“المونيتور”: روسيا باعت إيران.. و”حزب الله” يردّ على طلب الإنسحاب
نشر موقع “المونيتور” مقالاً للكاتب المتخصّص في الشؤون الروسية والشرق أوسطية مكسيم سوشكوف، تطرّق فيه الى تعديل روسيا لقواعد اللعبة بالنسبة الى كلّ من إسرائيل وإيران.
ولفت الكاتب إلى أنّ مسؤولين من روسيا وإسرائيل التقوا مؤخرًا في موسكو لمناقشة المخاوف الإسرائيلية من توسّع إيران ووجودها المستقبلي في سوريا، إضافةً الى إجتماع وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بنظيره الروسي سيرغي شويغو، والتركيز الأوّلي كان على الوضع في سوريا، وهذا ما بدا جليًا من كلام ليبرمان عن “القوات الإيرانية ووكلائها في سوريا”.
وأضاف الكاتب أنّه منذ اجتماع الرئيسين فلاديمير بوتين وبشار الأسد في 17 أيار الماضي، وذكر بوتين “الإنسحاب السريع للقوات الأجنبية من سوريا”، بدأ مسؤولون روس بتكرار الطلب في مناسبات عدّة، مع الإشارة الى إيران بشكل مباشر.
كذلك فإنّ التواصل المباشر بين الروس والإسرائيليين خلال الأسابيع الماضية أنتجت شائعات حول إتفاق روسي – إسرائيلي سرّي، من أجل دفع القوات الموالية لإيران بالإنسحاب من جنوب سوريا.
ويأتي لقاء شويغو – ليبرمان في موازاة محادثات بين روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل والأردن حول مستقبل منطقة جنوب سوريا. وكلّ مراقب للساحة يشعر بانطباع أنّ روسيا باعت إيران الى إسرائيل والولايات المتحدة. ورأى الكاتب أنّه يجب قراءة ما بين السطور في بيانات وخطابات موسكو .
من جانبه، قال السفير الإيراني لدى الأردن مجبتى فردوسي بور إنّ بلاده لم تشارك في أي عمليات عسكرية جنوب سوريا.
من جهتها، قالت مصادر “حزب الله” لـ”الكومرسنت” الروسية “إذا قبلت الحكومة السورية طلبًا روسيًا محتملاً لاستبعاد الحزب والمجموعات الأخرى من هجوم درعا فإن الحزب سيوافق على ذلك”. وفي هذه الحالة، فالحل البديل لهذا الجدل والذي يمكن أن يرضى به كلّ من “حزب الله” وإسرائيل هو نشر الشرطة العسكرية الروسية في جنوب سوريا، ويمكن أن يكون هذا الحلّ موقتًا.
وهذا السيناريو للتهدئة وفيه تنتشر القوات الروسية حتّى تسلّم الجماعات المعارضة سلاحها، وفي الوقت عينه يحاصر الجيش السوري المنطقة. أمّا السيناريو الثاني فهو انتشار القوات الروسية بعد سيطرة الجيش السوري على المنطقة بالقوة، لكنّ موسكو لن ترضى بهذا الحلّ الذي قد يعرقل جهود الوساطة الروسية.
وذكر الكاتب أنّ اتصالاً جرى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 30 أيار، حول إمكانيّة بقاء القوات الإيرانية وحلفائها على بعد 70 كلم من الحدود السورية مع إسرائيل.
وبحسب الكاتب، تدرك موسكو أنّ “حزب الله” سيجد دائمًا سببًا للبقاء في سوريا، لا سيما من خلال رؤية قيادته أنّها تحتاج ذلك الوجود من أجل ضمان الأمن في لبنان. كما أنّ موسكو تجد حدودًا سياسيّة وجغرافية لدورها في الوساطة. وعن هذا الأمر، قال ديبلوماسي روسي رفيع المستوى لـ”المونيتور”: “توقعاتنا عاديّة، فإذا أصرّت إسرائيل وإيران على التصادم، ما يمكننا فعله سيكون قليلاً لوقفهما، ولكننا نحاول وهما يوافقان على بعض ما نطرحه”.
(المونيتور – لبنان 24)