مُغتربون يُخطّطون للعودة… يلا كلنا نرجع!

صدى وادي التيم – لبنانيات /

من يُراقب صفحات مواقع التّواصل الاجتماعي في الأيّام الماضية, وخصوصاً بعد انتخاب جوزاف عون رئيساً للجهوريّة, يُفاجئ بحجم تفاعل المُغتربين بشكلٍ خاصّ مع التطوّرات الأخيرة في لبنان بإيجابيّة لم نشهد مثيلاً لها خلال السنوات الخمس الماضيّة. آلاف التّعليقات الوطنيّة, تأكيداتٌ بالعودة قريباً, ومنشوراتٌ تذكّر بأجمل ما في وطنهم.
إنّه الضّوء الأخضر السياسيّ والأمنيّ الذي كان ينتظره كثرٌ من اللبنانيّين حول العالم للحُلم بالعودة الى وطنهم الأمّ, حلمٌ قد يتحوّل مع بعض التّخطيط الى حقيقة قد تقلبُ كلّ مقاييس الوطنّ بإيجابيّة أيضاً. ومن بشائر هذه العودة رغم أنّه لم يتغيّر على أرض الواقع الكثير حتى الآن, قصصٌ لمواطنين تؤكّد أنّ المُغترب اللبناني لا يترك وطنه الى الأبد, وإنّما لأسبابٍ قاهرة, متى زالت, انتفت معها أيضاً دوافع البقاء خارج الوطن.

سجّل المواطن طوني س. الذي يعيش في الإمارات مع عائلته ولديه في مدرسة كاثوليكيّة في لبنان للسنة الدراسيّة المُقبلة, وعن هذه الخطوة, قال لموقع mtv: “خطّطتُ مع زوجتي للعودة الى لبنان على مراحل فور انتخاب رئيس للجمهورية لأنّنا, وللمرّة الأولى منذ عقود, نشعرُ بأنّ لبنان سيعود الى “عزّه” خصوصاً من الناحية الاقتصاديّة, لذا, ستعود زوجتي مع ولديّ للاستقرار في لبنان فور انتهاء العام الدراسي هنا, على أن ألحق بهم بعد تأسيس “بيزنيس” خاصّ بي قريباً في وطني”.

خطوة مماثلة قام بها المغترب رامز ح. الذي شجّع ابنه على الالتحاق بجامعة في بيروت للتخصّص بدلاً من إيطاليا كما كان يُخطّط, وأشار لموقعنا الى أنّ “جامعات لبنان لطالما كانت منارة للعلم, ولكنّ الأوضاع الأمنيّة في البلد هي التي كانت تدفع بالشباب للبحث عن جامعات في أوروبا, وأنا كأبٍ, كنتُ أخاف أن تطول الحرب في لبنان ويضيع العام الجامعي على ابني البكر, ولكن الآن أشعر باطمئنان كبير, وقد نعود جميعاً من الكويت إذا كانت الأجواء الإيجابية حقيقيّة وليست وهماً”.

ومن أبرز أوجه هذه العودة أيضاَ بدء العديد من الشباب اللبنانيّين الذين غادروا مع بدء الأزمة الاقتصادية الى البلدان الخليجية بشكلٍ خاص مقابل رواتب متواضعة, بالبحث عن ظائف في لبنان, مع عودة الحياة الى مُختلف القطاعات الاقتصاديّة, وعودة المشاريع الى عددٍ كبيرٍ من الشركات, باعتبار أنّ لا شيء يُضاهي الحياة هنا والتّواجد مع العائلة, وقد بات بإمكانهم العثور على وظائف جيّدة في بلدهم تُبعد عنهم كابوس الهجرة الأبديّة.

مؤشّرات اقتصاديّة كثيرة قد تتغيّر مع عودة المُغتربين, إلاّ أنّ المؤشّر الأهمّ الذي سنلمس ارتفاعه, هو مؤشّر السعادة الذي قد يحلّق في كلّ أرجاء الوطن!(mtv)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!