سنرى أرقامًا قياسية للذهب لم يشهدها التاريخ

صدى وادي التيم-لبنانيات/

مع بداية الأزمة اللبنانية، أي منذ 4 سنواتٍ تقريبًا، وفي ظل تطوّر المصائب المالية والأمنية في العالم وتفشي الغلاء والبطالة، تأثّرت أسعار الذهب بشكلٍ أساسيِ وأصبحت تعلو يومًا بعد يومٍ لتصبح اليوم المنافسة الأولى والأخيرة للأموال الورقية.

في الساعات الأخيرة، سجّلت أسعار الذهب مستوياتٍ تاريخيةٍ جديدةٍ، بعد أن تخطّى سعر الأونصة 2400 دولار أميركي. كذلك، عززت بيانات التّضخم الحديثة في الولايات المتحدة من احتمال قيام مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي (البنك المركزي) بتأجيل خفض الفائدة على الدّولار الأميركي.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين السنوي (تحديدًا في آذار الماضي إلى 3.5% من 3.2% تم تسجيلها في الشهر الذي قبله، أي في شهر شباط).

وفي معطيات اليوم، تخطّت أسعار المعدن النفيس في الأسواق العالمية مستوى 2400 دولارًا للأونصة الواحدة، مسجلةً أعلى مستوى على الإطلاق.

فما مصير الذهب اليوم؟ وكيف ستكون الصورة غدًا؟ وهل تأثرت أسعار الذهب بأزمة المصارف في لبنان؟

في التحديث الأخير، ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلى 2384.34 دولارًا للأوقية، ووصل المعدن إلى مستوى قياسي عند 2395.29 في وقتٍ سابقٍ من الجلسة. وبالإضافة إلى ذلك، زادت العقود الآجلة للذهب الأميركية بنسبة 1.2% لتصل إلى 2401.80 دولارًا.

الطبقة الوسطى والفقيرة باتت تُستثمر بمعادنها الصفراء أكثر من قبل

في حديثٍ خاصٍ لموقع “الأفضل نيوز”، أكّد رئيس نقابة تجّار الذهب والمجوهرات في لبنان نعيم رزق، أنّ ارتفاع أسعار الذهب بهذه الوتيرة العالية لا دخل لها بأزمة لبنان، بل الموضوع عالمي بحت.

لكنّ اللبنانيين تأثروا كثيرًا بهذا الوضع، للأسباب التالية: أولًا بسبب الأزمة المصرفية التي شهدها لبنان بعد أن خسر العديد من الشعب أمواله، ثانيًا نتيجة الحروب والأزمات القائمة في بلادنا وفي العالم العربي وفي إيران، وثالثًا بسبب عدم استقرار العملة الوطنية مقابل الدّولار الأميركي في بلدنا. من هنا، استغنى معظم اللبنانيين عن المصارف، وبالتالي انعدمت ثقته بالعملات الورقية، وبات همّهم الوحيد اليوم هو ادّخار أكبر عدد من الأونصات الذهبية سيّما بعد أن أصبح سعر الأونصة الواحدة بـ 2400 دولار.

والمُلفت، على حدّ تعبيره، أنّ الطبقات المتوسطة والفقيرة، باتت تؤمن معادنها الصفراء أكثر من قبلٍ، على اعتبارها أفضل وسيلة للادّخار والاستثمار في الوقت عينه.

بالإضافة إلى أنّ العديد من اللبنانيين، باتوا عاجزين اليوم عن شراء عقاراتٍ والاستثمار بها.

الطّلب على الذهب سيزيد​.. للأسباب التالية

وأشار رزق في حديثه، إلى أنّه بمجرّد انخفاض الفائدة على الدّولار، الطلب على الذهب سيزيد.

وقال: السبب الأساسي وراء ارتفاع سعر الأونصة، هو تفشّي الحروب ما يخفف من قيمة العملات النقدية الورقية، وبالتالي زيادة ثقة المواطنين أجمع بالمجوهرات والمعادن الصفراء.

ماذا لو عاد لبنان معتذرًا؟

في حال عاد لبنان إلى وضعه السابق، وتم انتخاب رئيسٍ للجمهورية وتم تشكيل حكومة جديدة واستقرّ الدولار. كيف سيتأثّر السوق المحلّي يومها؟

أجاب رزق على هذا السؤال، مشددًّا على أنّ ارتفاع الطلب والسعر على الذهب لا علاقة لهُ بشكلٍ مباشرٍ بالأزمة المحليّة. ولكن رغم ذلك، ستتبدّل الأمور قليلًا. سيتحسّن العمل المحلي وسيرتفع الطلب على الذهب أكثر فأكثر وسنرى أرقامًا لم يشهدها التاريخ. ورغم كل ذلك، يبقى الذهب الملاذ الآمن في كلّ مكانٍ وزمانٍ.

وفي الختام، نفى رزق الشائعات التي تطال محلات المجوهرات في لبنان، التي ترفض بيع أو شراء الأونصات والليرات، معتبرها أخبارًا زائفة تضرّ بسمعة التجار والبائعين.

وأنتَ؟ هل بدأت في عمليّة استثمارك للذهب؟ أم أنّك لا تزال تتقاضى راتبًا لا يكفيك أكلًا وشربًا؟

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى