من النبطية تحية إلى المناضل عادل صباح في ذكراه العاشرة
عباس علوية – النبطية
في الذكرى السنوية العاشرة لرحيله وتحت عنوان “تحية إلى المناضل الأستاذ عادل صباح”، نظمت بلدية النبطية ونادي الشقيف والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي والنجدة الشعبية اللبنانية وجمعية تقدم المرأة في النبطية وجمعية بيت المصور في لبنان ولجنة تكريم عادل صباح احتفالاً حاشداً ومعرض صور بالأسود والأبيض في قاعة عادل صباح الثقافية في نادي الشقيف، بحضور رئيس اتحاد بلديات الشقيف الدكتور محمد جميل جابر ورئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد بيطار ممثلاً بالأستاذ وفيق بيطار ووفد من قيادة الحزب الشيوعي اللبناني في منطقة النبطية برئاسة المهندس حاتم غبريس ورئيس فرع النجدة الشعبية اللبنانية في منطقة النبطية الدكتور محمد مهدي على رأس وفد من الهيئة الإدارية، رئيس نادي الشقيف الدكتور علي وهبي واعضاء الهيئة الادارية للنادي، رئيسة جمعية تقدم المرأة في النبطية السيدة زهرة صادق على رأس وفد من الهيئة الإدارية، رئيس فرع المجلس الثقافي للبنان الجنوبي في النبطية، رئيس جمعية بيت المصور في لبنان كامل جابر ومثلت المحامية وداد يونس الهيئة الإدارية المركزية للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي وحشد من الفاعليات الحزبية والسياسية والبلدية والثقافية والاجتماعية والصحية وممثلي الأندية والجمعيات، إلى عائلة الفقيد.
جابر
وتحدث الإعلامي كامل جابر فقال: “في ذكراه العاشرة عادل صباح لمّا يزل فينا. وما نحن به اليوم، بعد عشر سنوات من الرحيل، إنما دليل جليّ على أن عادل صبّاح لم يبرح المكان، يعيش فينا كالعقيدة والإيمان، وروحه لمّا تزل تظلّل مسيرتنا الوطنية التي كرّس خطواتها الأولى هو ورفاق اعتنقوا هذا النضال اليساري العريق، فلا كلام عن اصالة الموقف والشجاعة والكرامة، إلا وكان عادل صبّاح خيرَ نبراس. أيها الحاضر الكبير برغم الرحيل، ها أنك هنا، في مهرجاناتنا وأنديتنا وبلديتنا ومدينتنا وأحيائنا وشوارعنا وبيوتنا وعائلاتنا وعائلتك، وفي ذاكرتنا وحاضرنا وفي مستقبل أبنائنا وما فتئ اسمك العادل يزيّن هواءنا النظيف مثلما زيّن اليوم أحد شوارع المدينة باسم “شارع الأستاذ عادل صباح؛ 1924- 2008) تنفيذاً لقرار بلدي أطلق من تسع سنوات من هنا، من نادي الشقيف، في ذكرى رحيل عادل السنوية الأولى، هذا الصرح العريق الذي كانت للراحل الكبير اليد الطولى في دعمه وتطويره وترؤس هيئته الإدارية سنوات وسنوات، فأسبغ عليه هذه الديمومة التي يواصلها اليوم ثلة من مثقفي هذه المدينة وناسها الطيبين”.
البلدية
وألقى الأستاذ وفيق بيطار كلمة رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل فقال: “إننا في بلدية النبطية نعلن بكل فخر أن عادل صباح هو مناضل وطني كبير لأنه بذل في كل ساح وانتفض ضد الاحتلال الفرنسي ومن ثم كان أحد أركان المقاومة الشعبية ولم يلبث في الثلاثينيات أن صار أحد أركان الحزب الشيوعي اللبناني واستمر فيه حتى السبعينيات وخلال هذه المرحلة خاض غمار الانتخابات النيابية كمعارض للسلطة فكانت شعبيته من أحرار النبطية والجنوب الذين رددوا في تظاهراتهم: رشّحنا عادل صباح خيّ العامل والفلاّح. وحدّث بلا حرج عن مسيرته النضالية مع الحركة الوطنية اللبنانية وعن دعمه للمقاومة الوطنية والإسلامية… لقد طال الغياب أيها الأخ الكبير والزميل المناقبي والأب الحنون وكم اشتقنا لشخصيته الوادعة ولابتسامته التي لم تفارق ثغره ولنصائحه ومواعظه السياسية الاجتماعية”.
