سمّ يغزو لبنان وينتشر بين الشباب.. وقد يؤدي إلى الوفاة!
صدى وادي التيم – أمن وقضاء /
يتردد خبر توقيف مروجي المخد.رات من قبل الأجهزة الأمنية يوميا على مسامع اللبنانيين، بحيث أصبحت ظاهرة تعاطي المواد المخد.رة وترويجها مُنتشرة بكثرة في السنوات الأخيرة في لبنان لاسيما مع الأزمات المتعددة التي يعيشها المواطن اللبناني، فأصبح اللجوء إلى المخد.رات بالنسبة لكثيرين هو السبيل للهروب من مصاعب الحياة غير آبهين بالأضرار النفسية والجسدية التي قد تنتج عنها.
ومع تنوع المواد المخد.رة يتردد الحديث مؤخرا عن انتشار نوع جديد في لبنان هو مخد.ر الـ Crystal Meth ويُسمى أيضا
بـ “تينا”. هذا الانتشار بدأ منذ نحو سنتين الا انه ارتفع في الآونة الأخيرة ولاسيما في صفوف الشبان من عمر 17 عاما وما فوق، الأمر الذي يوجب دق ناقوس الخطر لحماية شبابنا من هذا السم القا.تل الذي يُدمر العقل والجسد ويحتاج لفترة طويلة جدا للإقلاع عنه.
ما هو الـ Crystal Meth؟
“الكريستال ميث” هو مخد.ر محفز نفسي قوي ينتمي إلى عائلة الأمفيتامينات ويُعرف أيضًا باسم “الميثامفيتامين” و”الميث”.
هو كناية عن مسحوق بلوري يمكن تدخينه في انابيب زجاجية مخصصة لذلك أو تناوله عن طريق الفم أو حقنه في الجسم أو عن طريق الاستنشاق بعد طحنه أو الحقن بعد تذويبه بالماء وهذا أخطر الأساليب وأقلها انتشاراً.
يتميز “الكريستال ميث” بتأثيرات سريعة وموقتة على الجسم والعقل، حيث يعمل على زيادة مستويات النشاط الدماغي والتركيز، ويعطي شعورًا مفرطًا بالنشوة والطاقة. ومع ذلك، تعتبر هذه التأثيرات غير طبيعية وغير صحية، وتؤدي إلى آثار جانبية وتداعيات خطيرة على الصحة البدنية والعقلية.
تم استخدامه في الماضي لعلاج بعض الحالات المرضية المحدودة، كالنوم القهري والاكتئاب وعلاج السمنة المفرطة، إضافة إلى علاج اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة، إلا أن استخدامه تراجع بشكل كبير نظراً للأضرار الكبيرة التي يسببها، فيما يخضع استخدامه الطبي لتنظيم قانون المواد الخاضعة للرقابة، وهو مُدرج في الجدول الثاني في الولايات المتحدة، بسبب ارتفاع احتمالية إساءة الاستخدام لأغراض ترفيهية، وارتفاع قابلية الإد.مان عليه.
من الممكن أن يبقي “الكريستال ميث” الشخص مستيقظًا لفترات طويلة من الوقت، حتى لأيام متتالية، من دون الشعور بالجوع.
يزيد هذا المخد.ر من إنتاج مادة الدوبامين في الدماغ، وهو المسبب الأبرز للإصابة بالإد.مان عليه، حيث تؤدي مادة “الميثامفيتامين” إلى فقدان المتعاطي الارتباط بالواقع والانفصال عنه وتزيد من حدة العنف لديه، وتقوده للإصابة بأمراض “الفصام وجنون العظمة والارتياب الشديد بالآخرين والهلوسة السمعية والبصرية.
عوارض فتاكة
لا بد من التحذير من ان المدمنين على هذا المخد.ر قد يتعرّضون لخطر الإصابة بالغيبوبة والجلطات.
إليكم الآثار القصيرة والبعيدة المدى للكريستال ميث:
عند تعاطي الكريستال ميث يخلق إحساساً زائفاً بالرفاهية والطاقة، وبالتالي يميل الشخص إلى دفع جسمه بشكل أسرع وأبعد مما يفترض أن يذهب وبالتالي يمكن أن يعاني متعاطي المخد.ر من انهيار جسدي وعقلي بعد تلاشي آثار المخد.ر.
