المصير المجهول… 48 ساعة حاسمة امامنا

صدى وادي التيم-متفرقات/

يعيش لبنان كما المنطقة بأجمعها، وحتى العالم ككل، على توقيت الردّ الإيراني والردّ الإسرائيلي المرتقب، في ظل استنفار أميركي بحراً وجواً يمكن اعتباره غير مسبوق، ومما لا شك فيه، أن لبنان سيكون الحلقة الأضعف في حال حصول أي انفجار عسكري قد يشمل الإقليم ككل.

في الرصد والتدقيق في تفاصيل اللوحة المشتعلة في المنطقة، تتكشّف معطيات حول حجم الضغوط الدولية المتنوعة على مساري الحشد العسكري والديبلوماسية الناشطة لمنع الحرب الإقليمية، وتفعيل طاولة المفاوضات للوصول إلى هدنة في غزة تمتد مفاعيلها مباشرةً إلى جنوب لبنان، ما يساهم في خفض منسوب التوتر والإحتقان.
ومن هنا، فإن الساعات التي تفصل عن موعد الخامس عشر من آب الحالي، ستكون محطةً تسبق الإنفجار أو التهدئة وامتحاناً لفاعلية المجتمع الدولي، وتحديداً اللاعبين الكبار، في وضع حدٍّ للحرب التدميرية التي لا تزال مستمرة في قطاع غزة وجنوب لبنان.

وحتى الموعد المرتقب، يبقى الردّ على حرب الإغتيالات في مرمى التكهّنات والتوقّعات، من دون أن تتبلور أي ملامح جدية حول ردّة فعل إيران أو “حزب الله”، والتي تتأرجح ما بين الإكتفاء بما حقّقته الحرب النفسية، أو بتنفيذ ردٍ “غير مستعجلٍ” ومضبوط “بحكمة وروية” من نتائج في إسرائيل وفي المنطقة، حيث تحتشد البوارج وحاملات الطائرات والقطع البحرية المواكبة.

وإذا كان ما يهمّ اللبنانيين اليوم، يقتصر على ردّ الحزب على اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر، فإن نائباً عاد حديثاً من زيارة إلى عاصمة أوروبية، لم يخفِ قلقاً متفاقماً من نمط التصعيد الإسرائيلي في غزة، مقابل التريّث المتعمّد من محور الممانعة الذي أجاد “لعبة” الحرب النفسية ونجح في تحقيق المكاسب، من دون أن يطلق صاروخاً واحداً على إسرائيل.

ومردّ هذا القلق، يعود إلى وقوف طرفي المواجهة على حافة الهاوية، ما يجعل من المتعذّر، وقبل ساعات على حلول الموعد المنتظر، رسم صورة مسبقة عن الوفود التي ستجلس على طاولة المفاوضات التي لم تحدّد ساعتها الفعلية بعد، في ظل الأجواء الرمادية التي تحيط بموقفي إسرائيل وحركة “حماس”.

وبينما تعلن إسرائيل موافقتها على العودة إلى التفاوض، فهي تواصل ارتكاب المجازر في قطاع غزة، بينما حركة “حماس”، التي تؤكد على أولوية وقف النار والدمار في القطاع، تشكِّك في جدّية نتنياهو، ولا تستبعد أن تكون المناورة الإسرائيلية الجديدة المدعومة أميركياً، مجرّد محاولة لإحباط أي ردٍ من المحور قد “يوجع” إسرائيل.

وبرأي النائب المطلع على كواليس الديبلوماسية الأوروبية، فإن لبنان يعيش ساعاتٍ انتظار ثقيلة حتى يوم الخميس، ويراهن على الديبلوماسية الغربية الناشطة والتي لا يزال الوسيط الأميركي آموس هوكستين، محوراً رئيسياً فيها، من أجل القيام بوساطة الربع الساعة الأخير، قبل انتقال المشهد من الترقّب إلى انفجار الإحتقان، فكل شيء يصبح متوقعاً إعتباراً من الساعات ال48 المقبلة، بعيداً عن كل ما يتردّد حول استنفارات ومناورات برّية أو جوية، لأن كلمة السرّ الأميركية إلى كل الأطراف في المنطقة، لا تزال تدعو حالياً إلى التهدئة والتفاوض على اتفاق ينهي حرب غزة، ولو بشروط نتنياهو حتى الساعة.

المصدر: ليبانون ديبايت- فادي عيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!