علامات تدل على أن هناك مشكلة في إستخدام الطفل لمواقع التواصل الإجتماعي بشكل مفرط!
صدى وادي التيم-متفرقات/
في عالم متسارع الوتيرة، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، موفرةً أدوات للتواصل والتعليم والترفيه. ومع ذلك، في ظل الإفراط في استخدام هذه المنصات، برزت مخاوف بشأن تأثيرها السلبي، لا سيما على الأطفال. في تقريرنا السابق كنا قد ناقشنا هذه التأثيرات بشكل أعمق مع الدكتورة غنى ضاهر، التي شاركتنا تحليلها وملاحظاتها حول الاثار السلبية والحلول المطروحة على الأهل، وفي تقرير اليوم زودتنا الدكتورة غنى بأبرز العلامات التي قد تشير إلى استخدام غير صحي لهذه المنصات من قبل الأطفال.
وفقاً للدكتورة ضاهر، تبرزعدة علامات تحذيرية قد تشير إلى وجود مشكلة في استخدام الطفل لمواقع التواصل الاجتماعي. من أبرز هذه العلامات اضطرابات النوم، والقلق المستمر، والسهر الزائد. تتخذ هذه الأعراض أشكال متعددة، كالصعوبة في البدء بالنوم أو المحافظة عليه، مما يؤثر سلباً على أداء الطفل اليومي
إضافة إلى ذلك، أشارت الدكتورة إلى مشكلات في الغذاء، كتجنب تناول الطعام أو فقدان العادات الغذائية الصحية، والتي تعبر أيضًا عن سوء التوجهات نحو الصحة الجسدية والنفسية. العزلة الاجتماعية والانسحاب من الأنشطة الجماعية، كالاجتماعات العائلية والنشاطات المدرسية، تكشف عن الميل الشديد للوحدة والانفصال بسبب الغوص المفرط في عالم الإنترنت.
ومن الجدير بالذكر أيضًا التغييرات في السلوكيات حيث تشمل العلامات المقلقة زيادة في العصبية، التهيج، الحزن، أو القلق، خصوصاً بعد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
بالإضافة إلى ما ذكرته الدكتورة ضاهر حول العلامات التحذيرية المتعلقة باستخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي، فإنها أرادت التذكير وتكرار ما ذكرته في مقابلتها السابقة عن أهمية ملاحظة تأثير هذا الاستخدام على الأداء الأكاديمي للطفل. فالانشغال المفرط بمواقع التواصل قد يؤدي إلى تراجع الدرجات الدراسية وقلة التركيز داخل الفصل. وترى أن صعوبات التعلم التي قد تظهر فجأة أو نقص الاهتمام بالواجبات المدرسية هي دلالات واضحة على أن استخدام الطفل لهذه المواقع قد يكون له تأثير سلبي ملموس على حياته الأكاديمية
في المقابل ، من أجل العدالة في تقديم المعلومات ووفقا للتحليل الذي قامت به الدكتورة غنى، فإن استخدام المراهقين للتكنولوجيا يمكن أن يكون سيفا ذا حدين فيما يتعلق بتنمية المهارات الاجتماعية والتواصلية. من جهة، يقدم استخدام التكنولوجيا وسائل جديدة ومتنوعة للتواصل والتفاعل مع الأقران والمجتمعات الأوسع، مما يمكن أن يعزز مهارات التواصل الاجتماعي للمراهقين. يمكن للمنصات الاجتماعية والألعاب الجماعية عبر الإنترنت وبرامج التواصل المرئي أن توفر فرصاً للمراهقين لتطوير قدرتهم على التعبير عن أنفسهم، فهمهم للآخرين، وإدارة العلاقات الاجتماعية في بيئة آمنة نسبياً.
يعني بتعبير آخر تساعد وسائل التواصل الاجتماعي المراهقين على:
• التعبير عمَّا بداخلهم.
• التواصل مع مراهقين آخرين على النطاق المحلي ومن تفصلهم عنهم مسافات طويلة.
• تعلم كيف يواجه المراهقون مواقف الحياة الصعبة وحالات الصحة العقلية.
هذه التأثيرات الصحية لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تساعد المراهقين بشكل عام. وقد تساعد أيضًا المراهقين المعرضين للاكتئاب على البقاء على تواصل مع الآخرين. وقد يساعد المحتوى الفكاهي أو المسلي لوسائل التواصل الاجتماعي المراهق الذي يواجه صعوبات في التعامل مع يوم صعب.
بناءً على ذلك، تشير الدكتورة غنى إلى الحاجة إلى توازن مدروس في استخدام التكنولوجيا. التوجيه الأسري والتعليمي يلعبان دوراً حاسماً في مساعدة المراهقين على تطوير علاقة صحية مع التكنولوجيا. يتعين على الآباء والمربين التحدث مع الشباب حول كيفية استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل مسؤول ومفيد. يشمل ذلك تعليمهم كيفية التعرف على المحتوى غير المناسب أو المضلل، وتشجيعهم على قضاء وقت بدون شاشات لتعزيز العلاقات الواقعية والمشاركة في الأنشطة البدنية.