السراي الشهابية قريباً …بقلم الامير إسماعيل شهاب

صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم /
*نبذة تاريخية عن القلعة الشهابية في حاصبيا*
تقع القلعة الشهابية، المعروفة أيضًا بالسرايا الشهابية، في قلب بلدة حاصبيا، عاصمة وادي التيم في جنوب لبنان. تُعدّ هذه القلعة من أبرز المعالم التاريخية في المنطقة، حيث يعود تاريخها إلى العصور الوسطى، وقد شهدت العديد من الأحداث والتحولات عبر القرون.
تاريخ القلعة
تُشير المصادر التاريخية إلى أن القلعة كانت في الأصل حصنًا صليبيًا، استولى عليه الأمير الشهابي منقذ بن عمرو عام 1173م بعد معركة حاسمة ضد الصليبيين بقيادة الكونت أورا دي بوربون. منذ ذلك الحين، أصبحت القلعة مقرًا للأمراء الشهابيين ومركزًا لحكمهم في وادي التيم.
على مر العصور، تعرضت القلعة للعديد من الهجمات والحرائق، منها في عام 1284م عندما دخلت جيوش المغول إلى المنطقة، وفي أعوام 1612م و1617م و1633م و1660م، حيث شهدت صراعات مع السلطات العثمانية وأمراء محليين، مما أدى إلى تدمير أجزاء منها وإعادة ترميمها من قبل الشهابيين.
معالم القلعة
تتميز القلعة بتصميمها المعماري الفريد، حيث تتألف من أربعة أقسام، ثلاثة فوق الأرض وواحد تحتها. يبلغ ارتفاع جدرانها الخارجية بين 15 و20 مترًا، ومحيطها نحو 220 مترًا. عند مدخل القلعة، يُلاحظ نحت لأسدين متقابلين مربوطين بسلاسل، وأمامهما أرنبان طليقان، في إشارة إلى العدالة الاجتماعية، حيث يُكبل القوي ويُطلق سراح الضعيف.
يُعتبر العقد الصليبي الذي يعلو المدخل من أعلى العقود في الشرق الأوسط، بارتفاع يبلغ 32 مترًا. تضم القلعة أيضًا غرفًا سكنية وأقبية استخدمت لتخزين المؤن والذخيرة، بالإضافة إلى ديوان الأمير سعد الدين الشهابي، الذي يتميز بزخارفه العربية الإسلامية وبركة ماء تتوسطه.
الأمراء الشهابيون في وادي التيم وحاصبيا
ينتمي الأمراء الشهابيون إلى أسرة عربية تعود أصولها إلى قريش، وقد استقروا في وادي التيم في القرن الثاني عشر الميلادي. برزوا كقادة محليين وحكام لإمارة حاصبيا، ولعبوا دورًا مهمًا في مقاومة الصليبيين وتثبيت الحكم المحلي في المنطقة. امتدت إمارتهم حتى منتصف القرن التاسع عشر، وتركوا إرثًا ثقافيًا ومعماريًا غنيًا، تجسده القلعة الشهابية ومعالم أخرى في حاصبيا.
تُعد القلعة الشهابية شاهدًا حيًا على تاريخ المنطقة، وتُجسد روح المقاومة والصمود التي تمتع بها الأمراء الشهابيون في مواجهة التحديات عبر العصور.




