من يراهن على نهاية الحرب هذا الأسبوع أقول له اخبز بالافراح ..

صدى وادي التيم – لبنانيات /
كتب د.ليون سيوفي _ باحث وكاتب سياسي
الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة، عبر مبعوثها هوكشتين أو غيره، يستند إلى اعتقادها بأنّ السياسيين اللبنانيين، بمن فيهم نبيه بري، نجيب ميقاتي، وسمير جعجع، لديهم تأثير مباشر أو غير مباشر على القرارات السياسية في لبنان، سواء كانوا في السلطة التنفيذية أو التشريعية أو يمثّلون أطرافًا فاعلة في المشهد السياسي.
ألولايات المتحدة تدرك أنّ لبنان لا يُحكم بقرارٍ مركزيّ واضح، بل عبر منظومة توازنات معقّدة بين أطرافٍ داخلية وخارجية. ولذلك، عندما تطلب واشنطن من هؤلاء السياسيين العمل على وقف الحرب، فهي تسعى إلى تحريك الأطراف السياسية المؤثّرة لممارسة ضغوط على حزب الله والمقاومة بشكلٍ عام، حتى لو كان ذلك بطريقة غير مباشرة.
تقديم صورة للمجتمع الدولي بأنّ الحكومة اللبنانية بجميع أطيافها تعمل على تهدئة الوضع، ما يساعد في الحفاظ على الدعم الدولي للبنان في حال حدوث أزمة أكبر.
بعض هذه الشخصيات السياسية تعتمد بشكلٍ كبيرٍ على الدعم الخارجي، سواء اقتصاديًا أو سياسيًا، ما يجعلها قادرة على التأثير أو على الأقل إيصال الرسائل.
من المعروف أنّ تأثير هذه الشخصيات على قرار المقاومة أو الوضع الميداني محدود جدًا، لأنّ المقاومة لديها أجندة مستقلة واستراتيجية واضحة غير خاضعة لقرارات السلطة السياسية التقليدية.
فما أراه أنّ الطلب الأميركي قد يكون محاولة دعائية أكثر منه وسيلة فعّالة لتغيير الواقع، خاصةً أنّ المقاومة تُبنى قراراتها على معطيات ميدانية وإقليمية، وليس على ضغوط سياسية داخلية.
فتاريخياً، القيادة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، تسعى دائماً لتحقيق أهداف استراتيجية وسياسية واضحة قبل التفكير في وقف أي حرب أو عملية عسكرية. 
ألأهداف التي يسعى إليها نتنياهو قد تكون على عدة مستويات بالقضاء على البنية التحتية للمقاومة في غزة وإضعافها بشكلٍ كبير، وكذلك تحجيم قدرة المقاومة في لبنان (حزب الله) على تهديد الداخل الإسرائيلي.
تعزيز موقعه السياسي في إسرائيل، خصوصاً في ظل الأزمات الداخلية التي تواجهه، سواء كانت متعلقة بفساده والاحتجاجات على سياساته. 
نتنياهو يستخدم الحرب غالباً كوسيلة لتوحيد الجبهة الداخلية الإسرائيلية وصرف الانتباه عن الأزمات.
نتنياهو لن يوقف الحرب إلا إذا حقق الأهداف التي يراها ضرورية لتبرير استمراره فيها أمام الداخل والخارج، و إن أصبح استمرارها مكلفاً بشكلٍ لا يستطيع تحملّه لكنه مستبعد الآن ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!