3 نساء يعملن بميكانيك السيارات رغما عن المألوف!

 

في صناعة يهيمن عليها الرجال، استطاعت ثلاثة مهندسات أن يخرقن المحظور او المألوف في مرآب “ريمكو”، ويعملن في هذا المجال الذي أثبتن فيه نجاحهن وحتى تفوقهن على زملاء العمل من الذكور.

مهنة أتقنتها هؤلاء الموهوبات، خصوصا ليلى القنطار التي قاومت كل انتقادات الناس لها، ومنعتهم من تغيير اتجاهها في ولوج هذا العالم، ولم تستمع لهم حين شجعوها على الحصول على دبلوم يتطلب دراسة أقل ويتناسب مع الصورة النمطية الاجتماعية للتخصصات النموذجية التي تناسب الإناث بشكل أفضل، وأثبتت لهم اليوم أنه لا يوجد تخصص يقتصر على نوع معين من الجنس، وأن الإناث لديهن القدرة والإصرار على الدراسة والعمل والتألق في أي مجال خصوصا بعدما تمكنت من العمل على العديد من البرامج من ضمنها العمل مع الفريق الفني في “ريمكو” من تعديل وضبط سيارة نيسان الرياضية GTR، ورفع قوتها إلى 1000 حصان.

ليلى ابنة الثلاثين عاما، والمنخرطة منذ 8 سنوات في العمل في “ريمكو” تخرجت عام 2011 من جامعة القديس يوسف حاملة درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية والكهربائية، لتكون واحدة من نساء قلة “يتعدّين” على مهن الرجال.

دعمت ليلى القنطار اختصاصها بشهادة ماجستير أخرى نالتها عام 2016 ، في إدارة الأعمال من ESA – ESCP، وما زالت تتولى منذ 8 سنوات عملها في شركة “ريمكو” من ضمن مهامها بالإضافة الى كونها المهندسة المسؤولة عن القسم، فهي تعمل على تطوير الفريق وهي مدرب مجاز، بالإضافة الى عملها كمدير إداري في قسم ما بعد البيع، والمدير الهندسي في قسم إدارة Bodyshop.

حلم رافقها منذ الطفولة

تتحدث ليلى القنطار لـ”إي نيوز” عن سبب اختيارها لهذه المهنة فتقول “منذ أيام المدرسة كنت شغوفة دائماً بالميكانيك والإلكترونيات المتعلقة بجميع الآليات وخاصة السيارات. فلم أجد نفسي في أي اختصاص اخر سوى دراسة آليات وعمل السيارات المختلفة. أشعر باتصال عميق بالسيارات، فطورت هذا الشعور إلى أفكار وخطط، ثم حققت الحلم على أرض الواقع “.

حظيت القنطار بفرصة عمل كبيرة لها في شركة “ريمكو” والتي فتحت لها أبوابها حين كانت في سنتها الجامعية الثانية وخضعت في هذه الشركة لفترة تدريب. وقتها قابلت القنطار المدير العام لقسم ما بعد البيع لشركة “ريمكو” السيد فادي يونس الذي أعجب بشغفها وإصرارها على إنهاء دراستها وأن تكون جزءًا من عالم السيارات، فمنحها في البداية فرصة التدريب في الشركة كلما أمكن، فواصلت التدريب بالتوازي مع برامج التدريب الأخرى في شركات أخرى لبناء معرفتها وخبرتها في مجال السيارات، ثم قابلت يونس مجددا الذي وافق على رغبتها في العمل في الشركة بعد التخرج، لتبدأ قصة نجاحاتها من هذه الشركة.

ما الذي تطمح إليه ليلى القنطار اليوم؟

تقول إنها ترغب “بالتطوير الذاتي المستمر من خلال مدّ قدراتي والقضاء على مخاوفي بكل الفرص والتحديات التي قد تواجه عملي، وأن أقوم ببناء فرق مؤهلة تأهيلا عاليا مع رؤية أطول وأوسع لجعل كل مشروع قصة ناجحة، وبالتالي مساعدة “ريمكو” في النمو في جميع الاتجاهات”.

