صدمة للطلاب اللبنانيين: قرار ترامب بتعليق منح “USAID” يهدد مستقبلهم الأكاديمي
“لا أعرف كيف سأكمل تعليمي”
لينا (اسم مستعار)، طالبة في اختصاص التربية، لم تتمكن من استيعاب الخبر عندما قرأت الرسالة التي أعلنت تعليق المنحة. شعرت بانهيار كامل وارتباك شديد، وكأن جميع آمالها تبعثرت في لحظة واحدة. لم تكن هذه مجرد مساعدة مالية بالنسبة لها، بل كانت الأساس الذي بنت عليه مستقبلها، وكان القرار بمثابة انهيار لكل ما خططت له.
“هذه المنحة كانت كل شيء بالنسبة لي، وفرت لي كل ما أحتاجه، من التعليم إلى اللابتوب إلى المصروف الشهري. لا أعرف كيف يمكنني الاستمرار من دونها، ولا أملك أي خطة بديلة”.
عائلتها ليست قادرة على دفع الرسوم الجامعية، والجامعة اللبنانية هي الخيار الوحيد المتاح أمامها، لكنها لا تملك أي ضمانات لاستكمال دراستها هناك. تضيف بحزن: “بعض زملائي كانوا يعيلون أسرهم بهذه المساعدة، وأنا شخصيًا كنت أساعد عائلتي بما كنت أحصل عليه… والآن كل شيء أصبح مجهولًا”.
ما يزيد من قلقها هو الغموض الذي يحيط بمصير المنحة، حيث لم تتمكن الجامعة من إعطاء إجابات واضحة سوى الانتظار لمدة 90 يومًا. في هذه الأثناء، تحاول لينا أن تبقى متماسكة، لكنها تعترف بأن القلق يؤثر على تركيزها في الدراسة، إذ باتت تتساءل كل يوم: “ما الفائدة من الدراسة إذا كنت سأُجبر على التوقف قريبًا؟”. ورغم كل ذلك، تحاول التمسك بأمل ضئيل بأن تجد مخرجًا من هذه الأزمة.
“كل شيء بنيته لمستقبلي قد ينهار فجأة”
سالي (اسم مستعار)، طالبة في اختصاص تسويق الأعمال، قالت إنها اجتازت مرحلة الثانوية العامة على أمل الحصول على منحة “USAID”، لأن عائلتها غير قادرة على تحمل تكاليف الدراسة في جامعة مرموقة. وأوضحت أن هذه الفرصة منحتها أملًا كبيرًا في تحقيق طموحاتها، لكن القرار الأخير شكل ضربة قاسية لها ولزملائها.
وأضافت: “لم يكن مجرد خبر. كان كالصاعقة بالنسبة لي. كنت أبني مستقبلي، أرسم مسيرتي المهنية، أضع خططًا للمستقبل، وفجأة أشعر أن كل هذا قد ينهار. كيف يمكن أن يكون هناك قرار بهذه القسوة، دون أي تحذير؟”
وأكدت أنها لا تزال متمسكة بالأمل رغم الضبابية التي تحيط بمستقبلها، مشيرة إلى أنها وزملاءها لا يملكون سوى الانتظار حتى تنتهي مهلة الـ 90 يومًا، على أمل أن يتم التراجع عن القرار أو إيجاد حلول بديلة.
وتُعدّ الولايات المتحدة الأمريكية أكبر ممول عالمي للمساعدات الإنسانية، حيث بلغت الميزانية المخصصة لهذا القطاع في عام 2024 نحو 13 مليار دولار. وتدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مليارات الدولارات من المساعدات الإنسانية والتنموية والأمنية في أكثر من 100 دولة.
وبحسب آخر تقرير صادر عن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تم تخصيص حوالي 123 مليون دولار عام 2023 لدعم الأنشطة الإنسانية والتنموية في لبنان، لكن مع قرارات ترامب الجديدة، بات مصير هذا التمويل مجهولا، تمامًا كما هو حال آلاف الطلاب الذين أصبح مستقبلهم الأكاديمي معلقًا دون أي ضمانات لاستكمال تعليمهم.
يورو نيوز