هل يُنذر الهجوم الإسرائيلي على إيران بحرب إقليمية؟
صدى وادي التيم : اخبار العام العربي /
في تصعيد غير مسبوق بين إسرائيل- وإيران، شنت إسرائيل فجر اليوم، هجومًا جويًا واسعًا على منشآت نووية وعسكرية إيرانية، بما في ذلك منشأة ” نطنز” لتخصيب اليورانيوم ومقرات الحرس الثوري الإيراني. الهجوم، الذي أطلق عليه الجيش الإسرائيلي اسم “الأسد الصاعد”، أسفر عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين، من بينهم قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي.
تأتي هذه الضربة بعد أسابيع من التصعيد المتبادل بين البلدين، حيث اتهمت إسرائيل إيران بتسريع برنامجها النووي، بينما اتهمت إيران إسرائيل بتنفيذ عمليات اغتيال ضد قادتها العسكريين. كما أن هذا الهجوم وقع قبيل مفاوضات كان من المقرر أن تُعقد في عمان بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، مما أثار تساؤلات حول تأثيره على جهود الدبلوماسية الدولية.
في مقابل هذا الهجوم غير المسبوق توعدت القيادة الإيرانية بـ”انتقام قاسٍ” رداً على الهجوم، وأغلقت إيران والعراق مجالهما الجوي تحسبًا لردود إسرائيلية محتملة. من جهتها، أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ الخاصة، وأغلقت مجالها الجوي في المناطق الشمالية والجنوبية، تحسبًا لردود إيرانية عبر الصواريخ والطائرات المسيرة، في حين أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ من التصعيد، ودعت إلى ضبط النفس من جميع الأطراف. فيما أكدت الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، أنها لم تشارك في الهجوم، لكنها أبلغت مسبقًا بالعملية، وأعربت عن دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
هناك تداعيات محتملة على المنطقة من بينها: ويُتوقع أن يؤدي إلى ردود فعل عسكرية من إيران وحلفائها في المنطقة وخصوصا اليمن.
وهذا التصعيد سيؤدي بالطبع إلى ارتفاع أسعار النفط بنسبة كبيرة، وسط مخاوف من تعطل الإمدادات عبر مضيق هرمز، الذي يُعد شريانًا حيويًا لتصدير النفط.
نختم لنقول: أن الهجوم الإسرائيلي على إيران ليلة أمس يُمثل نقطة تحول خطيرة في الصراع الإقليمي، ويُهدد باندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط. بينما تُصر إسرائيل على أن الهجوم كان ضروريًا لوقف تهديد نووي إيراني، تُهدد إيران بردود فعل قد تُغير موازين القوى في المنطقة. وهذا يتطلب من المجتمع الدولي بالتحرك سريعًا للضغط على الأطراف كافة لوقف التصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات، هذا اذا كان من الممكن أن تعود إيران كما واشنطن اليها؟
راي سياسي