أما أهدافها على المدى القصير فتلخصها بالحفاظ على الإيجابية في كل تجربة لديها، سواء في العمل أو خارجه، ومحاولة نقل هذه الإيجابية إلى جميع من حولها خاصة الفرق في نطاق عملها.

لا تستهوي المناصب والألقاب ليلى القنطار ولا تضعها ضمن أهدافها، إنما تتطلع من أجل تطوير نفسها دائما لتتمكن من تنفيذ برامج تطوير أعمال جديدة لـ “ريمكو”. كما تطمح إلى انشاء جمعية او منظمة غير حكومية وأن تكون رائدة أعمال.

ولكن انخراطها في عمل احتكره الرجال لأعوام لم يسلبها الحس الموسيقي المرهف بداخلها مما دفعها للتفكير بأن تكون عازفة كمان، وتحلم بالسفر حول العالم مع حقيبة الظهر والكاميرا والكمان.

علاقة القنطار مع ريمكو

الشركة التي منحتها الثقة يوم تخرجها، تُدين لها القنطار بالولاء الكامل حتى أنها تعتبرها منزلها كما تقول، وتشعر من خلالها بالأمان للتعبير عن حبها للسيارات ولتطوير وتحدي نفسها لنشر المعرفة والنمو. فهي لن تنسى بأنها كانت أول أنثى تعمل في ورشة “ريمكو” لما بعد البيع وأصغر الموظفين. واستطاعت أن تفرض على الناس الثقة بها وبأفكارها خصوصا لناحية التشخيص الجيد لمشكلة السيارات وإصلاحها، كما فرضت عليهم احترام أفكارها كجزء من فريق الشركة بغض النظر عن الجنس.

ليلى القنطار

تجربتان حيّتان لمهندستين في المجال نفسه

لم تختلف كثيرا تجربة ميليسا الحاج، المهندسة الميكانيكية التي تبلغ من العمر 26 عامًا، عن تجربة القنطار بل الكثير من التفاصيل تجمعهما لناحية الاعجاب بصناعة السيارات فأُتيحت أمامها الفرصة في شركة “ريمكو” التي تعمل فيها منذ 3 سنوات، وتشعر بالامتنان تجاهها كونها منحتها فرصة الانطلاقة المهنية. وبعيدا عن مجالها المهني تحلم ميليسا بامتلاك مزرعة والتقاعد المبكر، وتستهويها الحرف اليدوية والعمل مع الصليب الأحمر اللبناني.

ميليسا الحاج

ميرنا حمادة هي الأخرى، مهندسة ميكانيكية مسؤلة عن قسم مكلارين للسيارات الرياضية. توجهت إلى هذا المجال لشغفها بالفيزياء، فرأت أن الهندسة تطبيق عملي لهذا العلم، فالتحقت بالميكانيك كونها أحد أوسع المجالات الهندسية. حالفها الحظ بالانخراط في العمل في ريمكو في السيارات الرياضية مكلارين، بعد فترة تدريب لمدة شهر واحد فقط في ورشة عمل. وتتطلع حمادة إلى تطوير وتوظيف مهاراتها في قطاع هندسة السيارات لا سيما في مجال السيارات الرياضية عالية الأداء، والانخراط في قسم الأبحاث والتطوير لشركة تصنيع السيارات. تستاء حمادة من طريقة تعامل الناس معها في هذه المهنة فتقول “يعتقد الأغلبية بأنني أقل مهارة من رجل لديه خبرة مماثلة، ولكن الواقع ليس كذلك”. بعيدا عن العمل، تحب حمادة ممارسة هواية القراءة وعزف البيانو وقضاء أوقات فراغها مع المقربين.

ميرنا حمادة

المصدر: إي نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!