عقارب المنطقة مضبوطة على مصير المفاوضات… وسيناريوهان متوقعان

صدى وادي التيم-
بعدما كانت عقارب الساعة في المنطقة مضبوطة على توقيتي رد “حزب الله” وإيران على اغتيال القياديين فؤاد شكر واسماعيل هنية، باتت العقارب مضبوطة على موعد مفاوضات وقف إطلاق النار في غزّة، والتي في حال نجحت قد تعفي المنطقة من حرب الردود والردود المضادة.
حسب معلومات مهمّة نقلتها شبكة “سي إن إن” الأميركية عن مصادر إسرائيلية، فإن رئيس “حماس” الجديد يحيى السنوار جدّي في التوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق نار، وقد نقل الوسطاء المصريون والقطريون هذه الأجواء إلى إسرائيل، التي لم تقرّر بعد موقفها.
التوصّل المفترض إلى هدنة في غزّة سيعني التهدئة في المنطقة بشكل عام، وهذا الأمر سينسحب على ردّي إيران و”حزب الله”، وهنا، ثمّة سيناريوهان مرجّحان، إما أن يرد الطرفان على اغتيال هنية وشكر شكلاً دون أذى فعلي فلا يستدرجان إسرائيل لإطالة أمد الاشتباك الإقليمي، أو لا يردان بالمطلق حفاظاً على الاتفاق.
من غير المستبعد أن تقبل إيران باتفاق غير مُعلن يقضي بوقف إطلاق النار مقابل ثنيها عن رد قوي ضد إسرائيل لجملة من الأسباب، أولاً ستكون إيران قد رفعت الضغط عن حليفيها “حماس” و”حزب الله”، وستكون قد تجنّبت اشتباكاً مع إسرائيل غير مضمون النتائج في ظل التصعيد الإسرائيلي.
الكرة في ملعب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يتعرّض لضغوط كبيرة داخلية وخارجية، ومنها أميركية، للتوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وسيكون أمامه مهلة ثلاثة أيام حتى يوم الخميس المقبل، الموعد المنتظر لاستكمال مفاوضات الهدنة.
لكن بموازاة الضغوط المكثّفة على نتنياهو للقبول بصفقة مع “حماس”، فإن ثمّة ضغوطاً معاكسة مصدرها بعض أطراف ائتلافه الحاكم وبعض وزراء اليمين المتطرّف كوزيري الأمن القومي والمالية الإسرائيليين، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتيش، اللذين يرفضان أي اتفاق لا بل يرغبون في توسيع الحرب.
مسؤول الإعلام في حركة “حماس” في لبنان وليد كيلاني يتحدّث عن مفاوضات الهدنة، ويُشير إلى أن الحركة قدّمت مقترحاتها للوسطاء قبل 40 يوماً وأبدت تجاوباً ومرونة عالية بخصوص الملفات العالقة، ولكن حتى هذه اللحظة العدو الإسرائيلي لم يرد على المقترحات”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، يلفت كيلاني إلى أن رد العدو الإسرائيلي على مرونة الحركة وتقدّم المفاوضات كان بارتكاب المجازر تلو المجازر، فبعد أن أبدينا مرونة قبل أكثر من شهرين، اقتحم رفح، وبعد البيان الأميركي المصري القطري قصف مدرسة التابعين، كما اغتال هنية رأس الديبلوماسية والمفاوضات، فمن يُريد هدنة هل يرتكب كل هذه المجازر؟
وبرأي كيلاني، “لا إرادة سياسية لرئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للوصول إلى هدنة، لأن نتنياهو يغلّب مصلحته الشخصية على المصلحة العامة، وهذا لا يوصلنا إلى هدنة بهذه العقلية وهذه التصرفات، وبالتالي لن ننخدع بمسار المفاوضات”.
ويُضيف كيلاني: “لا علاقة للرد الإيراني بملف المفاوضات، لأن الرد الإيراني هو رد على اعتداء على العاصمة طهران وعلى أمنها وشرفها، المقايضة ليس لها علاقة، من سرّب هذا الكلام صحف ومسؤولون أميركيون، لا بل إن رد إيران وحزب الله قد يكون مدعاة لضغط أميركي من أجل منع حرب إقليمية”.
في لبنان، تستمر إسرائيل بتطبيق سياسة الاغتيالات، وقد استهدفت دراجة في الطيبة ما أدّى إلى استشهاد عنصرين في “حزب الله”، في حين استمر الأخير بقصف المواقع الإسرائيلية العسكرية على المقلب الآخر من الحدود، وذلك بعد يوم من التصعيد الذي وصل إلى صيدا شمالاً وصفد جنوباً.
“حزب الله” بدوره لم يرد بعد، وينتظر نتيجة مفاوضات وقف إطلاق النار، ومن المتوقع أن يحذو حذو إيران، وفي حال كانت النتائج إيجابية، سيقلّل من قوّة الرد أو يتراجع عنه، لكن وفي حال كانت النتائج سلبية، فإن الأبواب حينها ستكون مفتوحة على مصراعيها.
فشل المفاوضات سيعني صراحة نيّة نتنياهو التصعيد في المنطقة، لأن رفضه الصفقة سيعني رفضه ثني إيران و”حزب الله” عن الرد، وسيعني أن إيران ملزمة بالرد ومعها الحزب، ما سيضع إسرائيل في موقع الرد المضاد، وبالتالي توسيع الاشتباك الإقليمي.
إذاً، فإن المنطقة على كف عفريت نتنياهو، فإذا وافق على الاتفاق، ستتجنّب المنطقة المزيد من حمامات الدماء، لكن الخوف من عدم موافقته وتطيير كافة الجهود الديبلوماسية، ونقل المنطقة إلى مستوى اشتباك آخر وأخطر.
جريدة الأنباء الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!