نوح زعيتر .. الشخصية المُحتضنة شعبياً والمُلاحقة قانونياً، فكيف ستكون النهاية؟
شبكة تحقيقات الإعلامية
على حسابه الشخصي على موقع التواصل الإجتماعي “الفيسبوك”، تجد المئات من المتابعين لصفحته، وبمجملها تعلن الاعجاب بشخصيته، حيث يصل بعضها لما هو فوق الإعجاب ك “منفديك بالروح”، “دمنا بيرخصلك”، و “أنت القائد والزعيم
هذه الحالة من الالتفات الشعبي حول شخصية نوح زعيتر المطلوب بعشرات مذكرات التوقيف، مردُّها إلى أن الناس هناك تعتبر ان ظلماً كبيراً يلحق بهم، حيث تجارتهم بالحشيش يعود لاضمحلال اي مورد آخر للعيش، في ظل غياب كُلِّي لأي سياسات تنموية، لا بل غياب الدولة برُمَّتِها
هذا ومن المتداول عن شخصية نوح زعيتر، أنه يدعم شهرباً عشرات وربما مئات الأسر في منطقته ومدينته، ويُؤمِّن لهم سبل العيش الكاملة واللازمة، وهم لولا هذا الدعم، لكانوا عرضة للذل والعوز
كما وأن الناس في دفاعها عن زعيتر وغيره، ترى ان الدولة هي المسؤولة عن كل ما وصل البلد والناس إليه، حيث سياسة الاستنسابية في التعاطي، والإهمال المقصود، اوصل إلى ازدياد عدد المطلوبين، ولو ان هذه الازدواجية الكلامية لا يمكن ان تكون دافعاً لارتكاب أي مخالفات والجنوح نحو الخطأ، ولا يمكن أخذها كشمَّاعة
زعيتر اليوم محاطاً بكتلة شعبية وازنة مستعدة لان تحميه من اي مخاطر، تلك الكتلة انتجها الحرمان وسوء السلطة الحاكمة، كتلة ما كانت لتستطيع العيش إلا بهذه الطريقة، وهي ربما اعتادت على تسلُّق الجبال والقفز فوق مُرّ الحياة وحلاوتها
يبقى ان المطلوب، عقل سياسي مُخلص وعقلاني، يطرح وبجدية، إعادة العمل على أن تكون الدولة الحاضنة لكل اللبنانيين، عبر سياسات إصلاحية، نأمل أن نراها مجدداً، تماماً كما كانت أيام الرئيس فؤاد شهاب، لتكون الدولة بمؤسساتها المدافعة عن وحدة اللبنانيين، ولتكون الهوية الوطنية هي الخيمة التي نتَّكِأ تحت ظلالها، بعيداً عن الهوية الطائفية والدينية، التي ما أنتجت إلا الخراب، للوطن والشعب، ولنخرج من ثقافة الإجرام والقتل، وثقافة تمويل مشاريع بناء سجون، بدلاً من إنشاء مراكز ثقافية ودعم المواهب الشابة، قبل أن تجنح صوب المُحرَّمات، عندها فقط يكون للمحاسبة من معنىً