هل تتجدد الحرب نهاية كانون الثاني المقبل؟

صدى وادي التيم – أمن وقضاء /

بلغت الخروقات الاسرائيلية لاتفاق وقف النار ذروتها في الايام القليلة الماضية. فبدل ان يكون جيش العدو الاسرائيلي ينسحب من قرى وبلدات لبنانية لا يزال يحتلها، ليقوم بذلك بانسحاب كامل قبل السادس والعشرين من الشهر المقبل، اي مع مضي ٦٠ يوما على بدء سريان مفعول اتفاق وقف النار، آثر التقدم نحو مناطق لم يتمكن من دخولها خلال الحرب، فوصل الى وادي الحجير قبل ان ينسحب مجددا منه.

علامات استفهام كثيرة وكبيرة تُطرح حول خلفية التمادي الاسرائيلي بغياب اي حسيب او رقيب بعدما اثبتت لجنة المراقبة بعد اكثر من اختبار انها لا تستطيع او لا تريد ردع اسرائيل وانه يبدو ان هناك حقيقة تفاهم اسرائيلي- اميركي غير معلن على اعطاء تل أبيب حرية الحركة في لبنان والتي كان قد تحدث عنها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتياهو، من دون ان يتضح ما اذا كان تفاهما يلحظ حصرا مهلة الستين يوما ام انه سيبقى ساري المفعول بعد ذلك.

ويبدو ان نتنياهو سيعمد للاستفادة من التراخي الاميركي حتى النهاية، اذ عمد في الايام الماضية الى توسيع شكل ومضمون خروقاته. فبعدما كانت تلحظ بشكل اساسي تفجير منازل في القرى والبلدات المتاخمة للحدود ومن ثم التقدم باتجاه بلدات لم يستطع دخولها خلال الحرب، أقدم مؤخرا على قصف اهداف في البقاع اي خارج منطقة جنوبي الليطاني ما يشكل عامل استفزاز غير مسبوق سواء للدولة اللبنانية او حزب الله.

واذا كانت الدولة، حكومة وجيشا لا تجد امامها سبيلا الا رفع الصوت والاحتجاج سواء لدى لجنة المراقبة او قوات “اليونيفل” كما الوسيط الاميركي، فان خيارات حزب الله تبدو هي الاخرى محدودة.

وتقول مصادر مواكبة للتطورات ان “الحزب يراقب عن كثب الخروقات والتي تجاوزت الـ 800 منذ وقف النار، لكنه قرر أن يترك الدولة والجيش يقومان بمهامهما في منع الخروقات والتصدي لها” لافتة في حديث لـ “الديار” الى ان “الرد على هذه الخروقات من قبله خيار مطروح بقوة على الطاولة مع ترجيح الا يحصل الا بعد انتهاء مهلة الـ٦٠ يوما لانه يصبح محررا من اي التزامات في حال بقيت اسرائيل تحتل البلدات والقرى الحدودية وواصلت خروقاتها”.

وتشير المصادر الى ان “الحزب لا يحبذ على الاطلاق تجدد الحرب لذلك تراه يواصل ضبط النفس خاصة بعد المتغيرات الكبرى في سوريا التي ادت الى قطع طريق امداده والحصار المتواصل عليه بحرا وجوا، لكن ذلك لا يعني انه يستعد لهذا السيناريو خاصة وانه لا يزال يحتفظ بجزء كبير من قوته وقدراته العسكرية”.

وتلفت المصادر الى ان “نتنياهو يراهن على عاملين اساسيين، الاول المتغيرات السورية وانعكاسها على لبنان كما عودة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى البيت الابيض، وهما عاملان يعتبر انهما يصبان لمصلحته” لافتا الى ان “احتمال عدم انسحابه من جنوب لبنان مع انتهاء مهلة الستين يوما بات مطروحا بقوة خاصة انه باشر التمهيد له من خلال ما نقلت صحيفة “هآرتس” عن مصادر بالجيش الإسرائيلي، لجهة أن “الجيش الاسرائيلي سيبقى في لبنان أكثر من 60 يوما خلافا لما هو متفق عليه حتى يسيطر الجيش اللبناني بالكامل على جنوب البلاد”.

اذاً تجدد الحرب يبقى احتمالا قائما في ظل الاستفزاز الاسرائيلي المتواصل للبنان وفي ظل المتغيرات الكبيرة التي تشهدها المنطقة. فصحيح ان حسابات كثيرة تجعل حزب الله يواصل ضبط النفس وابرزها عدم تهجير ابناء بيئته من جديد في عزّ فصل الشتاء، الا ان هناك خطوطا حمراء تعمل قيادته على تحديدها راهنا، لن تسمح بتجاوزها ايا كانت الاثمان.

بولا مراد- الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!