ما بين النكتة والواقع…
“ستتولى ابنة الرئيس السيدة ميراي عون الهاشم وزارة الاقتصاد والتجارة، والانسة مارغريت افيولا (من الجنسية الفليبينية والتي تعمل في منزل العماد عون منذ الـ2005) وزارة العمل والتخطيط لأنو لم يبقى احد من العائلة free” هي بطبيعة الحال نوعاً من النكت التي يسنجها اللبناني للتخفيف على نفسه الكارثة والمأساة التي يعيشها يومياً ويتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات التواصل، ولكن هذه النكتة وإن لم تكن تعبر عن الواقع لكنها تطال بشكل أو بآخر أداء الطبقة السياسية، خصوصاً بعد فتح باب التوزير على مصراعيه والبدء جدياً في البحث في الاسماء والحقائب.
مما لا شكّ فيه أن السيّدة هاشم، هي من النساء الرائدات في المجتمع اللبناني، ولا يخفي أي مقرب منها، أنها صاحبة حنكة كبيرة، ورأس مدبر، وهذا ما جعلها اليد اليمنى لوالدها منذ أن كان في المنفى الباريسي وصولاً الى القصر الجمهوري في بعبدا. الاّ أن المشكلة ليست في السيدة الهاشم أبداً إنما بفكرة حكم العائلة وامساكها بجميع مفاصل الدولة.
فالتيار الوطني الحرّ، والذي كان على رأسه الرئيس العماد ميشال عون، كان من أول الأحزاب الرافضين للتوريث السياسي، واذا به يبتعد عنها في كثير من المحطات، خصوصاً في المرحلة الأخيرة حيث يبدو باسيل متمسكاً بفكرة توزيره ولن يتخلى عنها.
فكرة فصل النيابة عن الوزارة، والتي نادى بها أولاً رئيس الجمهورية، كانت محل تقدير من جميع الكتل النيابية، والتي ستعمل على تطبيقها، وهذا ما يجب أن يقوم به التيار الوطني الحرّ الذي يسعى حتماً الى دعم العهد في كل ما يقوم به.
فهل من الممكن أن يتنازل باسيل هذه المرة لمصلحة الهاشم؟ وهل من الممكن أن يتخلى عن موقعه في وزارة الخارجية، ودوره المحوري في السياسة ويبقى بعيداً عن الحكومة مهتماً بأمور التشريع؟ هذه الاسئلة وسواها ستبقى رهن الأيام المقبلة ويا خبر بفلوس لحظة اعلان التشكيلة الحكومية سيصبح ببلاش.