راشيا الوادي قلعة المعارك

صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم /

لم يسترح جبل الشيخ يوماً ولم تسمح له الجغرافيا بالحياد، ولا يبدو أن القرى والبلدات المتّكئة على سفوحه ستكون عشية الانتخابات البلدية والاختيارية بمنأى عن الانقسامات والتطورات السياسية التي تعصف بالساحة الدرزية، ولو أراد الجميع خوض هذا الاستحقاق ظاهرياً بقفازات التنمية والإصلاح. إلا أن وراء الأكمة والتحضيرات والنوايا وبعض اللوائح، ما يشير إلى اصطفافات سياسية، وبين «حملات التجميل» واللعب من وراء الكواليس، من ينتظر نتائج الأحد المقبل وجراحه حتى يتفرّغ للمعركة الفصل في السنة المقبلة.

وكان طبيعياً أن يستكمل «الحراك» نشاطه في راشيا الوادي بعدما حقّق أرقاماً جيدة في القضاء عشية الانتخابات النيابية، وساهم هذا الحضور بتأمين فوز النائب ياسين ياسين. ورغم حالات التذمر والتململ التي أصابت تيار «التغيير» بفعل أداء نوابه وخروجهم عن مسار «الثورة» والذوبان داخل النظام، إلا أن ماكينتهم ورموزهم في راشيا البلدة قرّروا خوض الاستحقاق البلدي بلائحة شبابية انسحب منها في اللحظات الأخيرة عضوان مسيحيان، وكان بارزاً أن لائحة «راشيا تستحق» قد استقطبت نخباً شبابية وقدّمت أعضاءها ومشروعها بصورة عصرية.
وإذ يصر أنصار اللائحة على أن معركتهم إنمائية بحتٌ وليس لها عنوان سياسي، فإنهم لا يتردّدون في تحميل الحزب التقدمي الاشتراكي مسؤولية فشل البلديات المتعاقبة، ويغمزون من تراجع شعبية «الحزب الحاكم» داخل البيئة.

في المقابل، يخوض الحزب الاشتراكي وبالتحالف مع التيار الوطني الحر ومباركة النائب السابق إيلي الفرزلي هذا الاستحقاق بلائحة مكتملة من 15 عضواً وبرئاسة الرئيس الحالي لبلدية راشيا رشراش ناجي، وكان للائحة «معاً لراشيا أحلى» لقاء حواري أمس مع فعاليات البلدة وبحضور النائب وائل أبو فاعور، وقد أكّدت مصادر أن نشاط أبو فاعور البلدي في ذروته ويولي بلدة القضاء اهتماماً خاصاً، وهو أوعز لمناصريه بضرورة الالتزام الكامل باللائحة والامتناع عن التشطيب. ولا يخفي مناصرو الحزب الاشتراكي قلقهم وتوجّسهم من اللائحة المنافسة، كما يعتبرون أن المعركة الأحد المقبل «بروفا» وامتحان لشعبية تيمور ووليد جنبلاط، خصوصاً بعد الحملات التي طاولت مواقفهما من الأحداث السورية ومحاولة استثمارها وتقريشها في صناديق الاقتراع.

وقد نجحت وكالة داخلية الحزب الاشتراكي من ترتيب تحالف في بلدة عيحا مع النائب السابق فيصل الداوود، كما شكّلت لائحة مع الحزب السوري القومي الاجتماعي في عين عطا ليواجه الحزبين لائحة «الحراك»، وتشير أوساط الاشتراكي إلى أن المعركة في عين عطا وراشيا البلدة وبكيفا تدار من المطبخ «التغييري» نفسه، و«ملاك ثورة المخمل» حاضر وفاعل.

وتشهد بقية قرى القضاء منافسات أهلية وعائلية، يحاول فيها الحزب الاشتراكي وحيث يمون مراعاة التوازنات العائلية، وعدم التصادم المباشر مع اندفاعة الشباب المتعلم والمتحمّس لخوض غمار هذه التجربة، والابتعاد بالقدر المستطاع عن أي اصطفافات حادّة، إلا أن الرياح لا تجري دائماً كما يشتهي «القبطان».

وباستثناء بلدات ينطا، كفرمشكي، مدوخا، بكا، عين عرب والحوش، فإن كل قرى القضاء على موعد مع انتخابات نارية، لا نعلم ولا يمكننا التنبؤ بنتائجها، إلا أن أصداءها وتداعياتها سترخي بظلالها حتماً على خيارات الناس السياسية مستقبلاً، أما كيف سيكون أداء السلطات المحلية المنتخبة في ظل غياب الموازنات والوضع الاقتصادي المتردّي فلا يبدو أن الإجابات حاضرة ولا الخطط والبرامج تلحظها، ويكاد الرهان والأمل يكونان محصوريْن بدعم الجمعيات غير الحكومية، وهذا ما يحتاج إلى تقييم ومساءلة وتدقيق، وإلى دولة لا تسمح للسفارات بغزو مجتمعها.

الأخبار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!