نصار
وتحدث الأستاذ يوسف نصار باسم نادي الشقيف فأشار إلى أن “عشرة أعوام مرت على فقدان رجل كبير ومناضل عنيد ومثقف عريق، وهو أحد المشاركين الداعمين لهذا النادي المتوثب قدما في الثقافة والأدب والفن والإبداع. يا رفيق الكادحين والفقراء، يا ربيب المناضلين والشرفاء ضميرك البكر وجنوبك الطهر أوفد المقاومين. حبك لوطنك وصمودك بأرضك أربك المعتدين. عطاءاتك تشهد لها الساحات، ومواقفك تزدان بها الرايات. نستلهم من فكرك الكثير، ونملأ جعبتنا بالكنز الوفير”.
كلمة الأندية والجمعيات المشاركة (النجدة الشعبية وتقدم المرأة وفرع النبطية في المجلس الثقافي) ألقاها المحامي سمير فياض فقال: “كان عادل صباح واحداً من أبناء النبطية القادة، متفانياً في التضحية، باذخاً في العطاء ومحباً للبسطاء، لم تفسده مباهج الحياة ولا اقعده العسف والاضطهاد أو فتّ في عضد ايمانه تنكّر أو جفاء. مجليّاً في كل ما تسلّم من مسؤوليات، إن كان في العمل السياسي والحزبي، أم في الشأن الثقافي والاجتماعي فشكّل علامة فارقة وترك بصمة مميّزة لا تمحى في تاريخ مسيرة كل من نادي الشقيف والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي والنجدة الشعبية اللبنانية وأخيراً في المجلس البلدي، فكان واحداً من مناضلي جيله الأصفياء، لذا سيبقى عادل صباح منغرساً في ذاكرة النبطية ووجدان كل من عرفه أو شاركه الكفاح والسعي إلى ما هو أجمل وأرقى وأنقى. واحداً من القلة المصطفاة ممن تخطى في وفائه ودفء علاقاته الإنسانية ونضارتها الاجتماعية حدود القاعدة إلى الاستثناء”.
يونس
وتحدثت المحامية وداد يونس باسم المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، ومما جاء في كلمتها:
“يشرِّفني أن أنقل لحضراتكم تحية المجلس الثقافي للبنان الجنوبي – المركز الرئيسي في بيروت – وتحية أمينه العام، الغائب الحاضر، حضرة النائب السابق الأستاذ حبيب صادق. الحديثُ اليوم عن عادل صباح، بعد عشر سنواتٍ على غيابِهِ، إنَّما هو حديثٌ عن رجلٍ لمْ يَعِشْ من أجلِ نفسِهِ بل عاشَ من أجلِ تقدُّمِ وتطوُّرِ مُجْتَمَعِه.
فهذا الرَّجُلُ الذي كان سياسيَّاً نبيلاً لَمْ يتخلَّى يوماً عن مبادئِهِ في الحريَّةِ والعَدالةِ والمُساواة، ذي شخصيَّة وَقُورَةٍ مُحْتَرَمَه، ورجُلَ أخلاقٍ، ورجُلَ ثقافةٍ وموقفٍ ورُؤية تميَّز بالوعْيِ التاريخي، وبالخُروجِ من البُعدِ الوطني الضيِّق الى البُعْدِ الإنساني الرَّحْب، والذي كان يخفقُ قلبُهُ لمواقعِ الوَجَعِ الإنساني في لبنان وفي فلسطين وفي الجزائر وفي فيتنام وفي أماكن كثيرة من عالمنا العربي وفي العالم الأوسع، وكان مع المُقاومة الفلسطينية بالمقدار الذي كانَهُ مع المُقاومَة اللبنانية ضدَّ العدوِّ الإسرائيلي، وضدَّ الطائفيَّة والفساد، الوجهان لمَسألةٍ واحدة، لكون الفاسد يحتمي بالطائفيَّة، كان العمل السياسيُّ بالنسبة إليهِ رسالة.
وصدقُهُ وصرامَتُهُ في الحقِّ حتَّى ضدَّ نفسِهِ جعلاهُ يحْظى ليس فقط بثِقَةِ رفاقه في الحزب الشيوعي وثِقَةِ غيرِهم من المُلْتزمين بالأخلاق السياسيَّة والمُؤمنين بنُبْلِ مبادئِهِ وبأهميَّةِ وسُمُوِّ الأهداف التي كان يسعى لتحقيقِها، بل وبتقدير واحترام خصومِهِ في السياسة.
ولإيمانِهِ بأنَّ اكتسابَ المواطِنِ للمعرفةِ وللثقافةِ الوطنيَّةِ الواعِيَة الحجرُ الأساسُ في بناءِ الإنسان، كان العملُ الثقافيُّ أيضاً بالنسبةِ إليه رسالة. وما هذا الصَّرح الثقافي الذي نحنُ في رحابِه الآن إلاَّ نتيجَةً لسَعْيِهِ مع أصدقائِهِ من مؤسِّسي وأعضاءِ “نادي الشقيف” وحظوتِهِم بثِقَةِ ودعمِ أهالي “النبطيه” من مُغتربين ومُقيمين.
كان “عادل صباح” رجُلاً ماركسياً حالِماً، ورجُلاً من نوعِ الرجالِ الذين كلما طالَ غيابُهُم زادَ حضورهُم، قنديلٌ لا ينطفيءُ نورُهُ لأنَّ زيتَهُ من عرقِ العمَّالِ والفلاحينِ ومُزارعي التَّبغ، ومن مِسْكِ التُّرابِ الفوَّاحِ على طريقِ هذا النادي”.
صباح
وشكرت السيدة سلام عادل صباح أبو خدود “هذا الوفاء الذي يشعرنا بالدفء الدائم، وبعدم اليتم، وإن كلمة شكراً لن تفي ما تكنّه هذه المدينة وفاعلياتها، وما تكنّونه أنتم جميعاً من حبّ وتقدير لمسيرة الراحل عادل صباح”.
بعدها قصّ جابر والحضور شريط افتتاح معرض صور لمسيرة عادل صباح، مجموعته من الأسود والأبيض، من الزمن الجميل لحقبة من عمر مدينة، كانت تنبض بالثورة وتفور بالدم الأحمر وتنعم بالثقافة والعنفوان، كانت وستدوم على خطى المعلم عادل صباح. هذه الصور تمثّل لقطات من عمر الثورة في النبطية والجوار، ومن الزمن الأصيل، ومن رفاق أرسوا في هذه المدينة والجوار التعاليم الحميدة والمواقف الشجاعة إلى جانب حبيب صادق وجواد صيداوي وحبيب جابر وفؤاد كحيل وعبد المنعم جابر وحبيب طه وسمير صباح ومحي الدين محي الدين ورضي الرضي وحسين سرحان وحسن محي الدين وعبد الحسين حامد وسمير فخر الدين وعصام حمدان وأديب جابر وجورية فقيه وفريحة الحاج علي وغيرهم الكثر الكثر…
ووزعت ثلاث بطاقات بريدية تمثّل هذه الحقبة الإنسانية الرائدة… باسم نادي الشقيف في النبطية والنجدة الشعبية اللبنانية والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي وجمعية تقدم المرأة في النبطية وجمعية بيت المصور في لبنان إلى جانب لجنة تكريم عادل صباح، وبلدية النبطية التي ما زالت تكنّ للراحل الكبير كل تقدير وعرفان بما أرساه في هذه البقعة الجنوبية.
وكان تنويه بعدد من مصوري مدينة النبطية والجوار، الذين رحل بعضهم وأطال الله بعمر البعض الآخر، بعدما رسمت أعينهم ذاكرة النبطية بالأسود والأبيض ثم بالملوّن وهم: ماهر غندور، المربي الأستاذ حسن كحيل، المربي الأستاذ ماهر الحاج علي، جميل حنقير، علي حنقير، رامز حوماني، أحمد فرحات (أبو عفيف) حمزة الحسيني، أحمد منتش، نزيه نقوزي، كامل جابر، علي مزرعاني، باسم نحلة، أحمد نحلة، حسين معّاز وغيرهم