التوتّر يتصاعد في غزّة.. هل تُشعل غارات “اسرائيل” المنطقة؟

شن سلاح الجو الاسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية الثلاثاء على مواقع لحركتي حماس والجهاد الاسلامي في قطاع غزة ردا على قذائف اطلقت تجاه البلدات الاسرائيلية المحاذية للقطاع، ما يزيد من حدة التوتر بعد اسابيع من المواجهات الدامية.

تزامنا مع ذلك انطلقت صباح الثلاثاء اول رحلة بحرية فلسطينية من ميناء الصيادين في مدينة غزة باتجاه أحد موانئ قبرص سعيا إلى “كسر الحصار” الاسرائيلي المحكم المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات.

واستهدف القصف الجوي اربعة مواقع لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد وموقعين على الاقل لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس في انحاء مختلفة في القطاع.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في قطاع غزة اياد البزم لوكالة فرانس برس “نفذت قوات الاحتلال عدة غارات جوية على مواقع للمقاومة في عدوان جديد على القطاع”.

وأكد مصدر أمني ان سلاح الجو “نفذ نحو عشر غارات بالصواريخ على مواقع للمقاومة ما ألحق أضرارا كبيرة” دون ان تسجل إصابات بشرية.

وقال فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس ان “ما قامت به المقاومة صباح اليوم يأتي في إطار الحق الطبيعي في الدفاع عن شعبنا والرد على جرائم القتل الإسرائيلية وعمليات استهداف واغتيال المقاومين المقصودة في رفح وشمال القطاع”.

واضاف ان “الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن اي تصعيد قادم”.

واطلق مسلحون فلسطينيون نحو ثلاثين قذيفة هاون وعددا من الصواريخ تجاه البلدات الاسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، اعترض نظام القبة الحديدة غالبيتها وفق الجيش الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، قالت ألوية الناصر صلاح الدين إن الزمن الذي تخطط فيه قيادة العدو متى وأين وكيف تبدأ المعركة انتهى، مشددة على أنها لن تسمح للعدو بالتفرد بأي فصيل”.

واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء ان إسرائيل “سترد بقوة كبيرة” على القذائف التي تطلق من قطاع غزة على جنوب اسرائيل.

وقال نتانياهو “ننظر ببالغ الخطورة إلى الهجمات التي شنتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي عليها من قطاع غزة”. وأضاف ان الجيش “سيرد عليها بقوة كبيرة. كل من يحاول الاعتداء علينا سيدفع ثمنا باهظا”.

ويشهد قطاع غزة تصاعدا للتوتر مجددا منذ 30 اذار مع بدء “مسيرات العودة” التي ادت الى مواجهات دامية على طول الحدود بين قطاع غزة واسرائيل. وقتل 121 فلسطينيا على الاقل بنيران الجيش الاسرائيلي منذ ذلك التاريخ.

 “رسالة للعالم” 

أبحر أول قارب فلسطيني صباح الثلاثاء على متنه واحد وعشرون فلسطينيا غالبيتهم من المرضى والمصابين بنيران الجيش الاسرائيلي خلال الاحتجاجات قرب الحدود.

واعلنت الهيئة الوطنية العليا لـ”مسيرات العودة وكسر الحصار” في بيان ان “سفينة الحرية تجاوزت احد عشر ميلا حوالى الساعة 2:30 بالتوقيت المحلي”.

والقارب صغير ومخصص في الاساس للصيد، ورفعت عليه عشرات الاعلام الفلسطينية وكتب عليه “سفينة الحرية وكسر الحصار”.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية ان الجيش الإسرائيلي سيطر على سفن كسر الحصار واحتجز المشاركين واقتادهم لميناء اسدود.

وهذه اول مرة ينظم فيها الفلسطينيون رحلة بحرية من قطاع غزة الفقير والذي تحاصره اسرائيل من اكثر من عشر سنوات.

وفي الصباح اقيم حفل وداعي في الميناء الصغير شارك فيه مئات الفلسطينيين قبيل مغادرة القارب.

وأكد خالد البطش رئيس الهيئة الوطنية العليا أن “هذه الرحلة البحرية رمزية ورسالة للعالم أنه آن الأوان لانهاء الحصار”.

واضاف البطش وهو قيادي بارز في حركة الجهاد الاسلامي في مؤتمر صحافي عقد قبيل اطلاق الرحلة “نحذر العدو الصهيوني اننا لن نسمح لك مهما بلغ الثمن ان تواصل الاعتداء على ابناء الشعب الفلسطيني دون رد”.

واعتبر ان “هذه المسيرة البحرية رسالة للعالم واختبار لكل رعاة حقوق الانسان والمنظومات الدولية الذين يتحدثون عن القيم هل ستسمحون لنا بالسفر والحياة الكريمة ندرك ان الاجابة لا”.

ويقول ياسر ابو رمضان (17عاما) وهو من سكان مدينة غزة “انا اصبت برصاصة اسرائيلية في ساقي قبل اسبوعين عند موقع ملكة شرق غزة واشارك في الرحلة” ويتابع “رسالتي للعالم كله أنني اريد السفر للعلاج”.

ويؤكد المصاب محمد (50 عاما) وهو ايضا من مدينة غزة قبيل ابحار القارب “تم بتر قدمي، احتاج لتركيب طرف صناعي وهذا متوفر في الخارج، وهذا ابسط حق من حقوقنا للعلاج”.

ويخضع قطاع غزة لحصار اسرائيلي بري وبحري وجوي مشدد منذ اكثر من عشر سنوات.

(أ ف ب-الميادين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى