مفاجأة الوزير الجاسوس: “حزب الله”جنّده.. هل تذكرون “قيس عبيد”؟
تحت عنوان “تجنيد وزير إسرائيلي سابق انتصار للاستخبارات الإيرانية”، حذّر المحلل في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عاموس هرئيل من أنّ الاتهامات الموجهة إلى وزير الطاقة الإسرائيلي السابق جونين سيجيف تظهر الأهمية التي تضطلع بها إسرائيل بالنسبة إلى إيران وتطرح تساؤلات بشأن جهود الاستخبارات الإسرائيلية المضادة، إذا ما ثبت أنّها صحيحة.
وأوضح هرئيل أنّ سيجيف طُرد من النادي السياسي الإسرائيلي منذ أكثر من عقدين، المرة الأولى في العام 1996 عندما تخلى عن العمل السياسي، والمرة الثانية بعد 7 سنوات عندما تورّط بسلسلة من الجرائم (بما في ذلك محاولة تهريب حبوب “اكستازي” المخدرة) التي أمضى بسببها أكثر من سنتين في السجن، مشيراً إلى أنّه غادر بعد هذه الحادثة إسرائيل ليستقر في أفريقيا.
وتخوّف هرئيل من تزويد سيجيف الإيرانيين بمعلومات استخباراتية لم يكونوا ليتمكنوا من الوصول إليها عبر الانترنت، مبيناً أنّ الاستخبارات الإسرائيلية تدّعي أنّ المعلومات في الوثائق المؤرشفة التي تعود أحداثها إلى العام 2003 ما زالت سديدة.
وفيما لفت هرئيل إلى أنّ سيجيف اتُهم بمحاولة تجنيد معارف له في مجالات الدفاع والأمن والديبلوماسية لصالح إيران، كشف أنّ صحيفة “يديعوت أحرونوت” قالت في المرة الأولى التي أوقف فيها في العام 2004 إنّ “حزب الله” جرّب تجنيده آنذاك، إذ ألمحت إلى أنّ مشغّله يحمل إسم قيس عبيد، وهو “إسرائيلي عربي” نجح في استدراج الضابط الاسرائيلي الحنان تننباوم الى الأراضي اللبنانية وتسليمه إلى “حزب الله” ليساوم عليه في المفاوضات مع تل أبيب.
وبالعودة إلى توقيف سيجيف، انتقد هرئيل بيان الاستخبارات الإسرائيلية الذي صدر أمس، معتبراً أنّه يطرح تساؤلات أكثر مما يعطي إجابات. وفي تبريره، أوضح سيجيف أنّ الاستخبارات الإسرائيلية قالت إنّ علاقة سيجيف بالإيرانيين بدأت في نيجيريا في العام 2012، وإنّه عقد اجتماعات مع مشغّليه على مر السنوات وسافر مرتين إلى إيران، متسائلاً: كيف نجح في البقاء متخفياً لمدة 6 سنوات؟ وما المعلومات التي أفصح عنها خلال ذلك الوقت؟ وألم يكن يُفترض أن يُراقب عن كثب بعد مغادرته السجن في ظل ما تردّد عن علاقاته بـ”حزب الله”؟
كذلك رأى هرئيل أنّ بيان الاستخبارات الإسرائيلية بشأن الطريقة التي تم بموجبها إحضار سيجيف إلى إسرائيل غير واضح، إذ يكتفي بأنّ يورد أنه وصل إلى هناك فحسب بناء على طلب الشرطة الإسرائيلية بعدما رفضت غينيا الإستوائية دخوله إلى أراضيها من نيجيريا، حيث يقيم.
وفي ضوء هذه المعطيات، خلص هرئيل إلى أنّ هذه القضية تطرح تساؤلات خطيرة بشأن قدرات إسرائيل الاستخباراتية المضادة، متوقعاً أن توسع الاستخبارات الإسرائيلية دائرة تحقيقاتها لتتأكد من أنّ إيران لم تجنّد عملاء آخرين كانوا أو ما زالوا يعلبون دوراً فاعلاً في تل أبيب.
(ترجمة “لبنان 24” – Haaretz)