثانية بسبب التعرّض المكثّف لأشعة الشمس. وفي هذا الاطار، تُذكّر زيعور أنّ «الحرق البالغ في الجلد يضاعف نسبة الاصابة بسرطان الجلد المميت «الميلانوما»، خصوصاً اذا كان الحرق مبكراً خلال الحياة، ما يحتّم عدم تعريض الاطفال في عمر صغير الى أشعة الشمس الحادّة، وحتّى الكبار يتوجّب عليهم الابتعاد عن التعرض للشمس بين الساعة 11 والـ3 بعد الظهر، مع ضرورة الالتزام بوضع مرهم الوقاية من الشمس، وتجديد دهنه كل ساعتين وعند التعرّق أو بعد السباحة لأنّ الماء تزيل فعالية الواقي الشمسي، دون أن ننسى أهمية شرب المياه لتعويض خسارة الجسم للمياه بسب التعرّق».
هل الأمراض الجلدية خطيرة؟
في المقابل، تحتلّ الالهابات الجلدية الصدارة في فصل الصيف، وتشير د. زيعور الى أنّ «المسابح هي السبب، لنبدأ بالتكلم عن الاصابة بحبوب المولسكوم (Molluscum)، التي يسببها فيروس جلدي ينتقل من فرد الى آخر عبر اللمس أو مشاركة الاغراض الثابتة مثل كرسي الاستجمام او كرسي الحمام، وهذه الاصابة هي الاكثر شيوعاً عند الاطفال، اضافةً الى جرثومة «Staphylococcus aureus» الجلدية التي تُعتبر أيضاً الاكثر شيوعاً عند الاطفال وتنتقل بالطريقة نفسها.
نَذكُر أيضاً الثآليل الجلدية التي تصيب باطن القدمين بسبب مشي الاشخاص حفاة في الاماكن العامة وهي تصيب الكبار والصغار على حد سواء، كذلك الفطريات الجلدية في المناطق ما بين اصابع القدمين جرّاء الرطوبة والحرّ في فصل الصيف وتنتقل بسهولة الى ما بين الفخذين بسبب حماوة المنطقة. كما يمكن أن تصيبَنا فطريات الأظافر (غالباً ظفر الأصبع الكبير في القدم) حيث يبدأ الظفر بالتآكل والتكسر ويظهر فيه بعض السماكة وترسّبات البيضاء.
وتجدر الاشارة الى أنّ معالجة جميع هذه المشكلات سهل، عبر استشارة طبيب الامراض الجلدية المختص، ولكنّ المفارقة هي أنّ كثيراً ما تتكرّر عند الاشخاص أنفسهم، ولكن هذا لا يدعو للقلق بل للوعي وتفهّم المشكلة ومعرفة الحلّ الصحيح وضرورة اعتماد طرق الوقاية. ولا تسبّب الالتهابات الجلدية أيَّ خطورة على حياة الاشخاص الأصحّاء، إنما عند الذين يعانون من مناعة منخفضة لأسباب تكوينية أو مكتسبة».
ابتعدوا من الـ«Wet wipes»
في المسابح العامة، تنتقل العدوى الجلدية بسبب الاشتراك في استعمال كراسي الاستلقاء فتنتقل الجراثيم من جلد مريض ما الى الكرسي ثم الى شخص آخر عند استعمال الكرسي نفسه خصوصاً اذا بقي رطباً، لذلك يجب عدم الاستلقاء على الكرسي مباشرةً بل وضع المنشفة الخاصة بالشخص، والسبب الآخر هو مشي الجميع عموماً والاطفال خصوصاً حفاة حول المسبح ما يسهّل انتقال الثآليل الجلدية (HPV virus)، وبسبب الرطوبة حول المسبح يعيش الفيروس اطول فينتقل الى عدد اشخاص اكثر.
وتوضح د. زيعور أنّ «اصحاب البشرة الجافة لديهم الاستعداد الاكبر للإصابة بالتهابات الجلد الجرثومية، لأنّ الجلد الجاف لا يحمي نفسه مثل الآخر السليم، ويسمح بدخول الجراثيم.
وهذا ينطبق على الصغار والكبار، وهنا يجب الاشارة الى أنّ استعمال المسبح الذي يحتوي على درجات عالية من الكلور يسبّب جفافاً حاداً عند اصحاب هذه البشرة، ما يحتّم الاستحمام بالماء النظيف والخالي من الكلور مباشرةً بعد الانتهاء من السباحة، ودهن مرطب لحماية الجلد. وأوصت د. زيعور خاتمةً «يزداد اعتماد الناس للصابون المضاد للجراثيم والفوط الرطبة «Wet wipes» و»Gel» التي تحتوي على مواد حافظة وهذا يسبب زيادة في الإصابة بالحساسية الجلدية أو الاكزيما.
ويُعتبر الحلّ المثالي للتنظيف والتعقيم هو غسل اليدين جيداً بالصابون العادي او استعمال الكحول (السبيرتو) لتعقيم اليدين والابتعاد كلياً عن كل مواد الصابون المضاد للجراثيم التي ذكرناها، فالكحول نقي، لا يسبب الحساسية ويقتل معظم الجراثيم دون أن يؤذي الجلد، وهو متوفّر بكثرة وبثمن رخيص».