يمكن للمتعا.طين الوصول الى مرحلة فقدان الوزن الشديد، ويمكن أن تشمل الآثار السلبية أيضا أنماط النوم المضطربة، وفرط النشاط، والغثيان، وأوهام القوة، وزيادة العدوانية والتهيج.
ومن الآثار الخطيرة الأخرى الأرق والارتباك والهلوسة والقلق وجنون العظمة، وواحد بالمئة من الحالات، يمكن أن يسبب له تعاطي الكريستال ميث تشنجات تؤدي إلى الوفاة.
على المدى الطويل، يمكن أن يسبب تعا.طي الكريستال الأضرار التالية:
زيادة في معدل ضربات القلب وضغط الدم
تلف الأوعية الدموية في الدماغ
الاصابة بالسكتات الدماغية
عدم انتظام ضربات القلب
انهيار القلب والأوعية الدموية.
تلف الكبد والكلى والرئة.
وقد يعاني المستخدمون من تلف في الدماغ، بما في ذلك فقدان الذاكرة وزيادة عدم القدرة على فهم الأفكار المجردة.
ماذا عن انتشاره في لبنان؟
يُشير رئيس جمعية “جاد” شبيبة ضد المخد.رات جوزيف حواط عبر “لبنان 24” إلى ان “انتشار مخد.ر الكريستال ميث في لبنان أصبح مُخيفا”، وكشف انه “قبل سنتين كان في المرتبة 9 أو 11 في تصنيف المواد المخد.رة الأكثر انتشارا في لبنان أما حاليا فهو أصبح في المرتبة الثالثة بعد الحش.يش والكبتا.غون وهذا الأمر يدعو للقلق”.
ولفت حواط إلى ان “هذا المخد.ر يُسمى بـ “كو.كايين الفقراء” نظرا لسعره الزهيد حيث يُمكن الحصول عليه بـ 100 ألف ليرة فقط”، مُحذرا من خطورة هذا الأمر سيما أنه يحتاج لفترة علاج طويلة جداً للتخلص منه والإقلاع عنه”.
وأوضح حواط ان “الجمعية طلبت من قوى الأمن الداخلي وتحديدا مكتب مكافحة المخد.رات المركزي تزويدها بمعلومات عنه في حال توقيف مُتعا.طين لمعرفة من أين استحصلوا عليه ولدراسة نوعيته وجمع داتا عنه”.
مُخطط مدروس؟
وأوضح حواط ان “المنبع الأساسي لهذا النوع من المخد.ر كان في مخيم شاتيلا حيث كان يتم بيعه ولكن بعد مداهمة وتفتيش هنغار شاتيلا من قبل الجيش في أيار الماضي لا نعرف إلى أين انتقل بيع “الكريستال ميث”.
ويؤكد حواط ان “هذا المخد.ر هو أكثر انتشارا لدى فئة الشباب أي ما بين الـ 17 والـ 25 سنة ومن المبتدئين بعالم الإد.مان الذين لا تجارب سابقة لهم”.
واعتبر انه “ليس صدفة ان يكون هذا النوع من المخد.ر رخيصا لهذه الدرجة ويُمكن الحصول عليه بسهولة”، مُشيرا إلى ان “الأشخاص الذين يُخططون لضرب لبنان على المستويات كافة هم نفسهم الذين يُخططون لضرب شباب لبنان”.
وشدد على ان “انتشار “الكريستال ميث” هو مخطط مدروس وليس وليد الصدفة ما يجعلنا نطرح العديد من التساؤلات حول مدى وسرعة انتشاره في الآونة الأخيرة”.
أخيراً لا بد من الإشادة بجهود الأجهزة الأمنية التي تشن حربا ضروس لإقفال مصانع المخد.رات والكبتا.غون وتوقيف المتورطين بها ولكن لا بد أيضا من نشر الوعي خاصة لدى فئة الشباب من كافة أنواع المواد المخد.رة واتخاذ أقصى درجات الحذر من سم المخد.رات القا.تل وطلب مُساعدة المختصين عند الحاجة لتجنب الدخول في نفق قد تكون نهايته وخيمة.