بعد المحروقات.. المزارعون ينتفضون ضدّ التهريب
بعد المحروقات.. المزارعون ينتفضون ضدّ التهريب
أكد رئيس تجمّع المزارعين والفلاحين في البقاع ابراهيم الترشيشي أن وضع المزارع اللبناني هذا العام أسوأ من السنوات السابقة لأن اسواقنا تغرق بالمنتوجات المهرّبة، كالبطاطا والبصل واللوز وجميع انواع الخضار والفواكه، كما ان التقلبات المناخية والأمطار أدّت الى خراب موسم القمح والشعير في كل الاراضي البقاعية، والى جرف للمزروعات وردم لحقول بكاملها، وحسب مصلحة الابحاث الزراعية فإن الآتي أعظم.
كلام الترشيشي جاء في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في رياق، في حضور رئيس نقابة مزارعي البطاطا في البقاع جورج صقر، وعدد من المزارعين.
وقال: امام هذا الواقع المرير لا بد لنا ان نذكر الامور الآتية:
– أولا، نرغب في ألا تكون وزارة الزراعة للترضية أو حصة لأحد الأحزاب، بل لوزير يتحمل المسؤولية. ونطالب بأن يتضمّن البيان الوزاري رؤية زراعية شاملة تشكل خارطة طريق للوقوف مع المزارعين وتثبيتهم بأرضهم.
– ثانيا، تهريب البطاطا الى الاسواق اللبنانية: عندما ارتفع السعر 100 ل.ل (من 300 ل.ل الى 400 ل.ل) غزت البطاطا السورية اسواقنا بأكثر من 200 طن يوميا وهذا ليس بتهريب انما احتلال للاسواق وسيطرة عليها من قبل قطّاع الطرق والمهربين. فكيف يدخل الى لبنان اكثر من 20 شاحنة محملة بالبطاطا يوميا من دون ان يراها احد؟ وهذا فلتان وتسيّب بكل معنى الكلمة. نحن نطالب ادارة الجمارك من مدير عام ورئيس مجلس الاعلى بمحاربة التهريب في أسواق الخضار الرئيسية في بيروت وسن الفيل وصيدا وطرابلس ونهر ابراهيم والفرزل وقب الياس. نؤكد ان مكافحة تهريب الخضار والبطاطا ليست بحاجة لأكثر من 10 عناصر من الجمارك يراقبون أبواب أسواق الخضار .
– ثالثا، التعويض على المزارعين ولا سيما مزارعي القمح، فما نشهده اليوم من تقلبات مناخية وشحّ في المياه وانخفاض في معدل الامطار السنوي، كبّدت المزارع خسائر فادحة وخصوصا اصحاب البساتين والاشجار المثمرة ومزارعي القمح والشعير والبطاطا الذين تضررت مواسمهم. وهذا الطقس العاطل أثّر ايضا على موسم البطاطا وقضى على اكثر من 30% من انتاجها… كل هذه العوامل خفّضت الانتاج ورفعت كلفته.
وأكد أن «ملف الادوية الزراعية غير سليم وغير منظّم بحيث يلغى الدواء ويسمح به في وقت واحد من دون ان يعرف السبب، عدا عن ارتفاع اسعار الادوية الزراعية لأكثر من ثلاثة اضعاف في وقت تدنى سعره في كل بلدان العالم. وكذلك ارتفاع اسعار المحروقات من 8.5 دولارات السنة الماضية الى 13 دولاراً هذه السنة، اي زيادة بنسبة 40 %، ونحن لا نستطيع ان نستمر بهذه الاسعار. ونطلب خفض الضريبة او إلغائها عن مادة المازوت لأن ارتفاع الاسعار يقضي على الزراعة والصناعة والتجارة في لبنان. لذلك نناشد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والرئيس المكلف تشكيل الحكومة المكلف الاسراع في التشكيل ليباشر وزير الزراعة الجديد بالعمل على حل هذه المشاكل والأزمة».
وردا على سؤال عن تهريب البطاطا، قال الترشيشي: المهرّب هو شخص سوري، يُدخل البطاطا السورية الى الاسواق اللبنانية ويبيعها، وهناك حوالي 200 طن اي 20 شاحنة «بيك أب» تحوي كل واحدة منها على 10 أطنان من البطاطا، وتدخل هذه البطاطا المهربة عن طريق العبودية- طرابلس وحدود القصير- الهرمل.