البطريرك الدويهي من الزاوية إلى العالمية

صدى وادي التيم – لبنانيات /

نظم كهنة قطاع الزاوية – الساحل في ابرشية طرابلس المارونية، ندوة بعنوان ” البطريرك الدويهي من الزاوية إلى العالمية “، مواكبة للنشاطات التي تقام لمناسبة تطويبه، في قاعة كنيسة مار سركيس وباخوس في بلدة ارده في قضاء زغرتا، في حضور النائب العام على أبرشية طرابلس المارونية الخورأسقف أنطوان مخائيل ممثلا رئيس أساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، ولفيف من كهنة القطاع، إلى حشد من المدعويين من ابناء البلدة والجوار.

بداية تحدث خادم رعية ارده الخوري جان صعب الذي استهل كلامه بتوجيه معايدة للجيش اللبناني، وقال:” تفصلنا ساعات عن احتفال تطويب البطريرك الدويهي و نحن نجتمع اليوم في هذا المكان كي نتذكر من وطأت قدماه هذه الارض منذ أربعمئة عام”. من ثم عرف بالمنتدين امين سر المطرانية المارونية الخوري جو رزق الله.

المداخلة الأولى كانت للدكتور جان جبور الذي تحدّث عن خدمة البطريرك الدويهي لرعية أردة والجوار من تشرين الثاني 1661 إلى نيسان 1662 وعن أهمية الرسائل التي ذكر فيها تلك المرحلة وما تكشفه عن أحوال السكان وما كانوا يعانوا منه من مظالم ومحن وأوبئة. كما بيّن أن “هذه الرسائل تنمّ الكثير عن تواضع الدويهي العائد من روما والذي ارتضى خدمة قرى صغيرة قبل أن يكلّف بالتوجه إلى حلب”. ثم تكلّم عن مشروع الدويهي النهضوي القائم على إعطاء الطائفة هوية مشرقية مطعّمة بتنظيم غربي، واعتماده على العلم والكفاءة ونشر الوعي. كما سلّط الضوء على حُسن إدارته لشؤون الطائفة وعلى انفتاحه على الطوائف الأخرى وعلى الغرب”.

وختم جبور بالقول إن “مناسبة تطويب الدويهي هي مدعاة فخر للموارنة وللبنانيين عمومًا، لذا يحق لنا أن تُقرع أجراسنا فرحًا بتطويبه”.

المداخلة الثانية كانت للخوري عبود جبرائيل، عن ” البطريرك اسطفان الدويهي رائد الحداثة، ومهيىء الطريق للمجمع اللبناني عام 1726″. فأشار في بداية كلامه إلى ” ان تاريخ البطريرك اسطفان الدويهي اكبر بكثير من ان يحصى في صفحات او كتب، فتاثيره ابعد بكثير على مسار حياتنا اليومية، انه تاثير محوري في تاسيس الكنيسة المارونية. فهو كما العمود الوسط الذي يحمل البيت، ولا يمكن التحدث عنه من دون ذكر من عبد الطريق قبله. ان ما قامت به المدرسة المارونية مهم لكن البطاركة الذين ليسوا من المدرسة المارونية كان لهم دور أساسي في ما قام به البطريرك الدويهي. فالمدرسة المارونية هي معهد أعطى الكنيسة عددا كبيراً من المثقفين الذين كانوا سبب النهضة في الكنيسة، بعد ضغط كبير من روما. واهمية هذا الجيل المثقف ان قسماً منهم بقي في روما وقاموا بتجذير اصيل بين الشرق والغرب، فكانوا صوت الكنيسة المارونية، و ما كان لها ان تصل إلى المجمع اللبناني لولا وجود أشخاص معتدلين مثل البطريرك اسطفان الدويهي”.

ختم: “هذا الاعتدال والحكمة والقدرة طبعت حياته رغم الصعوبات الكبيرة التي عاشها خاصة على صعيد البطريركية لمدة ثلاثين سنة. هذا البطريرك الصلب عرف كيف يعيش باعتدال، وبطولته في كل كتب التاريخ الذي كتبها انه جمع طيلة حياته أينما وجد كل ما كتب عن الكنيسة المارونية، لهذا فهو محطة رئيسية وتاريخية في حياتنا الكنسية.

الأب حنا

المداخلة الأخيرة كانت للاب الدكتور إلياس حنا حول موضوع “الدويهي رجل ايمان”، فقال:” هي محاولة التحدث عن ايمان الدويهي وكيف يعلمنا الايمان الذي كان ايماناً عابداً مصلياً ومريمياً، احب مريم العذراء كثيراً وتعيد لها، وتميز بهذا الايمان الذي كان مصلياً فمن كان مؤمناً وليس مصلياً فهو ليس مؤمناً، فلا فصل بين اللاهوت والصلاة:.

وتابع؛ “كانت عبادته غير معقولة لمريم العذراء، فلم يجد احد يمسكه بيده لايصاله إلى الله غيرها. من لا يقرأ في الكتاب المقدس يكون إيمانه ضعيفاً”.

وتحدث الاب حنا عن مضمون الايمان عند الدويهي الذي يريدنا ان نكون مؤمنين عبر تجسدنا في الحياة اليومية كما تجسد السيد المسيح، وان نشرك ألامنا مع آلام المسيح، وان تكون القيامة هي الوجه الثاني لحياتنا، وان تكون حياتنا على الارض مرحلة للانتقال إلى الحياة الثانية، وان ننظر إلى مجيء الرب ثانية”.

وقال: “الايمان يحرق الخطايا و يحيي القلوب، و يعطيها حياة ونشاطا دائما كي نكون مرتبطين به لا بغيره، في الايمان والرجاء والمحبة”.

متابعة: عايدة حسيني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى