عين “الحزب” على مقاتلة “أف.16″… فمتى الصيد الثمين؟

صدى وادي التيم – أمن وقضاء /

في الوقت الذي تنشغل فيه الساحة السياسية الداخلية والخارجية، في تنبؤ حدود تطور المواجهة على الجبهة الجنوبية، تتعامل حارك حريك مع التطورات الدراماتيكية، والانهيارات المتسارعة لقواعد الاشتباك وفقا لحساباتها واجندتها، من استخدامها المكثف للصواريخ المضادة للدروع، وصولا الى الصواريخ المتوسطة المدى المحدثة والمطورة، وصولا بالامس الى الاعلان الرسمي عن دخول منظومات الدفاع الجوي ساحة المواجهة، لتنتقل المواجهة الى الجو، بعدما اصبحت المسيرات من ادوات المعارك اليومية.

واضح وفقا لمصادر معنية، فان عملية استهداف الطائرات الاسرائيلية لا تعتبر واقعا، في ظل تطور العمليات العسكرية، كسرا لقواعد الاشتباك، رغم ان الشكل جاء لاول مرة ليوجه ضربة “معنوية” لسلاح الجو الاسرائيلي باعلان الحزب عن الاستهداف ببيان رسمي، لا عبر تسريبات، دون اسقاط فرضية “الرسالة”، الموجهة حكما للداخل الاسرائيلي، على المستويين السياسي والشعبي، كورقة ضغط جديدة يمكن استثمارها ضد رئيس الوزراء.

وتابعت المصادر، بان الاهم هو ما خفي، على صعيد الرسالة السياسية الموجهة لما بعد بعد تل ابيب، أي للوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، الذي اوصل في احدى رسائله التفاوضية حول ترتيبات “الوضع النهائي” للتسوية، ما مفاده “محافظة اسرائيل على طلعاتها الجوية الاستطلاعية فوق لبنان، انما على مستويات شاهقة، غير قابلة للرصد، ولا تمكنها من خرق جدار الصوت، وهو ما رفضه حزب الله بشكل قطعي، ودفع باسرائيل الى اتخاذ قرار التحليق على مستويات منخفضة ومتوسطة، وتكثيف عمليات خرق جدار الصوت.

من هنا رات المصادر ان استخدام منظومة “صياد- c 2 “، لم يكن حدثا استثنائيا، انما جاء في خدمة استراتيجية حارة حريك، فتلك المنظومة وفقا للمعروف، تعمل على ارتفاعات متوسطة، وهنا بيت القصيد في هذه المرحلة من المواجهة، اضافة الى ان خبراء الحزب العسكريون يعرفون جيدا، انه من الصعب جدا اسقاط طائرات الـ “اف 16″، المجهزة بما يكفي من قدرات تسليحية وانظمة الكترونية، تسمح لها بالافلات من هذه الصواريخ.

وكشفت المصادر، ان استعمال هذه الصواريخ لم يكن لاول مرة، اذ سبق للحزب ان استعمله، حيث تبين ان الغارة الاسرائيلية التي استهدفت منطقة “النجارية” في 17 ايار، اصابت مجموعة من منظومة “صياد -c2″، وهو ما بينته صور وفيديوهات التقطها مواطنون يومها لاجزاء وشظايا منفجرة من تلك الصواريخ، كانت تنقلها احدى المقطورات لتجهيز القاعدة – القاذفة بها.

واشارت المصادر الى ان سرعة الضربة الاسرائيلية يومها حالت دون التمكن من استخدامها في تلك اللحظة، اذ وفقا للمتعارف عليه، يستغرق تحميل هذا النوع من الصواريخ عادة، حوالي 5 دقائق، لكن هذا يعتمد حقًا على تدريب وخبرة مشغليها، مبدية اعتقادها بان لا علاقة بين اسقاط مسيرات “الهرمس” وبين استخدام تلك المنظومة، نظرا لان ظروف وتقنيات عمل المسيرات وسرعها، تختلف كليا عن المقاتلات الحربية.

وختمت المصادر، بان قرار الحزب باسقاط مقاتلة اسرائيلية، قد اتخذ، الا ان التوقيت يبقى رهن ساعته، وظروف المعركة، خصوصا ان تداعيات هكذا عملية كاسرة لقواعد الاشتباك الجوي، لها حساباتها الخاصة، واستراتيجيتها، فالحزب منذ انتهاء حرب 2006 وهو يعد العدة “لمواجهة الجو”، بعدما نجح، براي خبرائه، في شل حركة المدرعات الاسرائيلية، بواسطة “منظومات كورنيت” التي حصل عليها، وبالتالي كان التعاون مع روسيا والصين وايران وكوريا الشمالية، لانجاز هذا الاستحقاق، الذي قد نحتاج لوقت لمعرفة نتائجه، خصوصا ان المنظومات المتطورة للدفاع الجوي عادة ما تعتمد على التطور الراداري والتكنولوجي، كون اهميتها تكمن في قدراتها الالكترونية، ما يجعل من السهل التشويش عليها، وهنا لا بد من التذكير انه عام 1982، استطاع الطيران الاسرائيلي تدمير كامل منظومة “سام 6” الاحدث يومها في منطقة البقاع، والتي كانت تشغل من قبل خبراء روس، بعدما نجحت اسرائيل في استخدام التشويش الالكتروني يومها.

 

 

المصدر: الديار – ميشال نصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى