مربّو المواشي في لبنان يتحدّون: تطبيق لإدارة ذكية
هل أنتَ مزارع لبنانيّ يواجه مشاكل في إدراة المواشي داخل مزرعته؟ لا تيأس، لأنّ الحلّ أصبح متاحاً. ففي خطوةٍ هي الأولى من نوعها، أطلقت مؤسسة رنيه معوض أول تطبيق إلكتروني للهواتف الذكية في لبنان يحمل اسم “مزرعتي”، مخصص لمربي المواشي، في إطار مشروع “تعزيز الظروف الاقتصادية للمزارعين والتعاونيات في عكار، زغرتا والضنية”، المموّل من Manos Unidas والمنفذّ من قبل مؤسسة رينه معوض.
“مزرعتي” يعتبر بمثابة أداة إضافيّة لمساعدة المزارعين في إدارة المواشي، لاسيما الأبقار. وفي سياق تعريف مؤسسة رنيه معوض عن مشروعها الجديد، أشارت إلى أنّه جاء كواحد من مجموعة حلول للتحديات التي يواجهها مزارعو الثروة الحيوانية في لبنان عموماً، وفي الشمال على وجه الخصوص حيث يعتبر إنتاج الثروة الحيوانية إحدى الأنشطة الرئيسية في المنطقة، إذ يعتمد 60٪ من المزارعين على إنتاج الألبان كوسيلة أساسية للعيش (أكثر من 20000 بقرة). وعلى الرغم من هذا الواقع، بقي المزارعون يواجهون العديد من التحديات، بما في ذلك سوء إدارة حصص التغذية والدورة التناسلية للأبقار، مما يؤدي إلى زيادة التكاليف والوقت الضائع وتقليل الأرباح، ويؤثر بشكل أكبر على سبل عيش المزارعين.
لكن، كيف يعمل التطبيق الذي يهدف بشكلٍ مباشر إلى تحسين جودة الأعلاف الحيوانية وإدارة الدورة الإنجابية للحيوانات؟
مدير المشروع المهندس الزراعي في مؤسسة رنيه معوض كارلوس نكد يشرح في حديث إلى “المدن” آلية عمل هذا التطبيق الذي سيسهم مبدئياً في دعم تعاونيتين في عكار وزغرتا يشارك فيهما أكثر من 200 مزارع في قطاع انتاج الألبان. فـ”بعدما أدركنا أنّ معظم المزارعين يملكون الهواتف الذكية، وجدنا أنّه لا بد من إيجاد حلٍّ يساعد المزارعين على إيجاد حلٍّ في ضبط إدارة الأبقار”. ومن خلال هذا التطبيق، يحصل المزارع على نتائج إدارة المزرعة من خلال وضع أرقام للأبقار، يحدد له تاريخ ولادة بقرة ما، ثم بعد 40 أو 60 يوماً يجري تزويجها وتحبل 10 أشهر. ما يعني أنّه كلّ 365 يوماً يحصل المزارع على مولود جديد.
أكثر من ذلك. فخلال 42 يوماً، يرسل التطبيق للمزارع تنبيهاً لفحص البقرة ومراقبة حملها إن كان ثابتاً، وإلا يتم تزوجيها مرة أخرى. يضيف نكد: “لهذه الغاية، أمّنا آلة كشف مبكر في مزارع عكار وأخرى في مزارع الزغرتا– الضنية. وقبل تقبل الفكرة، كان المزارع يحتاج إلى أن يلمس النتائج أمامه”. ذلك أنّ بعض المزارعين لم يستوعبوا هذه التكنولوجيا الجديدة إلا عند البدء في تطبيقها والتفاعل مع تنبيهاتها، لاسيما للمزارعين الذين يملكون أكثر من 10 أبقار ويعجزون عن إدارتها بصورة متوازنة ومثالية من دون ارتكاب أيّ خطأ.
ومثلما يعمل التطبيق على مراقبة تناسل الأبقار وولادتها، يشير نكد إلى أنّ الجزء الثاني منه يعمل في مراقبة التغذية التي تشكل نحو 70% من تكاليف المزرعة. كذلك، تفسح للمزارع مجالاً في تحديد الخلطات التي يستعملها، عبر إعطائه الغذاء المناسب، وتأمين عملية حسابية للسعر مع نوعبة الطعام وكمية البروتيين الذي يحتويه، وهي مشكلة كبيرة عادةً ما يعاني منها معظم المزارعين. يضيف نكد: “نعمل على فحص أفضل السبل لتقنين خلط العلف واحتساب تكلفته، بالإضافة إلى التشخيص الدقيق للحمل لدى المواشي بدقة من خلال استخدام المعدات الحديثة اللازمة. ويكتسب المزارعون إرشادات الاستخدام الصحيح للماكينة من قبل الأفراد الذين سيتم تدريبهم من قبل التعاونيات”.
ومن خلال المشروع، وفق نكد، يكتسب المزارعون سهولة الوصول إلى الخدمات والأدوات من أجل تعزيز القدرة على الربح المادي والحد من الفقر. ويكون ذلك، “عن طريق بناء قدراتهم التقنية المرتبطة بتقييم الاحتياجات الغذائية للأبقار على أساس الحالة الفيزيولوجية، وصياغة أفضل تركيبة علف حيواني تتكيف مع القطيع، وذلك بأدنى سعر ممكن”.
تطبيق “مزرعتي” الذي يعمل على تقديم المعرفة الأساسية للمزارعين بغية مساعدتهم في توفير المال، زيادة الربح وتعزيز سبل المعيشة، حمّله نحو 32 مزاعاً في الشمال من أصل 500 مزارع يعملون في تربية الأبقار، وذلك فور توفره لأجهزة اندرويد على google play، على أن يصبح متوفراً لمستخدمي هواتف IOS قريباً، ويمكن تحميله من المزارعين كافة في لبنان، “إذ نطمح إلى تعميم التجربة في مختلف الأراضي اللبنانية”.