علاج واعد لمرضى سرطان الغدة الدرقية المتقدّم
صدى وادي التيم – طب وصحة /
في خطوة طبية واعدة، كشفت المرحلة الأولى من تجربة سريرية أجراها مركز «إم دي أندرسون» لعلاج السرطان التابع لـ«جامعة تكساس الأميركية» عن نتائج مشجعة لعلاج مناعي جديد موجّه إلى مرضى سرطان الغدة الدرقية في مراحله المتقدمة، وهو ما يُعد بصيص أمل لمرضى يعانون من أنواع سرطانية عنيفة ومقاوِمة للعلاج التقليدي.
العلاج الجديد، الذي يحمل اسم AIC100، يعتمد على تقنية الخلايا التائية المعدلة وراثياً (CAR T cells)، وهي خلايا مناعية يُجرى تعديلها جينياً لتمتلك القدرة على تعقّب الخلايا السرطانية وقتلها بدقة أكبر. وقد أُعلن عن نتائج الدراسة في الاجتماع السنوي لـ«جمعية أبحاث السرطان الأميركية» في نيسان (أبريل) الماضي، ونشرها موقع «يوريك ألرت» المتخصص في الأبحاث العلمية.
ووفقاً للباحثين، أظهر AIC100 استجابات إيجابية لدى مرضى مصابين بنوعين من أكثر أنواع سرطان الغدة الدرقية شراسة، هما: السرطان الدرقوي الأنبوبي (Anaplastic Thyroid Cancer) وسرطان الغدة الدرقية غير المتمايز (Poorly Differentiated Thyroid Cancer)، وكلاهما معروف بمحدودية الخيارات العلاجية المتاحة وارتفاع معدلات الوفيات المرتبطة بهما.
شملت الدراسة 24 مريضاً بالغاً مصابين بسرطان الغدة الدرقية المتقدم، جرى تقسيمهم إلى مجموعات بحسب الجرعات التي تلقوها. وقبل بدء العلاج، خضع المرضى لمعالجة تُضعف جهاز المناعة مؤقتاً لتهيئة الجسم لتلقّي الخلايا التائية المعدلة. وقد تلقى 15 مريضاً العلاج التجريبي عبر ثلاث مستويات مختلفة من الجرعات الوريدية، في محاولة لتحديد الجرعة الأكثر فعالية وأماناً.
وأظهرت النتائج أن الجرعة الأولى، التي كانت منخفضة جداً، لم تحقق أي استجابة تُذكر. في المقابل، حققت الجرعتان الثانية والثالثة نتائج إيجابية لافتة، ما دفع الباحثين إلى تجربة جرعة رابعة أعلى، إلا أنهم تراجعوا عنها بعد أن أُصيب مريضان بالتهاب رئوي، ليتم اعتماد الجرعة الثالثة لاحقاً باعتبارها الخيار الأكثر أماناً وفعالية.
وأبرز ما ميّز هذه التجربة هو غياب الآثار الجانبية الخطيرة أو السميّة في المراحل الأولى منها، ما يعزّز من فرص انتقال العلاج إلى مراحل أكثر تقدماً من التجارب السريرية لاحقاً، وربما نحو اعتماده مستقبلاً كخيار علاجي رسمي.
الأخبار