بيوت جاهزة وبلديات تُقدّم الاراضي: مخطط خطير يتم تسويقه
صدى وادي التيم – لبنانيات /
فتحت المنظمات غير الحكومية المدعومة من الدول الاوروبية والغربية أبوابها جزئيا أمام المساعدات المرتبطة مباشرة بالنازحين من قرى الجنوب والضاحية. ولا زالت تلك المنظمات على موقفها المتردد بالاقدام على تلك الخطوة نظرا لخطورتها وانعكاساتها، لاسيما وأن نموذج غزة لا زال حاضرا في أذهان تلك المنظمات التي دفعت فاتورة كبيرة على يد اسرائيل حين استهدفت طواقمها بحجة انتمائهم الى حركة حماس او من بيئتها الحاضنة.
أما حزب الله الذي يعمل وفق الامكانات المتاحة لتأمين الحاجيات اللازمة لبيئته النازحة في قرى جبل لبنان والشمال، فبات أكثر ترحيبا بدور تلك المنظمات بعد أن رفع بوجهها الحرم غداة انتفاضة 17 تشرين وعقب انفجار مرفأ بيروت، اذ وجد نفسه اليوم أمام ضائقة اقتصادية كبيرة قد تفرض عليه تغيير قواعد اللعبة المتصلة ببيئته وتحديدا بمستقبلها في حال طال العدوان وقررت الدول المعنية بالملف اللبناني دخول اسرائيل الى عمق الجنوب وفرض منطقة عسكرية على أنقاض القرى المدمرة والتي تطول لائحتها.
وأمام واقع التهجير القسري والضياع الداخلي في مقاربة ملف النزوح المستجد، يدور في الكواليس الدبلوماسية في الخارج سيناريو خطير بدأت معالمه تظهر تباعا على أرض الواقع وقد تبدأ خطة التنفيذ بعد أشهر قليلة في حال استمرت اسرائيل على موقفها التصعيدي، لفرض شروطها في مقابل اصرار حزب الله على الدفاع عن الجنوب حتى تحقيق النصر الذي يؤمن به الحزب ويسعى اليه.
يتحدث السيناريو عن دعم المنظمات غير الحكومية المعنية بتأمين البيوت الجاهزة لايواء النازحين على أن يتم البحث مع البلديات التي تستضيف النازحين في قرى الجبل والشمال في كيفية تأمين الاراضي التي تعود ملكيتها للبلدية بهدف وضع تلك البيوت عليها. وبدا لافتا أن المنظمات الاممية المعنية بالازمات الانسانية تُعطي لمثل هذه الجمعيات الاولوية لتكون على رأس لائحة التمويل، في حين بدأت الاتصالات مع دول متخصصة ببناء البيوت الجاهزة للاستحصال منها على لائحة الاسعار التي ستدخل في المناقصات الجاري تنظيمها مع الدول الممولة لمثل هذه المشاريع.
والهدف بحسب ما تشير مصادر مطلعة، هو ابقاء النازحين من الجنوب في القرى والمدن التي نزحوا اليها وتأمين كافة مستلزمات الاستمرار في تلك الاماكن وعلى رأسها المنزل الذي ستعيش فيه العائلة المهجرة. يقودنا هذا السيناريو الى ما يتم التخطيط له في اطار التغيير الديمغرافي المقصود في بعض البيئات في الشمال والجبل، مع العلم أيضا أن في اسرائيل ثمة من يُسوق لفكرة تشريع الاستيطان داخل القرى الجنوبية في حال نجحت تل أبيب بالدخول بعض الكيلومترات الى حدود الليطاني، وهذه الفكرة مدعومة من اليهود المتطرفين الذين يشددون على ضرورة أن تُشرع الدولة الاسرائيلية الاستيطان لأي أرض تحتلها.
ما يحصل من سيناريوهات خطيرة على الاراضي اللبنانية تغيب عنه الدولة اللبنانية بل تُساهم الحكومة عبر بعض وزرائها بارساء قواعد ديمغرافية جديدة تُبعد أهل الجنوب عن أرضهم وتساهم في انجاح مثل تلك المخططات التي باتت واضحة للعيان. فهل نحن فعلا أمام موجة توطين مُقنعة هدفها تغيير الديمغرافيا في دولة لبنان الكبير؟