الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية.. المناطق النائية أصبحت “أونلاين
صدى وادي التيم – تكنولوجيا /
يتيح الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية, الاتصال بالشبكة في المناطق التي يصعب الوصول إليها بواسطة الشبكات الأرضية التقليدية, مثل الكابلات أو الألياف البصرية.
وتوفر هذه التقنية, حلاً مهمًا للمناطق الريفية أو النائية, حيث تكون شبكات الإنترنت الأرضية غير موجودة أو غير عملية.
وأصبحت هذه التقنية, قيد التنفيذ الفعلي بواسطة العديد من الشركات الكبرى في مجال التكنولوجيا والفضاء.
أبرز المشاريع
هنالك العديد من المشاريع الفعلية التي تم تطويرها, وهي, حاليًا, قيد التشغيل, تعتمد على الأقمار الاصطناعية لبث الإنترنت إلى الأرض, ومن أبرزها:
مشروع ستارلينك: من أبرز المشاريع التي تعمل على توفير الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية هو مشروع ستارلينك الذي تقوده شركة إيلون ماسك (SpaceX).
ويهدف ستارلينك إلى نشر شبكة من آلاف الأقمار الاصطناعية في المدار المنخفض للأرض لتوفير الإنترنت بسرعات عالية, وزمن تأخير منخفض.
وحتى الآن, تم إطلاق مئات الأقمار الاصطناعية ضمن هذه الشبكة, ومن المتوقع أن يصل العدد إلى آلاف الأقمار.
وسيوفر الإنترنت لمناطق نائية وغير مخدومة عالميًا.
مشروع وان ويب: وهو مشروع آخر يهدف إلى تقديم الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية في المدار المنخفض.
وتشترك في هذا المشروع العديد من الشركات الكبرى, مثل: شركة هواوي, وشركة بايت دانس المالكة لتطبيق تيك توك.
ومثل مشروع ستارلينك, يهدف هذا النظام إلى توفير الإنترنت للمناطق التي لا تصل إليها الشبكات الأرضية.
مشروع تيليسات: تعمل شركة تيليسات الكندية أيضًا على تطوير شبكتها الخاصة بالأقمار الاصطناعية التي ستغطي الأرض بكاملها, مع التركيز على توفير الاتصال في المناطق النائية والشعوب التي لا تصل إليها شبكات الإنترنت الحالية.
المزايا الرئيسة
وتتسم الأقمار الاصطناعية التي تبث الإنترنت بسرعات أقل من شبكات الألياف البصرية أو شبكات الجيل الخامس 5G في بعض الأحيان, ولكن مع التقدم في التقنيات الجديدة مثل الأقمار الصغيرة التي تدور في المدار المنخفض للأرض, أصبحت السرعات في تحسن مستمر.
ويمكن لهذه الأنظمة أن توفر سرعات تصل إلى مئات الميغابت في الثانية.
ولدى هذه التقنية الكثير من المزايا الرئيسة, ومن بينها:
توفير الإنترنت للمناطق النائية: يتيح الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية الوصول إلى الإنترنت في المناطق الريفية أو تلك التي تفتقر إلى البنية التحتية التقليدية.
التغطية العالمية: ويوفر الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية تغطية شاملة لأماكن واسعة في العالم, بما في ذلك المناطق التي يصعب الوصول إليها عبر الطرق التقليدية.
الاستقلال عن الشبكات الأرضية: لا يتطلب الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية وجود شبكات أرضية متطورة مثل الألياف البصرية أو الأبراج الخلوية, مما يجعله حلاً مرنًا وفعالًا في مناطق لا تتوفر فيها هذه البنية التحتية.
التحديات والعقبات
وما زالت تقنيات بث الإنترنت من الأقمار الإصطناعية تحتاج إلى التطوير لتخطي العقبات والتحديات الحالية التي تشمل:
زمن التأخير: بسبب الإرتفاعات التي تدور فيها الأقمار الاصطناعية وتتراوح بين 500 إلى 1,500 كم, قد يكون هناك بعض التأخير في الاتصال مقارنة بالشبكات الأرضية.
التكلفة: تظل تكلفة إطلاق الأقمار الاصطناعية وتشغيلها مرتفعة, مما قد يؤثر على تكلفة الخدمة للمستخدمين في البداية.
التشويش الفضائي: بسبب العدد الكبير من الأقمار الاصطناعية التي يتم إطلاقها, قد يكون هناك مشاكل في التشويش الفضائي والازدحام في المدار المنخفض للأرض.
المستقبل
وفيما بدأ بث الإنترنت بالفعل من الأقمار الاصطناعية, ما زالت هذه التقنية آخذة في التطور بسرعة.
فمشاريع مثل ستارلينك, ووان ويب, تبشّر بمستقبل يوفر الإنترنت في الأماكن التي يصعب الوصول إليها, ما قد يساعد في تعزيز الاتصال العالمي, وتقليص الفجوة الرقمية بين المناطق المتقدمة والنائية
ومع تقدم التكنولوجيا, من المتوقع أن تتحسن السرعات وتقنيات الاتصال بشكل مستمر, وربما في المستقبل ستكون هذه وسيلة الاتصال التي سيتم اعتمادها في جميع أنحاء العالم.