تحرّكات الأسد جنوبًا تُشغل إسرائيل.. خروج إيران أولاً والغارات تكشف الكثير!

نشرت مجلّة “ناشونال انترست” الأميركية مقالاً للكاتب والباحث سيث فرانتزمان، تحدّث فيه عمّا تعنيه أي غارة إسرائيلية على القوات الإيرانية في سوريا، وما تشير إليه حول ما هو قادم بمستقبل البلاد.

ورأى الكاتب أنّ أول رسالة من إسرائيل للعراق وسوريا، مفادها أنّ بقاء القوات الإيرانيّة في سوريا أمر غير مقبول، مشيرًا الى أنّه “في 18 حزيران، اتّهم النظام السوري التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة باستهداف مواقع عسكريّة بالقرب من الحدود العراقية، فيما نفى التحالف أن يكون هو من نفّذ الغارة التي قتلت العشرات من مقاتلي كتائب حزب الله العراق”. ولفت الكاتب إلى أنّ تلك الغارة لم تأتِ من فراغ، ولها تداعيات استراتيجيّة واسعة، فقد كانت الأولى من نوعها والتي تستهدف قوات عراقية عاملة في سوريا، وهذا يعني بالتأكيد أنّ واشنطن وتل أبيب متخوفتان من استمرار مشاركة القوات المدعومة من إيران في سوريا.

واللافت بحسب الكاتب هو أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدّث الى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل 48 ساعة من الضربة، وحذّر من أنّ إسرائيل تنوي ضرب إيران في سوريا، علمًا أنّ إسرائيل نفّذت أكثر من 100 غارة في سوريا من قبل. وعلى الرغم من زيادة حدّة التوتر مؤخرًا بين إيران وإسرائيل، إلا أنّ لا بوادر في الأفق حول نيّة إيران بمغادرة سوريا، خصوصًا وأنّها تعدّ الحليف الأبرز لها، بحسب ما قاله الكاتب.

توازيًا، ذكر الكاتب أنّ بومبيو قال في أيار: “في العراق، تقوم مجموعات برعاية إيرانية، بتشتيت سيادة البلاد”.  وكان وزير الخارجية الأسبق ريكس تيلرسون قد أعرب عن المخاوف نفسها، في تشرين الأول 2017، حين طالب القوات العراقية بالعودة الى بلادها. وبحسب وزارة الخارجية الأميركية فإنّ كتائب حزب الله العراق لديها علاقات إيديولوجية تجمعها بـ”حزب الله” في لبنان. كما انتشرت صور لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني مع قوات عراقية في سوريا، فيما قدم قادة من الحشد الشعبي الى لبنان، وزاروا الحدود الجنوبية في أواخر العام 2017، وبداية 2018.

وما تسعى اليه إسرائيل هو منع إيران من اكتساب ممرّ الى البحر الأبيض المتوسّط، وقد بدأت بالتحذير من القواعد الإيرانية الدائمة في العام 2017،  واستهدفتها بعدد من الغارات. 
 
ولا تستهدف الضربة الأخيرة الحدود السورية العراقية فحسب، بل تعني تحرّكات القوات التابعة للرئيس السوري بشار الأسد في جنوب سوريا أيضًا. فالجيش السوري يسعى إلى هزيمة المقاتلين في الجنوب قرب الأردن، بعد 7 سنوات على اندلاع الحرب السورية. وهنا أشار الكاتب الى أنّ نتنياهو أبلغ بوتين بالقلق من أي محاولة إيرانية أو من قبل “حزب الله، لاستغلال هجوم الجيش السوري بهدف الحصول على موطئ قدم قرب الجولان.

وتابع الكاتب أنّ إسرائيل تريد إنهاء الوجود الإيراني كليًا في سوريا، قبل أن يفرض النظام السوري السيطرة في الجنوب، وهذا لأنّ إيران تريد تأسيس وجود لها بالقرب من إسرائيل. وقد أوصلت إسرائيل الرسالة حول هذه المسألة الى واشنطن وموسكو، فردّ بوتين بالإعلان عن أنّه يتوجّب على “القوات الأجنبية” مغادرة سوريا، مع تراجع حدّة الحرب. ويمكن أن يُترجَم كلامه على أنّه قصد القوات الإيرانية، لكنّ موسكو لم تُعلنها بوضوح لأنّها تدرك جيدًا أنّه ليس بإمكانها أن تأمر إيران بالخروج من سوريا، كذلك فموسكو تعدّ لاعبًا بارزًا في جنوب سوريا وبالقرب من الفرات، وهي مناطق استراتيجيّة تهمّ إسرائيل.
وأشار الكاتب الى أنّ الغارات الأخيرة ما هي سوى رسالة الى إيران، وتظهر وجود نموذج استراتيجي جديد يضمّ الولايات المتحدة وروسيا في سوريا، ويسلّط الضوء على المحاولات لمنع إيران من تأسيس ممرّ لها من بغداد نحو دمشق.

وختم الكاتب بالإشارة الى أنّه على واشنطن أن تقرّر إن كانت جديّة في العمل حول منع استمرار النفوذ الإيراني في سوريا أم ستبقى بموقع “المتفرّج” على ما تقوم به إسرائيل.

(ناشونال انترست – لبنان 24)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى