صواريخ حرارية مضادة على الحدود وجبهات قد تفتح مجدداً!
يبدو أن الصراع بين محورَيْ الرياض – طهران ينتقل إيقاعه اليوم من مرحلة “الإنفلات” غير المضبوطة ضرباته في المنطقة، إلى مرحلة البدء بتسجيل الأهداف في المواقع ذات الحيثية الاستراتيجية لكل منها. وربما خير مؤشر على ذلك التصريح الأخير لمساعد وزير الخارجية الايراني “عباس عراقجي” حول الاتفاق النووي والذي جاء فيه أنّ “الإتفاق النووي لا يشمل قضايا أخرى لا الصواريخ ولا المنطقة”، ولن تدخل طهران “أيّ مفاوضات ما عدا اليمن”.
بالطبع التصريح الإيراني يحمل في طياته رسالة حوار مبطنة إلى اللاعب السعودي وفي الوقت عينه يخفي سعياً إيرانياً لحشر السعودية في علاقتها مع واشنطن عبر قبولها شمول التفاوض في الاتفاق النووي ملف اليمن. إلا أنّ النوايا الإيرانية هذه كشفت في المقلب الآخر عن استشعارها للخسارة التي بدأت تلوح بوادرها من “الحديدة” اليمن بحيث يشكل التفاوض مخرجها الوحيد لتحصيل أقله على مقعد يفترض أن يقع حول طاولة تجمع أطراف لا غالب فيها ولا مغلوب.
لاشك أنّ أوراق اللعبة الإيرانية في المنطقة لن تتوقّف عند حدود خسارة ورقة اليمن فإصرارها على فصل قضايا المنطقة عن ملف التفاوض النووي يؤكّد على أنّ الأوراق الاستراتيجية الأخرى مازالت بيدها أو اقله ما زال لديها القدرة على التحكم بمسارها، وخير مثال على ذلك ما تشهده الحدود العراقية السورية مؤخرا من نشر لكتائب حزب الله العراقية لصواريخ حرارية مضادة للطائرات ووجود نية لديها في قصف قواعد تتواجد فيها القوات الأميركية في سوريا رداً على القصف الذي طاول عناصرها في منطقة البوكمال السورية مما يجعل من الحدود العراقية السورية نقطة ساخنة ومفتوحة على جيمع الاحتمالات.
أمام هذا الواقع، تجهد الرياض في سحب حبال النجاة من أمام طهران، عبر محاصرتها بمنابع ذات طابع نفطي. وفي هذا السياق، الأنظار تتجه نحو اجتماع الأعضاء في “أوبك” والمنتجون المستقلون من خارجها، الذي سيعقد في فييّنا اليوم لاتخاذ قرار بشأن زيادة انتاج النفط سيما بعد الاتفاق الروسي – السعودي، المدعوم أميركياً لزيادة انتاجها من النفط بسبب تراجع الانتاج المحتمل في ايران وفنزويلا الناجم عن العقوبات الأميركية، قابله رفض إيراني قاطع لهذه الزيادة. اضف الى ذلك المعطيات التي تحدثت عن لقاء قمة أميركي – روسي مرتقب يأتي بالتزامن مع ضغوطات اميركية- اسرائيلية على اللاعب الروسي للدفع به نحو تقويض الحراك الايراني وحلفائها في سوريا.الامر الذي قد يدفع باللاعب الايراني لتحريك المزيد من اوراق قوته من خلال أدواته في دول المنطقة مستهدفاً النقاط الرخوة فيها.
(ميرفت ملحم – محام بالاستئناف)