الحكومة قد تتبخر الأسبوع المقبل … بقلم : سلمى الحاج

 

كادت الحكومة اللبنانية المنتظرة قاب قوسين أو أدنى من الولادة، في الساعات القليلة الماضية. فرئيس الحكومة اللبنانية المكلف حسان دياب يصول ويجول بين بعبدا حيث القصر الجمهوري وبين عين التينة مقر الرئاسة الثانية. اجتماعات واجتماعات بهدف حلحلة عقد لم تعد سياسية.
الحكومة المنتظرة من لون واحد لفريق “قوى الثامن من آذار وإن كان الحزب لم يطلب لنفسه شيئاً ويقال أنه قدم كل التسهيلات حتى حكومة تكنوقراط التي كان قد عارضها عاد وقدم التسهيلات اللازمة لها . فهذه الحكومة المنتظرة تحت المجهر الدولي ،فعين الغرب عليها وعلى ا ل ح ز ب  المصنف أمريكيا أنه” إرهابي”. إذن للواقع أبعاده الدولية وهذا يعني أن الحزب لن يستطيع تأليف حكومة لطالما أعلن قدرته وبتحد على تأليف حكومة اللون الواحد . لكن يبدو أن مشكلة الحزب نفسه في حلفائه فمن لديه هكذا حلفاء ليس بحاجة لخصوم يقول سياسي بارز في قوى الثامن من آذار.
رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية وهو الطامح المنافس للرئاسة الأولى يبدي اعتراضه على حجم تمثيل تياره. حتى الآن مصادر الرئيس المكلف تؤكد أن فرنجيه لم يعتكف عن المشاركة بشكل رسمي فيما حزب الله حريص على إرضاء فرنجية مهما كلف الأمر.
ما الحل ؟
تفيد المعلومات أن ا ل ح ز ب  وحركة أمل تسعى في الساعات المقبلة لإقناع السيد دياب برفع عدد الوزراء من 18 وزيراً إلى 20 وزيرا. وهذا قد يتيح تمثيل لأكبر عدد من الأفرقاء السياسين . علما ان رئيس مجلس النواب نبيه بري كان قد طرح حكومة لمل الشمل أي من 24 وزيراً. الرئيس المكلف حتى كتابة هذه السطور متمسك بحكومة 18 وزيرا فقط لا غير. والسيناريو الآخر المطروح الآن أن تكون السيدة أمل حداد نائبة لرئاسة الحكومة من دون حقيبة.
ماذا عن دور الخارج في الأزمة الحكومية .
فرنسا هي على ما يبدو أنها صلة وصل الغرب مع الرئيس المكلف. لكن كيف ستتعاطى الدول العربية والغربية مع حكومة اللون الواحد. يقول جورج عطالله وهو عضو تكتل لبنان القوي في مداخلة له عبر إحدى القنوات المحلية ، يقول إن مشكلة الحكومة خارجية وليس داخلية . هذا كلام خطير ومعناه أن مسار التأليف في لبنان او الازمة بشكل عام مرتبط بالأزمة العراقية وهذا يعني أن الأمر يحتاج إلى توافقات إقليمية ودولية وإلا لا استقرار وعلى كل الأصعدة.
العقدة المخفية !
وإن بدأ يظهر للعلن أن الكمياء مفقودة بين الرئيس بري والرئيس المكلف .كذلك لا يخفى على أحد أن الرئيس ميشال عون كان يفضل النائب فؤاد المخزومي لتأليف الحكومة وليس دياب. والأهم من هذا كله أن لا حركة أمل ولا ا ل ح ز ب حتى هذه اللحظة لديهما مشكلة في عودة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري إلى سدة الرئاسة . كيف ذلك ؟ لا مستحيل في السياسة فكيف إذا كانت السياسة لبنانية والبلد على شفير الإنهيار ؟! فكله وارد.
ماذا عن الشارع؟
لا عودة إلى الوراء وهذا بات محتوماً. ما قبل 17 من تشرين الأول_ أكتوبر، ليس كما بعده. والواضح أنه طفح كيل الناس المهددة بكل أنواع الإفلاس فيما حكام البلاد والعباد يتنازعون على قطعة الجبنة حتى الساعة. وبالتزامن تظهر دعوات إلى العلن من أجل إستقالة النواب بعد مضي سنة ونصف على انتخاب المجلس النيابي.
الوضع خطير ومهدد بالإنفجار وأخشى أن المقبل من الأيام يحمل تهديدا أمنياً جدياً .فالساحة اللبنانية باتت مفتوحة على كل الإحتمالات بما فيها ولادة الحكومة اللبنانية قد تكون باتت من الأمنيات المستحيلة ، وعلى الله الإتكال.
 

* سلمى الحاج كاتبة لبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى