ما هو الصاروخ الذي اصبح صداعًا للمضادات الاسرائيلية؟

صدى وادي التيم-متفرقات/

نشرت صحيفة “كالكاليست” الإسرائيلية تقريرًا قالت فيه، إن أبسط وسيلة هجوم للمسلحين هي صاروخ كبير ذو مدى قصير جدًا، ودقة تذكِّر بمدفعية الأحجار في العصور الوسطى؛ فكيف أصبح صاروخ “بركان” بالذات صداعًا للمضادات الإسرائيلية؟

وأوضحت الصحيفة، في تقرير، فكرة عمل صاروخ “بركان”، الذي يُعتبر الصاروخ الأبسط، والأبطأ والأكثر تعقيدًا في ترسانة حزب الله، مبينة أنه “يسبب الكثير من المشاكل للجيش الإسرائيلي بل إنه حتى يفلت من القبة الحديدية”.

وتبين الصحيفة أن “صاروخ بركان هو نوع من الأسلحة المركبة، التي يمكن بناؤها من أجزاء صواريخ أخرى في ساعة عمل واحدة تقريبًا، دون الحاجة لاستخدام اللحام تقريبًا، وهو ينتمي إلى فئة أسلحة تسمى صواريخ ثقيلة الوزن، كما أنه يختلف تمامًا عن أي صاروخ مدفعي آخر: فالصواريخ القياسية تحتوي بالأساس على الوقود لكي تطير بعيدًا قدر الإمكان، ولكن شحنتها المتفجرة صغيرة نسبيًا.

على سبيل المثال؛ الكاتيوشا الشهير يصل إلى مدى يصل إلى 40 كم، مع قنبلة (رأس متفجر) تصل إلى 25 كغم، ويعتمد إطلاق الكاتيوشا على الكمية: فقاذف الكاتيوشا القياسي (BM21) يحتوي على 40 أنبوبًا ويفرغها في غضون 20 ثانية؛ وبهذا يحقق ضررًا صغيرًا ولكن على منطقة واسعة.

في المقابل؛ تعمل الصواريخ الثقيلة الوزن بطريقة مضادة، فشحنتها المتفجرة ثقيلة جدًا – من 100 إلى 500 كيلوغرام – وهي أكبر بحوالي 60 بالمئة من محركها، وتهدف لإحداث أقصى ضرر في نقطة معينة، بمدى قصير جدًا وتصميم لا يسمح بوضع العديد من الأنابيب على مركبة الإطلاق؛ فالصاروخ ثقيل جدًا بالنسبة لطوله وعرضه الذي عادة لا يزيد على الـ300 مليمتر”.

وتفيد الصحيفة بأن “هذا الصاروخ ليس اختراعًا جديدًا، ففي الحرب العالمية الثانية؛ استخدم النازيون قاذف “نبيلويرفر 41″ الذي أطلق صواريخ من عيار 320 ملليمتر لمسافة تزيد قليلاً على الكيلومترين، و”وربفكوربر” الذي وصل مداه إلى أربعة كيلومترات ونصف. ومنذ ذلك الحين استُخدمت مثل هذه الصواريخ في العديد من الحروب، ففي أيام حرب الاستنزاف؛ استخدم الجيش الإسرائيلي دانات ثقيلة الوزن كان اسمها “ذئب 500″، والتي كان لها غلاف صلب وصُمِّمت لاختراق التحصينات، مع شحنة متفجرة تبلغ 250 كغم ووصل مداها إلى كيلومتر واحد، وكانت إحداها هي التي تسببت في قتل عبد المنعم رياض، رئيس أركان الجيش المصري، في 9 آذار 1969”.

وتابعت الصحيفة قائلة إنه “مع مرور الوقت، أصبحت الصواريخ ثقيلة الوزن أبسط وأبسط، ففي اليوم الحالي هي ليست أكثر من برميل متفجرات مع باعث تصادم يشغل القنبلة عند الاصطدام، ويُثبت عليها محرك من صاروخ غراد أو ما شابه، يُربط بها ذيل للاستقرار أثناء الطيران. وهذا كل شيء؛ حيث توضع في أنبوب وتُطلق”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “هناك شكلا آخر من هذه الصواريخ، وهو عن طريق استخدام مجموعة من محركات صواريخ من عيار 107 ملليمتر أو أصغر؛ ففتحات الدفع الخاصة بها موضوعة بزوايا بحيث ينشأ دوران أثناء الطيران حتى بدون إضافة ذيل. وهو سلاح بسيط جدًا، لدرجة أن المعارضة السورية صنعت مثله أثناء الحرب الأهلية، حتى مع وجودهم تحت حصار دام لأشهر”.

ولفتت الصحيفة إلى أن “الجيش السوري صنع أيضًا هذه الصواريخ ثقيلة الوزن، ومن قبل قامت الصناعات الأمنية الإيرانية بصناعة هذه الصواريخ وقامت بتوزيعها على المنظمات العسكرية والجيوش التي تعاني من مشاكل مالية في منطقة الشرق الأوسط، والآن وصلت إلى المقاومة في غزة ولبنان، فصواريخ بركان التي يطلقها حزب الله والمصنوعة محليًا، أو الفالك الإيرانية النظامية، هي صواريخ بحمولة تصل إلى 500 كيلوغرامًا ويصل مداها إلى عشرة كيلومترات”.

وبحسب الصحيفة؛ فلقد اكتشف حزب الله هذه الصواريخ في الحرب الأهلية السورية، ربما حوالي عام 2012، وكانت بالضبط ما بحث عنه، فهي طريقة سهلة واقتصادية لتعطيل مواقع الجيش الإسرائيلي؛ حيث لم تكن مشكلة عناصر حزب الله هي الاقتراب من المواقع العسكرية الإسرائيلية، لكن هذه التسللات كثيرًا ما انتهت بشكل سيئ؛ وكانت صواريخ الكورنيت التي يستخدمها حزب الله غالية في ذلك الوقت، وغالبًا ما تُوقفها شبكات الحديد التي تغطي كل موقع، وحتى لو اخترق الصاروخ وحقق إصابة، فإنه كان يعطل موقعًا واحدًا وكان يرد عليه بنيران كثيفة من جميع الجهات، كما أن أي مقاتل من المقاومة يُقتل هو صداع لحزب الله؛ فلكي يصبح قناص صواريخ كورنيت، فإنه يجب أن يتدرب الشخص لسنوات ولهذا فخسارته لا تعوض”.

ونوهت الصحيفة إلى أن “الصواريخ الثقيلة حلّت كل المشاكل بضربة واحدة، فمعها لم يعد يجب التسلل وتعريض الجنود للخطر؛ حيث يكفي وضع منصتي صواريخ على شاحنة، ووضعها في حظيرة في القرية، ثم إخراجها وإطلاقها عند الحاجة وإعادتها في غضون دقيقة؛ ويكلف مثل هذا الصاروخٌ أقل من 400 دولار، ولكن الضرر الذي سيسببه للموقع سيكون هائلًا”.

وذكرت الصحيفة أن “هناك أيضًا عيوبًا لهذه الصواريخ: فالبركان ليس فقط على شكل سخان شمسي، بل يطير أيضًا مثل سخان شمسي؛ حيث يمكن رؤيته في الهواء، كأنه لا يريد الطيران. والنتيجة ليست فقط أنه ذو مدى قصير جدًا جدًا، ولكن أيضًا دقته أقل من المدفعية البدائية التي كانت تقذف الصخور وأواني الزيت المحترق”.

واعتبرت الصحيفة أن “ذلك لا يهم حزب الله؛ فحتى لو أصاب الصاروخ أطراف الموقع المستهدف فستعطل نشاطه وسيبدو ذلك رائعًا في فيديوهات الدعاية اليومية، كما أن صاروخًا واحدًا يخطئ يمكن أن يسبب أضرارًا كبيرة، فيشعل نيرانًا ويحقق إصابة في منطقة سكنية يمكن أن تكون كارثية”.

وأفادت الصحيفة بأن “هذه الصواريخ البدائية بالذات هي التي تعقد عمل منظومة القبة الحديدية وتفلت من صواريخها كثيرًا، حيث تعمل بطارية صواريخ القبة الحديدية من خلال رادار قوي يتعرف على حركة الجسم في الجو، ويحلل اتجاهه وسرعته وزاويته، وهكذا يتم تحديد مساره وما إذا كان يشكل خطرًا على أي منطقة سكنية أو قوة معينة، من خلال حساب نقطة الالتقاء وبالتالي يتم إرسال صاروخ اعتراضي إليه”.

ووفق الصحيفة؛ فإن “هذه المنظومة تعمل بشكل رائع، حتى إذا كان الصاروخ المهاجم سريعًا جدًا، أو يتحرك في مسار منخفض أو حتى يتهرب قليلاً. لكن البركان ليس صاروخًا منتظمًا، فهو يطير لمسافة قصيرة جدًا؛ وعناصر حزب الله يطلقونه من مسافات قصيرة جدًا، ومن منصات مخبأة في المنطقة، وهو ما يجعله يستغرق من مرحلة الإطلاق إلى الاصطدام حوالي عشر ثوانٍ. ولذا فإنه لا يمكن دائمًا للصاروخ الاعتراضي من القبة الحديدية أن يحصل على نقطة الالتقاء ويصل في الوقت المناسب”.

وكشفت الصحيفة عن أن “ما يمكنه إيقاف البركان بنسبة كاملة هو الليزر؛ أو نظام “ماغن أور” الذي تطوره شركة رافائيل، وهو سلاح طاقة يمكنه أن يدمر الهدف في لحظة اكتشافه من خلال الموجات الرادارية التي تتحرك بسرعة الضوء، كما أن الليزر نفسه هو ضوء، وهكذا فالإصابة ستكون أمرًا حتميًّا، وسوف ينفجر الصاروخ في نفس المكان أو يدور حول نفسه ويسقط أثناء مرحلة صعوده في الجو. لكن الإشكالية أنه يجب أن تكتمل مشاريع “ماغن أور” وتصبح عملياتية، وهذا سيستغرق بعض الوقت”.

واختتمت الصحيفة التقرير بالإجابة عن سؤال: ماذا نفعل في هذه الأثناء؟ مبينة أنه يجب يكون بإيقاف مقاتلي حزب الله وهم في طريقهم إلى مواقعهم لإطلاق الصواريخ، من خلال رصدهم بفرق الطائرات المسيرة والطائرات ذات الكاميرات القوية التي تمشّط السماء، ومراقبات قيادة الشمال التي تمسح منطقة الشجيرات، وبالتالي فعندما ترى أي شيء بشري، يتم قصفه وقتله؛ وبهذه الطريقة تم قتل عدة خلايا من حزب الله وتدمير منصات لإطلاق صواريخ البركان، محذرة – في الوقت نفسه – من أن الحدود طويلة وحزب الله لا يستسلم، ولهذا يبدو أنه سيكون على إسرائيل أن تطرد حزب الله إلى أبعد من مدى هذه الصواريخ من خلال عملية عسكرية مباشرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!