لماذا لا تنشر الحكومة نص وثيقة الضمانات الأميركية الجانبية؟

صدى وادي التيم – لبنانيات /
كتب معروف الداعوق في اللواء :
تثير وثيقة الضمانات الاميركية الجانبية، التي تلازمت مع اتفاق وقف اطلاق النار لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان، الكثير من الأسئلة والاستفسارات، بخصوص ما تضمنته من حرية الحركة للقوات الإسرائيلية في لبنان، لرصد  تحركات حزب الله ونقل الاسلحة الايرانية وغيرها، ما يتعارض مع نص الاتفاق من جهة، ويبيح التدخل واستباحة السيادة اللبنانية، وتهديد الامن والاستقرار في كل لبنان باي وقت من الاوقات.
ليس هذا فحسب، هناك نقاط لم يتم الاشارة اليها في الصحافة العبرية، التي نشرت بعض النقاط في الوثيقة، وليس كلها، كما يتردد, تتجاوز التدخلات الإسرائيلية واستباحة الاجواء والسيادة اللبنانية، وتبادل المعلومات الاستخبارية بين الولايات المتحدةالأميركية وإسرائيل إلى أكثر من ذلك, استنادا إلى مصادر ديبلوماسية, وتتناول في اطار الحديث عن إشارات تمهيدية لعلاقات أكثر مرونة بين لبنان وإسرائيل بعد استكمال وقف اطلاق النار، وهي اقرب إلى بداية اقامة علاقات مرحلية بين دولتين، وكل مرحلة تؤسس للمرحلة
 المقبلة، بكل ما تعني الكلمة من معنى، ما يفتح الباب امام الدخول في متاهات، تزيد من حدة الانقسام السياسي الداخلي،  وتاجيج الخلاف الحاصل.
وتشير المصادر إلى ان التزام الصمت الرسمي الاميركي واللبناني، حول  النص الكامل للوثيقة، يزيد من الشكوك حول مضمونها، ويعزز المخاوف بأنها تؤسس لأبعد ما تضمنه اتفاق وقف اطلاق النار، الى اقامة علاقات  بين لبنان وإسرائيل بالمرحلة المقبلة، بعد ان تكون الأمور  قد هدأت نسبيا, واصبحت الحركة مؤاتية  لطرح إقامة علاقات عادية بين الدولتين، باقل  نسبة من الضجيج والصخب السياسي والشعبي على حد سواء.
ومن وجهة نظر المصادر الديبلوماسية، انه لا بد وأن تنشر الحكومة اللبنانية ماورد في مضمون وثيقة الضمانات الاميركية، بالنص الحرفي، لوضع حد لكل التساؤلات، واللغط والمعلومات  التي تتردد في وسائل الإعلام وبين اللبنانيين حاليا، ولاطلاع الرأي العام على كل ما تضمنته من معلومات وخطط ونوايا مستقبلية,والا ستبقى المعلومات الرائجة حاليا، والتي تصف هذه الوثيقة بانها تضع الحجر الاساس لمرحلة أكثر هدوءا واستقرارا في العلاقات بين لبنان والدولة العبرية،هي التي تطغى على ما عداها من تكتم، لا تُلام الحكومة على مسؤوليتها عنه, بل كل المعنيين بوقف اطلاق النار في لبنان ايضا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!