كواليس الإغتيال… ما قصّة الفرنسيين و”شجرة الميلاد”؟
صدى وادي التيم – أمن وقضاء /
بعد استهداف العدو الاسرائيلي لبيئة المقاومة، أقدمت “اسرائيل” على اغتيال جديد بعد ساعات من خطاب امين عام حزب الله، الذي وجه رسائل كثيرة وكبيرة الى ما بعد بعد “اسرائيل”، ردا على الرسائل التي تصل الى حارة حريك عبر القنوات الرسمية وغير الرسمية، حول “ايقاف جبهة الاسناد”، حيث قامت “اسرئيل” باستهداف البنية العسكرية للحزب، مستهدفة بالاسلوب نفسه والذخائر ذاتها، خليفة فؤاد شكر في رئاسة اركان حزب الله ابراهيم عقيل، المعروف أيضا باسم تحسين، والذي كان سبق وتم تداوله من بين مجموعة تضم اربعة اسماء لتولي الخلافة، وهو المعروف بتاريخه الجهادي في الداخل والخارج، وبقيادته الوحدة الخاصة في حزب الله في الفترة التي سبقت ايار 2000.
وفي التفاصيل، فان الهجوم الجوي استهدف شقة كانت شهدت قبل اقل من ساعة من الاستهداف، اجتماعا بين عقيل وعدد من كبار المسؤولين في الحزب من وحدتي الرضوان والعباس، لبحث مخططات السيطرة على الجليل، وفقا لما ذكرت وسائل اعلام “اسرائيلية”، حيث ان عقيل كان سبق ونجا من محاولة سابقة لاغتيالة قبيل الانسحاب عام 2000، ثم نجا من صاروخ اطلقته احدى المروحيات باتجاهه خلال معارك 2006.
في كل الاحوال، فان الامين العام لحزب الله لم يخطىء بالامس عندما تحدث عن الاستراتيجية “الاسرائيلية” الجديدة دون ان يسميها، متطرقا الى عناصرها، والتي هي عادة تعتمد في المواجهة المفتوحة، وليس في المعارك المحدودة، وهو ما اكدته عملية الامس بالانتقال الى مرحلة جديدة من الحرب وليس المواجهات.
ففي معرض كلامه بالامس، اشار السيد نصرالله صراحة الى هدفين اساسيين يسعى “الاسرائيلي” الى تطبيقهما:
– ضرب بيئة المقاومة، وهذا ما حاول “الاسرائيلي” فعله بداية هذا الاسبوع من خلال عملية الاستهداف الجماعي للكوادر.
– ضرب بنية الحزب، وهو ما بدا واضحا، بداية مع اغتيال فؤاد شكر، وامس باغتيال ابراهيم عقيل رفيق درب شكر ومغنية، والمسؤول عن تنسيق عملية “الاربعين” والتخطيط لها، ما يعني ان المخابرات “الاسرائيلية” تمكنت من تحديد هوية خليفة شكر بسرعة وتمكنت من الوصول اليه، وهو ما دفعها الى توجيه ضربتها في توقيت لافت، وهو وقت الذروة في شارع مكتظ.
وهنا يشير احد ضباط المخابرات الخارجية الفرنسية الى ان حزب الله بات امام “اسرائيل” “كشجرة عيد الميلاد المضاءة”، بعدما كشفت العمليات الامنية الاخيرة جزءا كبيرا من هيكليته، كان “الاسرائيلي ” قد بدأ في تركيب صورتها منذ انطلاق الحرب السورية.
في كل الاحوال يبدو ان رئيس الوزراء “الاسرائيلي”، اراد ان يطل من على منبر الامم المتحدة وفي يده ورقة تدغدغ الشارع الاميركي، حيث ان عقيل هو الاسم الاول على “لائحة الارهاب الاميركية”، حيث عرضت واشنطن مبلغ سبعة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، لاتهامه بتفجير مقر السفارة الاميركية، ومقر قيادة المارينز في بيروت عام 1983، فضلا عن دوره الاساسي في العمليات في سوريا.
ميشال نصر – الديار