هل يكون صيف لبنان وإسرائيل ساخناً؟

صدى وادي التيم-لبنانيات/

حتّى الآن، لم تنجح فرنسا والولايات المتّحدة الأميركيّة في إحراز خرقٍ لإعادة الهدوء إلى جبهة الجنوب، فسلّم لبنان ملاحظاته على الورقة الفرنسيّة، وقد كانت أكثر من النقاط التي لاقت ترحيباً، في حين وافقت حركة “حماس” على آخر مقترح لوقف إطلاق النار، بينما رفضته إسرائيل، التي هدّدت على لسان وزير دفاعها يوآف غالانت، من أنّ الصيف قد يكون “ساخناً” بين “حزب الله” وتل أبيب، إنّ فشلت كافة المساعي الدبلوماسيّة في خفض التوتّر بينهما.

ولعلّ أبرز ما يدعو إلى الخوف من انفلات الوضع الأمنيّ أكثر في جنوب لبنان، هو عدم وقف إطلاق النار في غزة، بالتزامن مع توغّل الجيش الإسرائيليّ جزئياً داخل مدينة رفح، وسيطرته على المعبر الحدوديّ مع مصر، من جهّة فلسطين، وإستمرار الحكومة الإسرائيليّة بالتلويح بأنّها عازمة على إطلاق عمليّة عسكريّة واسعة، بحجة القضاء على آخر ألويّة “حماس“، ومنع إمداد “المقاومة” في غزة بالسلاح.

 
ويقول مراقبون إنّ “حزب الله” وخلفه إيران، يعتبران أنّه قبل التطرّق إلى أيّ محادثات دبلوماسيّة لإنهاء المعارك في جنوب لبنان، يجب وقف إطلاق النار في غزة، عندها، تتقيّد “المقاومة الإسلاميّة” بالإتّفاق بين “حماس” والإسرائيليين، وتتوقف عن استهداف الداخل الإسرائيليّ.

ويُشير المراقبون إلى أنّه في الأيّام الأخيرة الماضيّة، زادت حدّة القصف المتبادل بين “حزب الله” وإسرائيل، بالتزامن مع تقديم “حماس” جوابها على مقترح الهدنة، ورفضه من قبل تل أبيب. وعمّا إذا كان فعلاً سيكون “صيف لبنان وإسرائيل ساخناً”، لا يستبعد المراقبون هذا الأمر، لأنّه لا يُمكن البناء بعد على أيّ مقترحات أو ورقة قدّمها الغرب، لأنّها لا تزال كلّها بعيدة عن التنفيذ، ولا تضمن مكاسب لأطراف النزاع.

 ويُتابع المراقبون أنّ إسرائيل في موقع الخاسر في كافة الأحوال، فإذا وافقت على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن، فإنّها ستكون في موقع المهزوم، وإذا أكلمت عمليّتها العسكريّة على رفح، فإنّها لن تنجح أيضاً في القضاء على “حماس” بالقوّة. أمّا في ما يتعلّق بجنوب لبنان، فإنّ إعادة الهدوء إلى المناطق الحدوديّة لن يتمّ بانسحاب “حزب الله” وفرقة “الرضوان”، لأنّ “المقاومة” تصرّ على أنّ كتيبتها النخبويّة يُشكّلها سكان البلدات الأماميّة، وأيّ تراجع لهذا الوحدة، يعني بحسب “الحزب” مُغادرة الجنوبيين لقراهم، وهو ما يرفضه بشكلٍ تامّ وحاسم، وقد أعلمه إلى فرنسا، عبر جواب لبنان الرسميّ على مبادرتها الداعية إلى إنهاء المعارك.
 
وفي هذا السياق أيضاً، يُؤيّد محللون عسكريّون إمكانيّة إنفجار الوضع الأمنيّ في الجنوب أكثر، وشموله كافة المناطق اللبنانيّة، إنّ بقيت الدبلوماسيّة الغربيّة منحازة لإسرائيل، وإنّ لم تضغط عليها للقبول باتّفاق الهدنة الذي وافقت عليه “حماس“، علماً أنّ أميركا حليفة تل أبيب شريك أساسيّ في صياغته. ويقول المحللون إنّ القصف العنيف الذي يشنّه كلّ من “حزب الله” والعدوّ الإسرائيليّ، “بروفا” لما يُمكن أنّ يحصل إنّ دخل الطرفان في مواجهة مفتوحة في ما بينهما، والدمار الذي لَحِقَ بالقرى الجنوبيّة، سيكون أكبر إنّ طالت المعارك العمق اللبنانيّ، ووصلت إلى بيروت وضاحيتها الجنوبيّة.

ويُشدّد المحللون العسكريّون على أنّه يجب على فرنسا وأميركا الأخذ بالإعتبار أنّ “حزب الله” دخل الحرب إلى جانب “حماس“، ما يعني أنّ أيّ وقف لإطلاق النار يجب أنّ يشمل غزة وجنوب لبنان معاً، ومُحاولة تل أبيب وباريس وواشنطن الفصل بين الساحتين هو خطأ بالنسبة لـ”الحزب”، الذي لن يتقيّد بتنفيذ القرار 1701 وبعدم إستهداف المستوطنات الإسرائيليّة وبعودة الإسرائيليين إلى مناطقهم، إنّ لم يشمل الحلّ الفسلطينيين أيضاً. ويلفت المحللون إلى أنّ الفشل في التوصّل إلى تسويّة، والتأخّر أكثر في إيجاد الحلول، يزيد من خطر توسّع الحرب إلى لبنان، وبأنّ يكون الصيف فعلاً “ساخناً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!